خرج نحو ساحة التحرير يريد وطن يبحث عنه بين حقبة من الفساد والفشل ليخلصه من براثن العصابات التي عاثت به ، كانت قنبلة الغاز المسيل للدموع بانتظاره .. هشمت جمجمته حملته جماجم اصدقائه الذين يشاركونه بفكره لتنقله بواسطة التكتك الى المفرزة الطبية … في تلك الخيمة التي اعلنت فيها احد الطبيبات نبأ وفاته الى اصدقائه… شيّعه اهله و احبائه في ساحة التحرير كان نعشه يطير بجناحين لتحط روحه الباحثة عن السلام في وادي السلام في النجف الاشرف على بعد حوالي 180 كم من جنوب بغداد..
المشاهد كان يتابع تلك الاحداث من منزله مستلقياً على ظهره …و كأن مهاجم المنتخب العراقي اخطأ ضربة جزاء وبنفس اللهجة ينتقد المتظاهر و يوبخه بصوته الجهوري الذي ملئ البيت صراخا …. و مطلقا العنان لنصائحه الفذة حول طرق التعبير و تجنب الصدام مع الحكومة و وجوب السكوت وعدم الانصياع لمؤامرة السفارة الامريكية في الخروج للتظاهرات و اخذ يكشف عن خطط الجوكر التي رسمت في الغرف المظلمة وكأنه كان حاضراً تلك الاجتماعات…
عذراً ايها المشاهد ..
كان على المتظاهر ان يستأذن الحكومة في المطالبة بالقضاء على الفساد…
وكان على المتظاهر ان ينتظر موافقة الكتل السياسية التي لم تجتمع على امر من سنوات ليخرج للمطالبة بالعدالة و المساواة و الغاء الامتيازات ..
عذراً ايها المشاهد ..
كان على المتظاهر قبل ان يخرج ان يستأذنك لتعطيه النصائح…
و يجلب لك علبة بيبسي و شامية لتتناولها وانت تشاهد لقطات الاكشن عبر اليوتيوب لعدم وجود قناة اعلامية تنقلها …
عذراً ايها المشاهد …
كان على المتظاهر قبل ان يخرج ان يستمع لنصائحك عن الجوكرية وعن مؤامرات السفارة الامريكية وان يستمع لمعلوماتك الاستخبارية …
تعلم المشاهد ان لايفعل شيئاً سوى المشاهدة و التصفيق في نهاية الفلم و ربما هي هذه مهمته الوحيدة…فكفاك ايها المشاهد انه ليس لك دور في التغيير …
ماذا لو انتصر المتظاهر كم ستكون سرعتك نحو المنطقة الخضراء وما هي اهازيجك التي ستطلقها متغنياً بالمتظاهرين ….
ومازلت وانا اكتب هذه الكلمات مستغرباً …وفي داخلي تساؤلات لهذا المشاهد
ان لم تهز مشاعرك مناظر الشهداء السلميين فمالذي سيهزها؟
ان لم تنتفض نزاهتك لميزانيات منهوبة فمالذي سيخرجها من صمتها؟؟
ان لم يصرخ ضميرك من اجل وطن فعلى ماذا سيصرخ؟؟
ان لم توخز كلمات ممثل المرجعية شعورك الداخلي وهو يصف سماعون فرعون والمصفقين له فمالذي سيوخزها؟؟
وان لم تحرك رجليك كلمات المرجعية لتوسعة الحراك كل اسبوع فما الذي سيحركها؟؟
واخيرا ييبدو ان المشاهد .. نام على احداث الفلم قبل ان يشاهد النهاية ..
اتركوه رجاءاً فعقله لا يحب شد التفكير اثناء احداث القصة وتعلم ان يصحو من غفوته عند انتهاء الفلم ليسال من فاز ؟؟؟و كيف انتهت؟؟؟
واخيراً اوجه دعوة لكل من ينتقد الحراك الذي خرج من اجل مطالب مشروعة نادت بها المرجعية قبل الشعب ما البديل للحراك الشعبي؟؟؟
ان نبقى مشاهدين لحقبة اخرى ؟؟؟
ام نترك كل شيء لاجل مؤامرة لا توجد الا في عقول الفاسدين يروجون لها عبر اعلامهم ليستمر مسلسل سرقة مقدرات هذا الشعب المظلوم؟؟؟
ام نبقى نصفق لاجل اي شيء ؟؟
فان لم يكن لك دور في التغيير فكن على الاقل مشاهداً محترماً لا تطلق اتهاماتك على اخوتك المتظاهرين فالمشاهدة اسهل كثيراً من ان تكون مؤثرا في التغييرعلى ارض المسرح…