فجأة صحى الجنرالات في دولة ما بعيدة جدا عن العراق ذات صباح و كل وكالات الأنباء العالمية تتناقل خبرتقديم الجنرال ديفيد بترايوس إستقالته بسب علاقة خارج نطاق الزواج ! ومهما حاول الجنرالات تغيير المحطات تابعهم الخبر بإصرار شديد وهم يعرضون أسف أوباما الشديد لهذه الاستقالة المفاجأة وبكاء زوجته وهي تحتظنه بأسف والأمريكيون كلهم اّسفون لمغادرة باتريوس مبنى المخابرات الأمريكية وهذا البواب يجهش باكياً وهو يودع بترايوس في باب المخابرات الامريكية رغم محاولات الجنرال اسكاته وهو يطبطب على كتفيه وأخيراً اجهشا سوية باكيان وفجأة صرخ الحارس بهستريا شديدة (ليش جنرال ليش هييج سويت بنفسك مو القانون وياك وشكو بيه انت معتديت على احد بس ضوجت الحجية والحجية طيبة وتسامح …) لكنه إنسحب باكياً وهو يقول للحارس… (ضميري حجي ضميري …) فزع الجنرالات من كلمة (ضميري…) تذكروا شيئاً ما قد نسوه منذ أن غادروا الأعدادية أسمه ضمير نعم هو شيء مزعج لا فائدة منه له مكان ما في راس الإنسان أو في مكان آخر من جسمه لعله هو الزائدة الدودية التي يجب إستاصالها والتخلص منها خوفاً من إلتهابها المفاجيء والمدمر؛! لكن صدى الكلمات ظل يرن كالناقوس بدوي مرعب ……ضمير . . . ضمير…. تزايد الدووي المرعب المخيف … ضمير. . . ضمير… حتى صحى و أستيقض ضمير الجنرالات وقرروا تقديم إستقالاتهم الجماعية للتخلص من هذا الرعب المجلجل بعد أن عجزت كل المستشفيات عن إستاصال ضمائرهم لإنشغالهم بمعالجة ضحايا الفساد المستشري التي إنفجرت قنابله ولازالت تنفجر كل يوم في كل وزارات الدولة ومؤسساتها فما كان منهم إلا أن يستعيدوا ضمائرهم بعدوى صحوته الغريبة المفاجئة تلك وتذكر الجنرالات باكين كم مرة اعتقلوا برئيا وهم يعلمون انه بريئاً وكم عذبوا وكم إنتهكوا وكم قتلوا وكم سامحهم الله إرتشوا … الحمد لله ما دام الضمير المستتر خلف النوايا المبيته استيقظ قبل دقات اجراس الفضائح .. لذا اسرع الجنرالات يتنافسون لتقديم إستقالاتهم وهم يجهشون بالبكاء ونسائهم جاهشات والحراس يجهشون صارخين ليش هيج عمي … ولكن العدوى لم تتوقف وإنتقلت بسرعة غريبة إلى الوزراء و وكلائهم ونوابهم ومدرائهم وأنتشر داء صحوة الضمير المفاجيء المسمى ب(داء باتريوس) تيمناً يصحوة ضمير صاحبه المستقيل . وقد إحتار الأطباء فهم لم يتهيئوا مطلقاً لهذا الداء وأكتشفوا أن الفايروس كان معششاً في دهاليز عميقة وظهر فجأة وإنتشر في الهواء ولا سبيل لإيقافه رغم علمهم الدقيق بخطورته وقرر الأطباء عقد إجتماع سريع أغلقت المستشفيات أبوابها بعدها أعلن الأطباء (بخبث متعمد) عجزهم تماماً عن مواجهة هذا الداء وإنهم منشغلون بإيجاد علاج لضحايا الفساد والصفقات المشبوهة والعمولات وليسوا متفرغين لهذا الداء الجديد …
ولكن السلطات إعتبرت ذلك عملاً إرهابياً متعمدا وداهمت كل المستشفيات للقبض على الأطباء
أمسكت بقدح الماء كي أبتلع مسكن وخافض للحرارة الذي صحاني من نومي القلق ولكني وجدته فارغاً أعدته والقيت بالدواء وأعدلت وضع وسادتي وعدت إلى النوم وأنا قلقة على الأطباء .
[email protected]