23 ديسمبر، 2024 1:44 م

عدوى داء الثرثرة في المجلس الاعلى

عدوى داء الثرثرة في المجلس الاعلى

كل ما جاد به المجلس الاعلى على العراقيين هو مطولات كلامية (ولا اقصد فلسفية) ابطالها قيادات هذا الحزب منذ زوال نظام ديكتاتور البعث وإلى يومنا هذا ثرثرة بلا انقطاع في محافل تنصب من اجل ذلك في العاصمة بغداد او بقية المدن العراقية وعندما تطابق مفردات هذه الثرثرة تجد الكثير من التناقضات بين طياتها فلسيد عمار الحكيم رأي يغيره من محفل إلى محفل ونفس الشيء نجده لدى بقية القيادات المجلسية خصوصا بعد ان تمكنوا بطريقة ما من الحصول على منصبين متقدمين في حكومتي محافظتين هما البصرة وواسط واليوم غرق ابناء هاتين المحافظتين في بحر الثرثرة التي لا تنتهي والانكى من ذلك انها ثرثرة فارغة لا تحمل اي معنى ولا تؤدي إلى نتيجة مفيدة. في الزيارة الاخيرة لعمار الحكيم إلى البصرة تخوف بعض المجلسيين انفسهم من اللقاءات التي سيجريها الحكيم مع اعضاء وعناصر المجلس فقد اسرني زميل بعبارة (اجة سيد عمار وراح يكوم ذاناتنة) وعندما سألته عن مدى علاقته بالمجلس الاعلى قال لي بأنه عضو في المجلس الاعلى فاستنكرت موقفه من قائده لكنه برر ذلك من ان عمار الحكيم لا يملك غير الحديث الذي لا يلتزم برأي واحد فيه ويقسم بأنه سمع رأيين متناقضين من السيد عمار الحكيم في حديثين يفصل الأول عن الثاني خمسة ايام فقلت له لعلك انت من كنت واعيا لهذا التناقض او لعلك الوحيد الذي لا يرغب الاستماع الى حديثه فقال ابدا الكل يعلم بتناقضاته و اغلبنا لا يرغب بالاستماع الى حديثه ولكنه قدر علينا القبول به لاعتبارات كثيرة منها ان وجود الجمهور خلال حديثه جزء من الديكور الذي يجب ان يظهر به امام كاميرات التلفزيون وبدون الجمهور لا تأخذ هذه الاحاديث صداها الاعلامي لذا نأخذ على انفسنا ونجلس نستمع إلى احاديثه وإن امتنعنا فسوف نطرد خارج المجلس الاعلى ونحرم من معاشاتنا الشهرية ونحن اصحاب عوائل هكذا وصف لي هذا المجلسي داء الثرثرة لدى عمار الحكيم وقد وجدت نفس الشيء عند الدكتور ماجد النصراوي الذي لا يمل من الحديث بمعنى او بدون معنى بطريقة تدعو للسخرية في بعض الاحيان لعدم وجود أي فائدة في حديثه بل ان حديثه خال من اي وحدة موضوعية فتراه ياخذ بطرف قريب وآخر بعيد ليحشو وقته بالثرثرة التي تشعرك سريعا بالملل وعدم القدرة على الإصغاء والمشكلة ان هذه الثرثرة اصبحت هي السلوك العام في المجلس الاعلى وفي نفس الوقت هي السلوك الوحيد امام العجز الكبير عن تقديم ما يفيد الناس ويحقق طموحاتهم وعندما تعلن رفضك او عدم رغبتك بهذه الثرثرة فأنك ستواجه طنينا حادا يشبه طنين الذباب من الشتم والسباب وتتهم مباشرة من انك تنتميلحزب الدعوة او من جماعة دكتور خلف بعد ان انتهت تهمة انك عدو المرجعية والاسلام والمذهب لان المجلس الاعلى لا يريد ان يظهر امام الناس بأنه حزب قريب من المرجعية ويرغب بلباس الليبرالية والعلمانية عله يحصل على المزيد من الاصوات ..