منذ اربع سنين مضت والعراق يخوض في خضم المعارك، وفي ضل تلك الحرب القائمة فهو يقدم القوافل تلو القوافل من الشهداء، شهداء بذلوا انفسهم للعراق قدموها لكي تعاد ارض الوطن، لم يبخلوا عنا بشيء أضاءوا لنا الدرب نحو
مستقبل واعد، فحقهم علينا ما بقينا وبقي الدهر.
في ضل هذه الاعداد الكبيرة من الشهداء، التي لم يعد احد يحصي أعدادهم، نجد عامة الشعب والوسائل الاعلامية والحكومة مقصرة! تجاه شخص الشهيد وعائلتة، فأغلب من قضوا فداء العراق لم يحصلوا على كامل الاهتمام، وهذا الغياب والنقص الواضح في الرعاية من الكل، يرجع الى عدة اسباب لعل ابرزها كثرتهم، لكن لا يشفع ذلك لنا ولجميع المراقبين، فلولاهم لما أكملنا حياتنا ابدا.
رغم هذه الامكانيات المتطورة والاموال التي تصرف هنا وهناك، التي لا ينال منها شهدائنا سوى القليل، جعلتنا نتساءل لماذا مكانة الشهيد ليست في صدارة مجتمعنا هذه الايام؟ وهل للشهيد العراقي يوم يحتفى به؟ وبعد عناء البحث وصلت الى ان المجتمع العراقي لولا دماء ابناءه التي سالت على الارض، لما وجدناه اليوم يمارس حياته الطبيعية، لكن بحكم ان لم يبقى بيت في العراق الا وقد شهيد على الاقل فلم يعد الامر حدثا بارزا، فأمر الشهادة اصبح من روتين الحياة الاعتيادية، وخصوصا في جنوب العراق.
اما في ما يخص هل لشهيدنا يوم! فمن الواضح ان له يوم ويوماً مميزاً له وحده، الا وهو اليوم الاول من رجب في من كل عام هجري، وذلك بإقرار مجلس النواب العراقي، ذلك اليوم الذي نسب لشهداء العراق، بعد حادثة التفجير التي حصلت فيه، على اسوار مقام امير المؤمنين في النجف الاشرف، التي طالت اية الله الشهيد محمد باقر الحكيم، في يوم الجمعة الاول من رجب، فأقترن ذلك اليوم باسم الشهداء، لكن الاهم من هذا السؤال لماذا غيب هذا اليوم داخل الشارع العراقي؟ وهل يوجد شخص لا يريد ان يسمع ذكر الشهداء علنا وفي يوم مخصص لهم!
نعم مع شديد الاسف لم يحظى ذلك اليوم بأغلبية الإجماع عليه، لأنه حسب لجهة معينة في المجتمع، حسب على ال الحكيم فقط بنظر الناس، وهذا الامر الخاطئ ادى الى سوء فهم الشعب لمصطلح يوم الشهيد العراقي، فلو اعتبرنا مجازاً ان شخص كباقر الحكيم يختزل لجهة معية، فلماذا لا تحتفي كل جهة بشهدائها في يوم أقره المجلس النيابي كيوم رسمي، لكن من المسلمات في ضل التحزب والتشدد لا يطبق احد حدث اقترن بجهة، وهذا من اهم اسباب ضياع اليوم الرسمي الوحيد لواهبي الدم، فبماذا نجيب الشهيد المظلوم ويومه قد اختلف عليه.
النتيجة ان من الاولى على جميع الفرقاء السياسيين ومن يروج لهم، الاتفاق على يوم اقروه سابقا وتناسوه حاليا، فللشهيد العراقي حق، وعليهم ايضا ان لا يتناسوا دور الشهيد الحكيم على العراق، فالحكيم لم ولن يكن لجهة دون الاخرى، فهو حكيم كل العراقيين، فلا تخدعوا الناس بان الحكيم للبعض فقط.