9 أبريل، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

عذراً للمتنبي

Facebook
Twitter
LinkedIn

عذراً للشاعر الكبير المتنبي على تحريف بيتا شعريا من قصيدته المشهورة في مدح سيف الدولة الحمداني . ولا أقصد في هذا التحريف الاساءة للشاعر الذي أكن له كل الاحترام والتقدير ، ولكنني أردت أستعارة المعنى بما يتلائم مع واقعنا الذي نعيشه في هذا الزمن العجيب الغريب . والبيت الشعري بعد التحريف : ( على قدرِ أهل الخير تأتي المكارمُ …. وتأتي على قدر اللئام الجرائمُ ) . وأرى أن المضمون الرائع الذي تحمله البلاغة الشعرية للمتنبي مع التحريف البسيط يلخص حال الكثير من الكتل والأحزاب السياسية ( بالخصوص قادتها ) . وأرى أن هذا المضمون يمثل الميزان العادل لمعرفة الصالح من الطالح بغض النظر عن الأقوال والأحاديث الرنانة . فالأفعال هي وحدها تحدد هوية الشخص ان كان جيداً أو سيئا ، وعلى قدر هذه الأفعال ونسب تحققها على أرض الواقع تتضح معالم وملامح الشخصية الفاعلة بنسب متفاوتة أيضا . ويستطيع المواطن الناخب أن يستعين بهذا الميزان لتحديد من يراه أصلحا لاعطائه صوته الثمين . ولا أعتقد أن ذاكرته غائبة عن المشاهد السابقة والحالية ، فالأحداث المتراكمة والمشاهد الكثيرة ليست كما يقال : ( أكل الدهر عليها وشرب ) ولم يتجاوز عمرها الزمني أكثر من ثمانية عشر عاما ، كما لا أعتقد أن المواطن العراقي عاجز عن تمييز الطيب من الخبيث ، وفرز الشريف من الفاسق ، وفصل النزيه عن الفاسد . وجميعنا نتذكر جيدا ما فعله هذا الحزب وذاك الحزب ، وما فعلته هذه الكتلة وتلك الكتلة ، وما فعله فلان وعلان . والقاعدة العلمية تقول أن الذي يحمل في نفسه روح الخير ، وهو طاهر النفس والبصيرة لابدّ أن يكون الصلاح والخير والمعروف وشتى المكارم نتيجة منطقية لهويته الشريفة .

وفقا لهذا الميزان العادل علينا كمواطنين أن ننظر بحيادية تامة وباستقلالية نزيهة للشخصيات التي تبوأت مناصب عليا ، أو التي كان لها الصوت المسموع في قيادة البلد ، خصوصا أن الكثير منها ما يزال نشطا فعالا في الانتخابات القادمة . وعلى ضوء الرؤى سنحكم بمنتهى القناعة على بوصلة اختياراتنا . فكيف يمكن لنا أن نعطي أصواتنا الى الكتلة التي عبثت بأمن البلاد واستهترت بأرواح العباد ومارست كل أنواع الفساد ، وشهدت لها مذابح البشر خلف ( السدة الترابية ) في مدينة الصدر وسيارات الخطف من نوع ( البطة ) والمحاكم الصورية في بعض المدن العراقية التي شهدت أقسى أنواع التعذيب ؟ وكيف يمكن أن نمنج أصواتنا الى قائمة ( عمار الحكيم ) وهو الذي طغى واستولى على المال العام وتحالف مع الشياطين من أجل تحقيق ذاته ومصالحه الشخصية المليئة ؟ وهل يجوز لنا أن ننتخب من سرق المال العام وخان العهد وحقق الثراء الفاحش على حساب لقمة عيش المواطن المسكين ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب