11 أبريل، 2024 5:05 ص
Search
Close this search box.

عذرا ايها العراقيون هذا هو مستوى ذكائكم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ايام انتشرت في وسائل الاعلام دراسة تقول ان العراق احتل المركز الاول عربيا والمركز العشرين عالميا لمستوى الذكاء لدى شعوب العالم ، ووفقا لهذه الدراسة التي اعتمدت على اختبارات الذكاء (IQ ) والتي تقوم على مجموعة من الاختبارات العلمية  ، وقد استبشر بعض افراد الشعب خيرا بتلك النتيجة ظنا منهم انهم اصبحوا في مصاف دول العالم او على الاقل انهم قاب قوسين او ادنى من مضاهاة دول الخليج في بعض الجوانب .
ولكن لنقف قليلاً امام بعض الحقائق لنرى هل ان هذه الدرسات ونتائجها قريبة من الواقع ام ماذا ؟ فالدراسة اعتمدت على عينات من افراد عراقيين يعيشون في اوربا او بلدان اسيا من اطباء او مهندسين او من بعض الخبرات الاخرى وهؤلاء النخبة هم نماذج لا يمكن تعميمهم على باقي افراد المجتمع في عمليات الاحصاء واستخلاص الدراسات والنتائج كما ان الدراسة لم تعتمد نماذج عشوائية من داخل العراق حتى تكون اكثر واقعية  وموضوعية ، وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة او تلك تعالوا الى ارض الواقع لننظر هل ان العراقيين هم اذكياء فعلا ام لا ,
فكما هو معلوم ان الافعال والممارسات لدى كل الكائنات هي مقدمات للحصول على نتائج  ومن خلال الممارسة والتكرار يفترض بالانسان ان لا يكرر نفس الفعل اذا لم يحصل على نتيجة صحيحة ، فكلام النبي الاكرم (ص) : ( لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين) واضح جداً بخصوص عدم تكرار التجارب الخاطئة  اما ما حصل ويحصل في العراق فهو بالعكس تماماً فبعد مرور عشر سنوات وما احتوته من تجارب خاطئة تجعل الانسان يعجز عن وصف ما يفعله العراقيون بأنفسهم فبعد خمس تجارب للانتخابات ( 2برلمانية + 2 مجالس محافظات + 1 تصويت للدستور) كرر فيه العراقيون نفس الاخطاء ولم يستفيدوا من تجاربهم الخاطئة لتصحيحها بل اصروا على الخطأ بصورة غير معقولة حتى باتوا يعضون على اناملهم البنفسجية من سوء ما اختاروا رغم انهم عاشوا مرارة هذا الاختيار السيئ بكل تفاصيلها وويلاتها ويدفعون الثمن كل يوم من دمائهم واموالهم ومصيرهم ومصير الاجيال القادمة ، والمؤلم في كل هذا هو حين تسأل احدهم لماذا اسأت الاختيار يقول ماذا افعل اذاً ؟ مع العلم انه يعلم انه اخطأ في ذلك !!!!
بقي ان نعلم ان العراق حصل على 87 درجة من معدل مئة ، يذكر ان العالم الشهير ( آنشتاين) حصل على 200 درجة وهو صاحب المقولة الشهيرة في تعريفه  للغباء : ((هو فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة ))  فعذرا ايها العراقيون فنتائج الدراسة غير صحيحة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب