23 ديسمبر، 2024 11:36 ص

عدوٌ لدود عُقردارنا

عدوٌ لدود عُقردارنا

بعد مرور حوالى اربع عقود من الزمن ولكن للاسف تفّهم خبائث ملالي طهران لم تدخل العقول ، سمي ّ النظام الايراني من قبل معارضيه بانه نظام ضد الانسانية و هنا وهناك تبوح اسرار وتنكشف امور تفوق الخيال ، يوما بعد يوم يُسدل الستار عن حقائق  مريرة ونرى ضلوع ملالي طهران وضح النهار…

لم يكن الكويتيون يتوقعون ان يستفيقوا يوما ليجدوا بين بيوتهم ترسانة اسلحة ضخمة قادمة من ايران ومخزنة لدى مواطنين اقروا بانتمائهم الى “حزب الله” وعلاقاتهم باجهزة ايرانية وانهم تلقوا تدريبات عسكرية في لبنان وانهم يؤسسون لفرعين سياسي وعسكري في الكويت في انتظار التعليمات سواء من ايران او من قيادة الحزب.

التحقيقات التي اجرتها النيابة العامة في الكويت شملت 25 متهما وهم مرشحون للزيادة. خلصت التحقيقات الى اتهامات قوية تبدأ بـ”زعزعة الاستقرار” وتنتهي بـ”تقويض نظام الحكم”. لم تجد الحكومة الكويتية بدا من انتظار كلمة القضاء كون الاحكام النهائية ستصدر من المحكمة. ومع ذلك اصدرت بيانا شديد اللهجة اعتبرت ان المقصود بالمخطط الذي تم اكتشافه “ضرب كيان الكويت نفسه”. معنى ذلك أن الأمر يتجاوز اكتشاف اسلحة ومجموعة ارهابية إلى مخطط يستهدف الدولة ومؤسساتها.

فحوى الرسالة ان النظام الايراني لم يراع اقرب دولة خليجية لها ولم تأخذ في الاعتبار ان الكويت لعبت ادوارا كثيرة في تقريب وجهات النظر بين ايران ودول الخليج من جهة وبين ايران ودول العالم من جهة اخرى… ايران لم تحترم اليد الكويتية التي مدت لها، بل بادلت عشرات المبادرات الكويتية الخيرة تجاهها  وتؤكّد رسالة النظام الايراني ان مخطط ملالي طهران في المنطقة لا سقف له ولا حدود، وانه اذا كان الامر مع الكويت “القريبة” من ايران هكذا، فالامر مع الدول الاخرى على رأسها المملكة العربية السعودية، سيكون اصعب وامر وادهى. الملفت في الحدث الكويتي، أنّ اكتشاف الخلية الإيرانية وترسانتها، جاء بعد اسابيع قليلة من توقيع الاتفاق النووي الايراني مع المجتمع الدولي (مجموعة الخمسة زائدا واحدا)، وبعد ايام من مقال لوزير الخارجية محمد جواد ظريف عنوانه “الجار قبل الدار” وقبل ايام من خرق آخر للسيادة الكويتية تمثل في اتخاذ ايران خطوة توسعية جديدة .

وعدت ايران العالم بانها ستعطي تطمينات لدول الخليج بفتح صفحة جديدة معها. وجهت رسائل مختلفة في اتجاهات متنوعة بان الاتفاق النووي ليس على حسابها، لكنها سارت في ما يبدو بمسار آخر. الكلام العلني للنظام الايراني شيء وما تقوم به على الأرض شيء آخر. ما تقوم به ملالي طهران يتمثل في تمتين شبكاتها داخل دول الخليج ومدها بكل ما يلزم من دعم مالي وعسكري في انتظار تغير الظروف واستخدام هذه الشبكات ورقة جديدة للتفاوض مع العالم في شأن دور اقليمي اوسع يحقق لها حلم امبراطورية الملالي(المغطى ايضا بالخطاب الاسلامي). من يراقب سلوك النظام الايراني في العراق الداعم بقوة لادواتها الميليشوية وسلوكها في سوريا الساعي لايجاد مخارج تبقي بشّار الاسد في السلطة، يدرك ان تركيز  ملالي طهران المقبل هو على انتزاع شرعية الدور الاقليمي الاول.

يدلّ هذا كلّه على أن المنطقة تواجه تحديات جديدة في منطقة لا تزال تعيش تحت تأثير ترددات الزلزال العراقي الذي تسببت به الإدارة الأميركية في العام 2003 عندما قرّرت اسقاط النظام في العراقي.

هذا الزلزال العراقي زاد من شهية النظام الايران إلى التوسّع. الثابت أن شهية الملالي زادت بعد توقيع الإتفاق النووي. بات واضحا أنّ هناك استهدافا ايرانيا للكويت العضو الفاعل في “مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.

لكن  كيف ستردّ المنطقة على التحديات الجديدة؟

في مواجهة خطر النظام الإيراني، لابد لنا من التكاتف مع المعارضة الايرانية والتي تشابكت مع هذا النظام طوال 4 عقود من الزمن وكما اكدت السيدة رجوي على 

جميع الدول والشعوب في المنطقة لتشكيل جبهة مشتركة للتصدي ولدحر جبهة التطرف والتشدد الذي يرعاه النظام الايراني الحالي ومجموعاته في العراق والنظام السوري.

ولا شك أن التحالف العربي، الذي تشكل ضد نظام ولاية الفقيه في فرض هيمنته على اليمن من شأنه أن تكون نواة لمثل هذه الجبهة.

والحل الوحيد يكمن باسقاط هذا النظام بكافة زمره وعصاباته ومد يد العون الى معارضتة الرئيسية