توطئة :
مع احترامي الكبير لكثير من إخوتنا وخصوصا الذين يقحمون أنفسهم كتابيا ويدلون بدلوهم في أمور وهم جاهلون بها بالمرة!
لقد كتب كل من الإخوة تيري بطرس وأبرم شبيرا في موقع – عنكاوا – والاخ جرجيس أيوب في موقع – الكتابات – عن قصة قتل الإمام ” الحسين ” على يد شخص اسمه ” سرجون ” كما صرح به السيد مقتدى الصدر.
ومما زعموا به الجميع أنه آشوري كون اسمه ” سرجون ” بدون البحث في المراجع الكثيرة عن هذه الشخصية الدمشقية وأصولها الحقيقية.
علما، إن سماحة مقتدى الصدر لم يشر اليه لا من قريب أو من بعيد بأنه آشوري الأصل والفصل في حديثه اطلاقا.
كما والجدير بالذكر، أنه في تعريفه لهذه الشخصية التي لعبت دورا هاما في عملية فتح دمشق بأنه رومي الأصل ( 1 ) .
وهنا المدلول ( الرومي ) لها معنيان : العرق البيزنطي والمذهب البيزنطي ، والمعنى الأول معول عليه غالبا وبدون أن يكون المعنى الوحيد عند العرب.
والجدير بالذكر أن البعض اعتبر أفراد عائلة سرجون على مذهب اليعاقبة والقائل بطبيعة واحدة للسيد المسيح ومنهم الأب إسحق أرملة السرياني داعما ذلك من المؤرخ ابن البطريق .
ولكن آخرون ارتأوا غير ذلك، بأن العائلة هذه كانت على مذهب الخلقيدوني القائل ان للسيد المسيح طبيعتان، الإلهية والإنسانية لأن منصور بن سرجون كان ناسكا في دير سابا قرب القدس، معقل الخلقيدونية. زد على ذلك أن البطريرك ديونسيوس التلمحري ( + 845 ) الذي استشهد هو نفسه سنة 1921، حيث أورد هذا البطريرك اليعقوبي أن سرجي بن منصور الكاتب الخلقيدوني الدمشقي، وشى به ( أثناسي بن جومية السرياني ) لدى عبد الملك مدعيا أنه سلب كنوز مصر بأجمعها ( 2 ) كما شكا ميخائيل السرياني مرتين، من جهته من معاملة سرجون الخلقيدوني لليعاقبة ( 3 ).
هل سرجون اسم آشوري أم ماذا؟
بدون أدنى شك أن الإسم هذا ليس له علاقة بآشور والآشورية، كون الإسم أصلا سرجيوس
الذي كان شائعا بين المسيحيين الناطقين باللغة العربية إبان الحكم البيزنطي، وقد استعملوه بصيغة – سرجيس – ونادرا سركيس واحيانا أخرى بصيغة التصغير – سرجون أو سرجه .
ومن هنا نؤكد جازمين أن – سرجون – هذا لا علاقة بالإسم الأكادي الآشوري – شارو كينا/ ܫܪܘ ܟܐܢܐ أي الملك العادل .
…………………….
المصدر:
الفكر المسيحي بين الامس واليوم، الأكسرخوس جوزف نصر الله نقله بتصرف الى العربية الأرشمندريت انطون وهبي – الطبعة الأولى 1991 ، من منشورات المكتبة البولسية – بيروت، لبنان
( 1 ) تاريخ ابن البطريق ، 2 ص 15
( 2 ) آداب اللغة اليونانية والكتبة السريان ، مجلة المسرة اللبنانية 1921 ص 409
( 3 ) تاريخ ابن البطريق ، 2 ، والصفحات 477 و 492