جاء ثلاثة رجال إلى الإمام علي ( عليه السلام), يختصمون في سبعة عشر بعيرا, الأول يدعي نصفها, والثاني ثلثها, والثالث تسعها, من حسن حظهم أنهم احتكموا للحاكم العدل, فوضع بعيره معهم, وقسمها بالتساوي, وأخذ بعيره.
على مدار ثمان سنوات, رؤوسنا صدعت, أزمة تلو الأخرى, دماء سالت جراء الأزمات, تهدمت جسور التواصل مع الحلفاء, بل وحتى مع دول الإقليم.
يا ترى ما هذه الأزمات؟ وهل حقيقة هي أزمة؟ أم مصالح شخصية.
بزغ ضوء التغيير, لينير طريق المسير, واتضح أن الطريق معبد, لكن هناك من يضع المطبات الاصطناعية.
حقيقة هناك من يضع النظارات, حتى وان ظهرت شمس تموز, لكي يقنع نفسه بأن الذي كان ليس استغفالا, وهو مغفل في كلتي الحالتين, ففي المرة الأولى أستغفل, وفي الثانية أصبح مغفلا.
عادل عبد المهدي, شمس لا تقاوم حتى مع النظارة, وصوت قد أسمع الأصم, نور فضح فساد الليل, و أيقض المغفلين, و إن كان بعضهم قد أعجبه نومه, ولكن هيهات فلدينا عقول لم تنم, عقول قد أعيت السراق, و مخدري العقول, فحقنة المخدر ( أزمة زائد ), لم تنفع مع أبناء المرجعية.
لقد أنهكت ميزانية الدولة تلك الأزمات, صفقة سلاح فاسد, يمحى ذكرها بشحن الشارع بالطائفية, سرقة أموال النفط, تسوف إلى أزمة مع الكورد, تأخير في الميزانية السنوية, بحجة إن الكورد سرقوا النفط, لم يصرف للكورد شيئا فأين ميزانية 2014 ؟ معركة وضعنا فيها قائد كذاب, أين التسليح ؟ وكل سنة تصرف الترليونات لصالح القائد العام للقوات المسلحة.
اليوم بين لنا أبناء الشعب, كيف نقفز على الأزمات, كيف يكون السياسي سياسي بمعنى الكلمة, فخطة الدكتور عادل عبد المهدي, صفعة على وجه صناع الأزمات, وضربة أستاذ في السياسة, فسياسة المنفعة المتبادلة, أفضل بكثير من سياسة الخسارة المستمرة, والتشنج الذي سرعان ما يظهر على الشارع.
من حسن حظ الشعب إن لدينا رجال يفكرون, 500 مليون دولار تحول لإقليم كردستان, بالمقابل يضع الإقليم 150الف برميل من النفط تحت تصرف الحكومة المركزية, يكون الناتج تسديد مستحقات الإقليم, وربح للحكومة المركزية, بفترة لا تتجاوز السنة, وحلفاء لا يشككون بمصداقية حلفائهم, لأننا جسد واحد, أذا مرض احد أعضاءه تداعى له الجسد بالسهر والحمى.
بعيدا عن نعيق الغربان, وعن لسان البعث حنان, الذي أزعجها كثيرا الاتفاق مع الكورد, هاهو حفيد علي ( عليه السلام), يعيد جسور الثقة مع إقليم كردستان, بحل أعجز العقول, لأنه سائر على خطى المرجعية الرشيدة, وينقذ أموال الفقراء من السرقة, بحجة مفتعلة لغاية في قلوب السراق, شعاره ( مثلي لا يبايع مثله ), فلا تتعبوا أنفسكم فقد ولى زمن الأزمات. وها نحن عدنا ببعيرنا, وقسمناها دون نزاع.