23 ديسمبر، 2024 1:33 م

عذرا ايها الاصدقاء .. سوف لن نتلقى تهانيكم بالعيد

عذرا ايها الاصدقاء .. سوف لن نتلقى تهانيكم بالعيد

يعود علينا في هذه الايام  “عيد صوم يزيد (ئيزيد)” المقدس بعد ان صمنا صيام الفرض واهلنا يعيشون اوضاعا لا تسر احدا , فالاحزان والالام والاوجاع يلف المشهد اليزيدي (الايزيدي ) العام.
يحل علينا اقدس الاعياد اليزيدية واهمها  لكن دون فرح  ودون تبادل التهاني , فافراحنا مصادرة  وديارنا غادرها الفرح واستوطنها الحرب والدمار , نساؤنا يباعون بابخس الاثمان , اطفالنا في دور الايتام يعلموهم القران , فالعيد لا يليق بنا بعد الان رغم قدسيته .
 بنا تحول هذا العيد الى كابوس وظلام , سرق البهجة  والافراح من عيون الاطفال .
هذا العيد ليس ككل الاعياد لان الموت يخيم بظلاله في كل الارجاء واطفالنا رحلوا كطيور النورس وهم يرتدون لباس الجنة .
وازاء هذه الاوضاع البائسة نستذكر ما قاله المتنبي قبل اكثر من الف عام ” عيد باية حال عدت يا عيد ” الذي يطابق واقعنا المتازم , الذي يعيش فيه شعبنا مشردا ونساؤنا واطفالنا مخطوفون في سجون داعش  , والخيبات تلف الانفس المكلومة بدل الفرح الغائب , وضاعت اصوات الثكالى واهات المكلومين في زحمة الماسي والكوارث .
 
فلاتزال راسخة  في اذهاننا وذاكرتنا احداث كارثة سنجار الماساوية في 3 اب 2014 على يد مجرمي دولة الخلافة الاسلامية ” داعش ” وانسحاب  قوات البيشمركة الكردية المفاجئة دون قتال وحتى دون اطلاقة رصاص واحدة وتركهم لشعب امن مسالم تحت يد ابشع تنظيم ارهابي الذي تسبب باستشهاد اكثر من 4000 شخص بين رجل وامراة وطفل وشاب , وخطف اكثر من 3000 امراة وطفل والاف العوائل المشردة تغمرهم الاحزان وهم يعيشون اوضاع كارثية صعبة .
حل العيد وحلمنا اصبح بعيد , فاي عيد هذا الذي يصادر فرح الاطفال ويحرمهم الامان ؟ العيد الذي هو بهجة الاطفال وفرحهم الكبير تحول هذا العام الى ماساة وخراب ودمار حين سرق مجرمو الدولة الاسلامية”داعش” براءة اطفالنا في سنجار بعد قتل الاباء وخطف الامهات واغتصاب الاخوات امام اعينهم واقتادوهم وهم الابرياء المستضعفون الى سجونهم العفنة ودور الايتام لتحفيظهم القران وتحويلهم الى الاسلام وهم لا يفقهون كل ما يجري حولهم , وخلافا لكل الشرائع والاعراف السماوية والانسانية  .
 تذكرت ابيات المتنبي وانا اتابع حال اهلنا وشعبنا المليء بالاهات ما يدمي القلب ويحدث الاسى  واهلنا ينزفزن جروحا لا تندمل .
 اربعة اشهر وصرخات اطفالنا ونساؤنا تصم الاذان ولا من منقذ ولا من معين .
اربعة اشهر وشاباتنا رقيق وجواري بيد وحوش الدولة الاسلامية وقذاراتهم النتنة
 اربعة اشهر من الصمود والجوع والتشرد ومجازر بشعة ازهقت الارواح
 
اربعة اشهر وقوى الشر والظلام لا تزال تطغى وتجبر .
 اربعة اشهر وشعبنا البريء المستضعف قد اوهنته الحروب والابادات الجماعية دون ان تمد اليه يد المساعدة يعيشون برد الشتاء , تصادر وتسرق المساعدات الانسانية منهم في وضح النهار  , وخذلان الحكومات في المركز الاقليم ,  اما المسؤولين والاحزاب فالكل اصبح مشغولا بمصالحه ومنافعه يتنافسون على الفتات , يعزفون على الوتر القومي في احلك الظروف , ولازال هناك من الانتهازيين من يمجد ويمدح هذا الحزب المتخاذل او ذاك لتجميل صورتهم المهزوزة بعد فشل تلك الاحزاب وسقوطها بعد كارثة سنجار وفشلهم في فرض اجنداتهم السياسية والقومية تاركين المكلومين وصراخاتهم تصل اعنان السماء .
 
كيف نفرح وجروح اهلنا ما تزال تنزف ومعاناتهم تزداد سوءا يوما بعد يوم وهم
 يلتحفون العراء والبرد والمطر محرومين من ابسط مقومات العيش .؟
كيف نفرح والغصات  في الحلق والعيون مخنوقة بالعبرات ونحن نتابع اخبار اهلنا المشردين يجوعون ويبردون وعيونهم ترتقب الاتي من المصير المجهول ؟
اي عيد ومزارتنا ومراقدنا الدينية والمقدسة يفجرها اعداء الله الواحدة تلو الاخرى حتى انهم اصبحوا على بعد امتار قليلة من موار شرفدين ؟
 اي عيد وحرائرنا تباع وتهان في اسواق العبيد والنخاسة امام انظار العالم الذي تعاطف معنا وادان تلك الممارسات . ولكن هل تكفي الادانة والتعاطف الدولي ؟
اي عيد وفتياتنا اسيرات لدى اعدائنا يغتصبون كل يوم عشرات المرات من قبل وحوش داعش وقوارضهم البشرية  وامام انظار ومسمع منظمات المجتمع الدولي المدنية والانسانية والحقوقية ؟
كيف نحتفل والجراحات مثخنة بالالام  وعدونا استباح الدماء والاعراض دون من يردعه او يوقفه عند حده؟
 
 
لن نعيد ما قلناه وقاله الاخرون حول جينوسايد العصر” جينوسايد سنجار ” لكن
ليس لنا في هذا العيد الا هذه الامنيات بعد ان ياسنا من الفرح الذي لن ياتي ابدا
 
عيدنا يوم يعود الحق لاصحابه وتعود سنجار لاهلها ويعود الامان كسابق الاوان ويعود المشردون لديارهم .
عيدنا يوم تعود نساؤنا المخطوفات وفتياتنا  المغتصبات حرات طليقات من قيودهن
الى اهاليهن مرفوعي الهامات والراس .
عيدنا يوم نعي اللعبة السياسية والقومية التي يحاول المتنفذون رسمها للقفز فوق حقوقنا وهويتنا التي تغتصب بعد فشل الاحزاب في معالجة واحتواء الازمة والتعامل معها.
عيدنا عندما نبقى كما كنا ولا نزال قوما صادقين مع انفسنا وروابطنا صافية و نوايانا سليمة ونفوسنا مهذبة .
 
عيدنا يوم تقدم المساعدات الكاملة لاهلها دون سرقة  لاكثر من 400 الف نازح عالقين بجبل سنجار او ممن يعيشون في المخيمات  وعلى راي المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
 
عيدنا يوم تسهل اجراءات اللجوء للنازحين من اهلنا الى دول اوربا وامريكا  بعد ان تم الاعتراف دوليا” بجينوسايد سنجار “وتحريرهم من بطش دولة الخلافة الاسلامية سيئة الصيت ومجرميها اعداء الانسانية.
عيدنا يوم يتم دعم مشروع الحكم لسنجار وانشاء منطقة امنة في سهل نينوى تحت حماية دولية بعيدا عن سلطة الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان
عيدنا يوم تتوحد كلمتنا وقرارنا اليزيدي بدل التشتت والضياع  بين عدة جهات او سحبه نحو القرار الكردي الذي لم نجني منه سوى التشتت والضياع لانه لا يعتبر اليزيديين الا مجرد ارقام تحت الطلب في صناديق الانتخابات الكردية لا اكثر.
عيدنا حين نرى اندحار داعش الاسلامية وابادتهم بالكامل واعادتهم الى العصر الذي هربوا منه الينا ومسحهم من خريطة الوجود الانساني .
 
كل عيد وابطالنا وفدائيونا الرابضون في جبل سنجار  بالف خير فهم القوة الداعمة والمساندة رغم قلة الامكانات المادية والعسكرية .
  وعذرا ايها الاصدقاء لهذه الاسباب سوف لن نتقبل تهاني العيد …لانها مؤجلة.