23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

عذرا اكرم طوزلو !!

عذرا اكرم طوزلو !!

نتذكر جميعا الغضب الكبير الذي واجهنا به اكرم طوزلو لانه ظهر في تلفزيون كردي و خلفه جدارية تطالب بالتصويت للقائمة ٧٣٠ في اول انتخابات عامة للبرلمان الدائم في ٢٠٠٦ ، بعذ ذلك الظهور التلفزيوني اصبح اكرم طوزلو خائنا بامر من ( السياسيين ) التركمان و أحزابهم التي كانت تحت مظلة الجبهة التركمانية العراقية قبل ان تتحول الى حزب و كانت الأوامر تأتي من أنقرة التي كانت حينها ضد المطامع الكردية و لم يكن اردوغان قد اعلن عن سياسة الانفتاح التركية التي لم تضر بتركيا قدر ضررها بالتركمان في العراق.
طوزلو لم يكن سياسيا و ان كان قد سجن لمواقفه القومية، هنا لا اريد ان أدافع عن طوزلو و ما ارتكبه ضد نفسه و تاريخه من إساءة اكد حينها انها لم تكن مقصودة، لكنني اريد ان أقارن بما ارتكبه طوزلو و ما يرتكبه المحسوبين على السياسة التركمانية و كل ( سياسي) منهم يعتبر نفسه الممثل الشرعي للتركمان و يتحدث باسمهم رغم علمه المسبق بان الشارع التركماني يرفضه. فجأة اصبح التوجه الى الاقليم أمرا سهلا، و لا أنسى الاشارة الى سياسي تركماني كتب قبل سنوات و بعد سياسة الانفتاح لاردوغان بان التركمان و في الحقيقة ليس التركمان انما من ينفذ الأوامر فقط قد تنازلوا كثيرا للأكراد الذين لم يستجيبوا لهم.. و هذه الايام كثرت الطلبات و الزيارات الى أربيل و برلمانها و طبعا لا يوجد اي استجابة كردية و السبب كان سابقا واضح جداً، لماذا يستجيب الأكراد للسياسيين التركمان الذين ينفذون اوامر اردوغان الذي دخل في علاقة متميزة مع أربيل اي انهم يتعاملون مع انقرة مباشرة و ليسوا بحاجة الى من ينفذ اوامرها، لم يعد الأكراد بحاجة الى التركمان، و الان لا يستجيب الأكراد و هم يعتبرون انفسهم لاعبا أساسيا في العراق و ليسوا بحاجة الى التركمان. سمعنا ان النواب التركمان في برلمان أربيل قد انسحبوا من جلسة برلمان أربيل التي كانت تناقش مسالة رئاسة الاقليم مع انسحاب نواب الحزب الديمقراطي الكردستاني! ما هو شرح هذا الانسحاب سوى انهم ك ( كوتا ) مرتبطين باوامر البارتي و ماذا يعني تقديم طلب الى برلمان أربيل من قبل احد الاحزاب التركمانية و هذا الحزب يعرف مسبقا ان هذا البرلمان لن يجيب على طلبهم.
ان الخطط التي تجري ضد العراق كثيرة و من بينها التقسيم و في كل هذه الخطط لا يوجد مكان للتركمان و يبدو ان الحزب الذي قدم الطلب يؤمن بان المادة الملغومة ١٤٠ قد تم تنفيذه لانه يشير في الطلب ان المناطق التركمانية تحت المادة ١٤٠!!
يستمر التخبط في السياسة التركمانية و بمراجعة لما يرتكبه البعض من المحسوبين  على السياسة التركمانية سنجد انهم يرتكبون أفعالا اكثر ضررا مما ارتكبه اكرم طوزلو الذي كتبوا على جدران بيته كلمة ( خائن )..
لا يريد التركمان الذين يواجهون حملة إبادة منظمة تستهدف جغرافيتهم و ثقافتهم و تاريخهم من قبل اطراف عدة تفسيرا ممن يعتبرون انفسهم انهم يمثلونه، فقط اصبحوا تحت الامر الواقع و يريدون ان يحافظوا على ما تبقى لهم و ان يتخلصوا ممن يتاجر باسمهم. و مرة اخرى نعرف ان هذا التخبط سيستمر لعدم وحود مرجعية سياسية تركمانية و الحيرة التي تغلف الذين كانوا ينفذون الأوامر ستستمر ايضا  لان صاحب الامر  حائر بعد الانتخابات التركية الاخيرة.