عذراً صدام حسين …. عسى أن تصل كلماتي وانين وأوجاع ملايين العراقيين إلى مسامعك .. ابدأ حديثي معك بالاعتذار عسى أن تصفح عني ..لأني شتمتك يوماً ولم اصدق أي كلمة من خطاباتك الطويلة التي تتحدث بها عن مؤامرات الأعداء وتربصهم بأرض العراق وشعبة وخيراته وسمائه ومائه , عذرأً فقد كنا صغاراً ومراهقين لانفهم ما تقول .. كانت بطوننا وعقولنا خاوية من شدة الجوع .. كنا نفتقد إلى الهدوء فحياتنا بلا معنى صخب وخوف وتوتر بلا نهاية أنت تتذكر جيداً ما فعلته بنا سنين الحصار , كيف تطلب من جبناء جائعين باعوا وتنازلوا عن كل شيء .. أن يؤمنوا بما تقول وتفكر .. سامحك الله.
أثنتا عشر عام مضت منذ رحلت وتركتنا نهباً وسلباً لكل من يريد أن يبني لنفسه مجداً من سلاجقة وفرس وأعراب ولصوص وعملاء وخونة . الم يكن بمقدورك أن تؤجل الرحيل قليلاً .
لقد اكتشفنا متأخرين انك الصادق الوحيد بين كل من جاء بعدك ليرعى القطيع … نعم .نعم لا تستغرب لقد جعلوا منا قطعاناً يتقاسمونا .. قطيع لينتخب .. وقطيع ليلطم الصدور .. وقطيع يدافع عن المعبد .. وقطيع يقاتل باقي القطعان .. وقطيع .. وقطيع .
لقد أذلنا الفُرس يا صدام .. واحتقرونا . لقد صنعوا من أراذلنا سادتاً علينا يسوموننا سوء العذاب ويُرملون نسائنا وييتمون أطفالنا … يسرقون ويقتلون بكواتمهم ما يشاؤون وقت ما يشاؤون . نشروا الفساد والرذيلة والسرقة والأمراض والجهل والخرافة في كل مفاصل الدولة .
الجميع يريد أن ينهش بلحمنا ولا فرج يلوح بالأفق .. لقد أغرقونا في بحار الذل والمهانة ..لا احد يجرؤ على الكلام .
يا صدام إن كنت في السماء فأرجوك أن تتوسل الله بالنيابة عن ملايين الأرامل واليتامى والمساكين أن يعيدك لحكمنا ولو ليومان فقط .. فمن يعبثون بالعراق لا يخافون الله إنما يخافوك أنت وحدك .. يصابون بالرعب عندما يسمعون اسمك .
ان الله لا يسمع دعواتنا لاننا جبناء ندعوه بصوت خافت .. اخبره .. إننا نخاف كواتمهم فهم بخلاء بكل شيء إلا بعدد رصاصات قتلنا .
اخبره إننا كنا مخطئين .. اخبره إننا كنا مخطئين يوم لم ننتمي لحزب البعث وتبعنا ثلة من الجهلة خدروا عقولنا بقصص الغيبيات التي لا تخدم سوى مصالحهم الرخيصة .
اخبره إننا سننتمي جميعاً لحزب البعث حال عودتك وسنحارب كل من يشكك بوطنيتك وإخلاصك للعراق وسنطارد كل خائن وعميل ولص يلبس لباس الدين ليسرق مستقبل أطفالنا ولا تنسى أن تخبره إننا سنهتف كل يوم ( صدام خلافك ذلينه ).
فعذراً صدام حسين … لقد كنت على حق .
