الان فقط بدأنا المسير مرة ثانية بخطوات غضة وعلى ارض طرية كاننا نعيش عام 2003.لقد حقق القائد التاريخي المعجزة عندما جعل من خطاب ما بعد منتصف الليل بدقائق بابا ً لجهنم بحق حينما حوله الى بوابة للزمن عادت بنا الى الايام السود ﻠ1963 و 1968 والانقلابات العسكرية ليذيقنا الرعب وليسبب لنا هبطات كلما طل علينا بتهديداته حتى اننا لم نسترد انفاسنا الا بعد ان سمعناه يتنحى.هو لم يتمسك بالحكم فنحن من تخيلنا انه هدد وزَبّد َ وارعد بخطاباته الخمس وهو لم يحاول استخدام الجيش بالصراع من اجل حق الناخب إذ نحن من ترآى لنا ذلك حتى منتصف 11/ 8 .
نحن نبكي انكسار جيشنا وقتل شيعة تللعفر وبيع اعراضنا في سوق النخاسة وعوائل ممتحنة لاذت بالجبل ليحميها بعد ان ثبت عجز حاميها وهو يبكي كرسيه. ان الرفض الدولي من قبل دول ومؤسسات ومرجعية دينية للسيد المالكي لم يشعره باكثر من وجود بيئة رافضة له لكن ذلك لم يكن كافيا ً ليثنيه عن اصراره خوض معركة بقاءه وفناءنا لكن ما جعله يتراجع كان اربعة عوامل مؤثرة على الارض وهي :
تخلي ايران عنه ,تخلي المليشيات ببيان صريح اكدت فيه انها تحترم خيار التحالف الوطني ,ثالثا ً عدم ثقته بان الجيش سيذهب معه بعيدا ً باي مغامرة يقرر خوضها وبالتالي مواجهته ما لا تحمد عقباه وحيدا ً ورابعا ً تخلي حزبه عنه في خطوة جريئة ورائعة يندر حصولها بالعالم الثالث لكنها حصلت فكانت ضربة قاضية والسبب انه ذكر بخطابه التهديدي رقم (3) -الخطاب الحزبي- وبالنص ” وانا رئيس كتلة الدعوة ….لذلك ليس من حق احد ٍ ان يتصرف لا بكتلة الدعوة ولا بكتلة دولة القانون الا بتعريف مني او موافقة مني او من الهيئة العامة سواء كان لكتلة الدعوة او لكتلة القانون ” قال ذلك لانه كان يستبعده .
هنا لا بد ان اشكر المنقذين الشجعان علي العلاق ووليد الحلي والعبادي والجعفري وصولاغ والشهرستاني وسواهم من اعضاء المكتب السياسي لحزب الدعوة الذين اعادوا لحزبهم رونقه وابعدوا عنه الكثير من الاشمئزاز والكره الذي لحق باسمه حينما يتداول.
ان السيد المالكي لو لم يكن يستحق المحاكمة العسكرية لاي سبب فانه ولا شك جدير بها عندما هدد وحرك القطعات العسكرية بصورة مريبة مهددا ً امن العاصمة بل البلد او ما بقي منه كذلك يستحقها نائبتاه عالية نصيف والفتلاوي اللواتي ذكرتا ان القادة الامنيين افادوا بانهم سيتركون الجبهات بقطعاتهم اذا ما اطيح بالمالكي وانهم سيدافعون عنه. يهددون الشعب بسنجار وامرلي وتللعفر اخرى ان لم يذعن .
اختار المالكي خلف عبد الصمد رئيسا ً لكتلة دولة القانون في البرلمان وكان اول تصريحاته ان المالكي رمز وانه شق لهم طريقا ً ونهجا ً اسمه المالكية .يتضح من هذا ان اسباب اختيار المالكي لاعوانه هي ذاتها اسباب اختيار صدام لعزة واتضح ايضا ً ان ذلك لم يقتصر على المحيطين به عسكريا ً بل وسياسياً .الامر الذي اثار ولا شك حفيظة قادة حزب الدعوة من هكذا طارئين وجعلهم يدركون خطورة توجه المالكي باحاطة نفسه بحلقات ضيقة تسير به نحو اختزال الدولة والحزب بشخصه واتباع متملقين قلائل.
حتى ان د.وليد الحلي علق غاضبا ً على من وصف ما قاموا به بالخيانة وقال ان ذلك جاء من شخص استضفتموه على قناتكم –العراقية – فوصفه الحلي “بقلة الوعي السياسي والثقافي بل وقلة الادب” واضاف انه ياتي من شخص لا نعلم ما كان يفعل ايام القائد الواحد والحزب الواحد ملمحا ً الى شخص نعرفه .
لقد عجزت ايها المالكي عن ان تفعل اي شيء بنجاح حتى انك لم تستطع ان ترحل بهدوء فهل ستعجز ايضا ً من ان تفارقنا وتعود لطويريجك وننساك ايها الممتعض فوجهك لم يعرف الابتسام وان اردت ذلك ازددت امتعاضا ً ولا نريد ان نعرف عنك شيئا ً انت وصهرك شبيهك وابنك عدي فمنذ ان رايناك لم نعرف الخير وكنت بوصلة للشر وسيذكرك التاريخ على انك كنت خلال السنوات الثمانية السياسي الانتهازي الاكبر منذ تاسيس الدولة العراقية.