ـ فتحت أبواب المناصب العليا له.. لان شقيقته زوجة صدام حسين.. وزوجته ابنة أحمد حسن البكر.. فأصبح مسؤولاً عن مكتب بغداد العسكري لحزب البعث.. وعضو القيادة القطرية للبعث.. وعضو مجلس قيادة الثورة.. ووزيراً للدفاع.
ـ بعد تسلم صدام للسلطة 1979أصبح عدنان: نائباً لرئيس الوزراء.. ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة.
دوره في الحرب الإيرانية:
ـ تولّى قيادة الجيش العراقي.. وأشرف على تحضير الجيش العراقي للحرب.
ـ كان مسؤولاً عن إعداد الخطط العسكرية.
ـ يعتبر بطل المعركة.. و تحرير الفاو ودفع طهران للاعتراف بالانكسار.. حيث تم وقف إطلاق النار الثامن من آب / أغسطس 1988.
السيرة والتكوين:
ـ ولد عدنان خير الله طلفاح المسلط.. في تكريت العام 1939.. وفيها أكمل دراسته الابتدائية.. لينتقل إلى بغداد العام 1953مع أسرته.. ويكمل دراسته المتوسطة والثانوية.
. خلال دراسته في ثانوية الكرخ انظم الى حزب البعث أواخر العام 1956.. ودخل الكلية العسكرية العام 1958.. وتخرج فيها العام 1961 برتبة ملازم ثان.. عمل في صنف الدروع.
ـ لديه ستة أبناء: علي.. ألحمزة.. محمد.. رانية.. رولا.. نوف.
حصل بعد انقلاب تموز 1968 على عدة شهادات أكاديمية منها:
ـ بكالوريوس في اللغة الإنكليزية.
ـ بكالوريوس في القانون والسياسة.
ـ ماجستير في العلوم العسكرية.
ـ العام 1976 التحق بكلية الأركان ضمن الدورة 36.
مشاركاته في انقلابات البعث:
ـ شارك في انقلاب شباط 1963.. ضمن رتل الدبابات المتجهة الى معسكر الرشيد.
ـ شارك في انقلاب 17 تموز العام 1968.
الحرب العراقية ـ الإيرانية:
ـ تولّى قيادة الجيش العراقي.. وأشرف على تحضير الجيش العراقي للحرب.. كان مسؤولاً عن إعداد الخطط العسكرية يعتبر بطل المعركة.. و تحرير الفاو ودفع طهران للاعتراف بالانكسار.. حيث تم وقف إطلاق النار الثامن من آب / أغسطس 1988.
ـ بعد قيام هذه الحرب.. كانت مواقف عدنان ضد تدخلات صدام في ترتيب الخطط العسكرية.. لأنها.. كما قالها مباشرة لصدام: كانت خططا فاشلة ومتسرعة.. وأن صدام شخص مدني غير متخصص.
ـ فالخطط التي وضعها أدت لخسائر بشرية فادحة في صفوف الجيش العراقي.
ـ وفي هذا الشأن يذكر الفريق الركن رعد الحمداني.. قائلاً: إن صدام حسين كان يتعامل مع الحرب على أنها حرب قبلية.. وليست عسكرية.. وكانت آراؤه من الناحية الاستراتيجية 99% منها خاطئ.
ـ يقول القيادي البعثي صلاح عمر العلي أثناء لقاء جمعه مع عدنان خير الله في القصر الجمهوري: إن عدنان شن أمامه هجوماً لاذعاً على صدام.. وتحدث عنه بقسوة.. ومما قاله: “أن صدام شخص لا علاقة له بالجيش والعلوم العسكرية.. ولا يعرف شيئاً عن الحرب ولا يتقن إدارتها”.
ـ كان تدخل صدام وأوامره في هذه الحرب سبباً في خسارة الجيش نصف مليون جندي.. ومثلهم بين معوق ومفقود وأسير.
ـ وأعلن النفير العام وألحقت للخدمة العسكرية كل الأعمار.. وكل المرضى حتى مرضى القلب.
ـ كما خسر العراق كل احتياطه المالي.. وأصبح بلداً مديناً.
ـ وبسبب صدام أصبح الجيش ساحة للصراع بين عدنان وبين حسين كامل ونزق الأخير وعنجهياته.
إصداره إعفاءات للعسكريين:
ـ كان عدنان يحاول استصدار عفو عن العسكريين المحكومين بالإعدام قائلا: “أن أسعد أيام حياته عندما يحصل على أمر ينقذ أحد الجنود من الإعدام”.
ـ العام 1987 منح صدام عدنان خير الله وسام الرافدين.. وخمسة أنواط شجاعة.. وقال صدام لدى تقليد عدنان: “انه شجاع وصبور جداً.. ولديه طاقة تحمل عالية.. وأمين وعميق في إيمانه”.
ـ العام 1988 قلده صدام ثانية بعدد آخر من الأوسمة والأنواط.
ـ لكن ثبت أن كل الصفات التي قالها صدام لابن خاله “وولي نعمته” وخال أولاده.. ووزير دفاعه.. والأوسمة والأنواط التي منحها إياه.. لم تحميه من صدام.
علاقته بصدام:
ـ كانت صداقة عدنان قوية مع صدام منذ أيام الطفولة.. حيث إن صدام تربى وترعرع في بيت خاله خير الله طلفاح.
ـ كان عدنان يمضى عطلته الصيفية في “العوجة” حيث مسكن عمته والدة الرئيس صدام.
ـ اعتاد عدنان منذ أن كان في الرابعة عشرة أن يحمل معه آلة التصوير.. وأمتلك أرشيف صور لصدام حسين والعائلة.. ومجموعة كبيرة من الصور عن المناطق التي خدم فيها.. وهي تحكي قصة تطور المدن والأقضية العراقية.
علاقته بحسين كامل:
ـ بعد ظهور حسين كامل بفترة من الزمن.. حاول عدنان الحصول على إعفاء من منصبه كوزير للدفاع.. لم يكن مرتاحاً إلى الظهور المفاجئ له.
ـ لكونه عسكرياً محترفاً لم يعجبه تدخل حسين كامل في الشؤون العسكرية وشؤون الضباط وتحركاتهم.. وهو الأمر الذي دفعه إلى الطلب رسمياً من الرئيس صدام حسين.. من خلال وزير الداخلية آنذاك سعدون شاكر.. إعفاءه من وزارة الدفاع.
ـ قال عدنان إن “حسين كامل طفل.. ونحن لسنا بحاجة إلى أطفال في القوات المسلحة”.
ـ لكن الطفل بقى يواصل تخريب الدولة.. ويدفع إلى غزو الكويت.. ويعمل على تدمير الجيش”.
الخلاف بين عدنان وصدام:
سببان جوهريان للخلاف:
ألأول: سياسي.. بروز حسين كامل.. وتنافسه مع عدنان في السيطرة على الجيش.. وأصبح صدام يرى عدنان منافسا له.. حيث يحظى عدنان باحترام كبير في صفوف الجيش.. وكانت شعبيته واسعة لدى عموم الناس.
ـ ومن بين المواقف التي تسجل لعدنان أنه زار أحد المعسكرات في مدينة العمارة أثناء الحرب العراقية الإيرانية فوجد مجموعة كبيرة من الجنود في ساحة المعسكر فسأل الآمر: كيف علموا بقدومي؟ فأخبره الآمر: هؤلاء محكومون بالإعدام بأمر الرئيس.. فتحدث معهم عدنان بمكبر الصوت وقال لهم: جئتُ أُسلم عليكم فقط.. وليس لإعدامكم وسأُعفيكم من هذه العقوبة.
ـ الثاني: اقتصادي.. كان عدنان خير الله واحداً من ثلاثة لهم حق سحب مبالغ طائلة من الرصيد السري الذي أودعه صدام في أحد بنوك سويسرا.. الذي يقوم على اقتطاع (5%) من عائدات البترول العراقي اعتباراً من أواسط السبعينيات.
ـ بعد إعدام صدام لعدنان الحمداني وهو واحد من الذين يحق لهم سحب الرصيد في تموز العام 1979.. وعندما صاهر حسين كامل منحه حق سحب وإيداع المبالغ من الرصيد نفسه.
ـ اعترض عدنان خير الله على إشراك حسين كامل في الأرصدة السريّة.. كما اعترض على قيام حسين كامل بانتزاع عمولات من صفقات الأسلحة وإيداعها في الرصيد السري.
مقتله:
ـ ذهب صدام وعدنان وعائلتهما في سفرة إلى شمالي العراق في لقاء (ذي طابع عائلي).. وعاد عدنان من السفرة لوحده بطائرة عسكرية إلى بغداد لأمر طارئ في 5 أيار العام 1989 إلى بغداد فتحطمت طائرته وقتل.
ـ وعن مقتله يشير صلاح عمر العلي: إنهُ قتل بحادث مدبر من قبل صدام.
ـ يذكر عبد العزيز البابطين (وهو شخصية كويتية وكان صديقاً لعدنان خير الله): جمعني آخر لقاء بعدنان خير الله قبل مقتله وكان الخوف بادياً عليه.. فقال لي: إن صدام سيقتلني.. وبعد (34) يوما توفي عدنان بحادث الطائرة المعروف.
التحقيق يؤشر نقاط لصالح القتل:
يؤشر اللواء الطيار مدير السلامة الجوية: بحكم اطلاعي الواسع والحقيقي على ما جرى عصر يوم 5 أيار 1989.. ومقتل وزير الدفاع الفريق الأول الركن (عدنان خير الله طلفاح).. قائلاً:
أ- ارتطام الطائرة بالأرض باتجاه (100) درجة وبزاوية انحدار تقدر بحدود (10-15) درجة وبميلان إلى جهة اليسار.. وعزز ذلك انخلاع العجلة الأمامية في منطقة الاصطدام.. مع وجود آثار ضربات الريشة الرئيسية بالأرض من الجهة اليسرى.. مما أدى إلى تحطم الطائرة كلياً وانتشار الحطام لمسافة (50) متراً باتجاه الصدمة.. واستمرار القسم الرئيس من الطائرة بالتنطط وباتجاه (270) درجة.
ب- من خلال معاينة وفحص حطام الطائرة لم يلاحظ وجود دلائل لحدوث خلل فني أو حالة اضطرارية فيها أثناء الطيران أو آثار حدوث حريق أو انفجار في الجو أو على الأرض.
ت- بعد الاستماع إلى المكالمات الراديوية بين السيطرة الجوية لقاعدة فرناس وطائرة الحادث تبين أن الطائرة كانت متجهة باتجاه (160) درجة ولا تنوي النزول في القاعدة وبين الطيار استمراره بالاتجاه أعلاه.
طلفاح يتهم صدام بقتل ابنه:
ـ أثناء تشيع عدنان خير الله شوهد صدام حسين وهو يدفع بكرسي المعوقين الذي يجلس فيه خاله خير الله طلفاح بعدما قطعت رجله على آثر مرض الغرغرينا.. فمدً صدام يده لمصافحة خاله.. لكن الخال رفض مد يده لمصافحة ابن أخته صدام.
ـ بعد مراسم الدفن صرخ خير الله طلفاح بوجه صدام.. قائلاً: أنت أمرت بقتل ابني.. وأُقسم أني سوف أنتقم منك.
ـ جاهر خير الله طلفاح بتشهيره العلني بابن أخته عندما ذكر لمجموعة من جلسائه بأنه يرفض الرواية الرسمية التي تنص: إن ابنه عدنان كُلف بواجب رسمي أدى إلى عودته إلى بغداد بشكل مستعجل.. وبذلك رفض بيان صدام الذي قال فيه: بأن وزير الدفاع سقطت طائرته أثر العواصف الرملية التي كانت تمر بها سماء العراق.
ـ وبّين أن حادث مقتل ابنه مدبر.. من خلال قيام زوج ابنة صدام (حسين كامل) بإصدار أمر بوضع عبوات متفجرة في الطائرة التي نقلت عدنان إلى بغداد في مكان مخف في هذه الطائرة ووضعها شخص يسمى (كريم) قام صدام بتسفيره في نفس يوم الحادث إلى فرنسا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية.. وأوضح أن المسؤول المنفذ عن العملية هو (علي حسن المجيد) وهو أخو زوجة خير الله طلفاح (الثالثة) وكل الذي دبر هو بأمر من صدام.
الناجي الوحيد يدلي بشهادته:
(في سرسنك دُبِّرت مؤامرة اغتيال عدنان):
ـ عزيز ججو متي أحد مرافقي وزير الدفاع عدنان خير الله.. والناجي الوحيد من حادث تحطم الطائرة المروحية التي أودت بحياة عدنان خرج عن صمته بعد 14 عاماً على الحادث ليكشف النقاب عن ضلوع صدام حسين وصهريه حسين كامل وصدام كامل في تدبير خطة محكمة لاغتيال أحد أهم رموز النظام السياسي وأقرب المقربين الى صدام وعائلته الفريق عدنان خير الله.
ـ يذكر ججو أن عدنان خير الله سبق صدام وعائلته الى شمال العراق.. وبينما كان يعيش ليلة حمراء في مصيف سرسنك أحيتها أكثر من 15 فتاة جميلة دخل صدام فجأة الى الحفلة.. وفي صباح اليوم التالي خرج صدام وعائلته بصحبة عدنان لاصطياد السمك وحدثت مشادة بين صدام وساجدة انسحب المرافقون على أثرها وبعد ساعات قليلة قرر عدنان العودة الى بغداد فرفضت ساجدة ذلك بقوة.. وكان من المفترض أن يعود معه قصي إلا أن حسين كامل وصدام كامل رفضا عودة قصي بإصرار.
ـ فيما أمر صدام بعودة عدنان.. وفي اربيل أخبر الطيار (صائب) عدنان بوجود خلل في الطائرة.. فاتصل عدنان بابن عمه ومرافقه الخاص هاني عبد اللطيف طلفاح وطلب منه أن يجهز سيارات دار الضيافة في الموصل من أجل العودة الى بغداد بالسيارة.. لكن عدنان غيَّر رأيه بعد إقلاع الطائرة وأصر على الهبوط في تكريت فسقطت الطائرة في منطقة القيارة في الموصل.
ـ يؤكد ججو: أن المؤامرة دُبرت في سرسنك عندما تم قطع بعض الأسلاك الداخلية في الطائرة.. وإحداث خلل يحول دون وصولها الى بغداد.. وقد اعترف بذلك الإخوان (حسين وصدام كامل).. وكان صدام حسين يعلم بذلك.
ـ وقال ججو: لقد أُدخلتُ مستشفى الرشيد العسكري.. وفي جسمي 149 كسراً لكن زوجتي قابلت زوجة عدنان خير الله (السيدة هيفاء احمد حسن البكرـ أم علي) وطلبتُ منها نقلي الى مستشفى ابن البيطار.. وهناك اتفقوا مع أحد الأطباء المعروفين ليقوم بقطع خلايا ذاكرتي.. وتم ذلك بالفعل لكي أنسى كل شيء.
الأسرة تتحدث عن عدنان ومقتله:
الهام.. شقيقة عدنان.. وزوجة وطبان الحسن.. تقول:
ـ إن أخيها لم تغريه السلطة.. ولم يطمع بمنصب.. سمعتُ إن احمد حسن البكر وصدام قررا أن يتولى عدنان وزارة الدفاع.. واحتاجا الى فترة لإقناعه بتسلم حقيبة الدفاع.. وكان قبل ذلك تزوج من هيفاء ابنة البكر.
ـ وتضيف الهام: إن أخيها كان يحدثها بألم عندما يتلقى أوامر إعدامات من صدام.. ودخول حسين كامل في حياة صدام وسيطرة حسين على عقل وقلب ساجدة.. فحسين كامل: “عُرفً بولعه وإيمانه بالسحرة.. لدرجة انه استقدم السحرة من الهند”.
ـ تواصل الهام حديثها قائلة: “سمعنا وراء مقتل عدنان مؤامرة.. لكن لم نتأكد من ذلك.. لكننا بعد ذلك أصبحنا نعتقد بإمكانية المؤامرة!!.. بعد عزل عدي أبناء عدنان.. وأعطى تعليماته لجميع المسؤولين العراقيين بعدم الاهتمام بهم.. حيث أصبح هو الشخص الوحيد المتحكم بأبناء خاله عدنان.. الذين استبعدوا حتى من العمل التجاري ومنافسة إمبراطوريته التجارية”!!
ساجدة تعترف:
ـ أخيراً بعد 2003 كشفت ساجدة خير الله زوجة صدام حسين.. بان لصدام دور في مقتل أخيها عدنان خير الله.
برزان.. عدنان قتل بأوامر صدام:
ـ يقول برزان التكريتي في مذكراته: أثر حادث عدنان.. بعد يومين من وصولنا لبغداد.. أي في 7/4 .. ذهبنا أنا وسبعاوي لمقابلة الرئيس.. وكان قرارنا أن نتحدث معه بشكل مباشر وبصراحة.. عن الوضع الذي حلّ بنا.. ومنها ضرورة ترتيب الأمور في حالة حدوث شيء للرئيس فقابلناه في مكتبه بالقصر الجمهوري.. ودار حديث حزين عن عدنان وفقدانه.. فقال الرئيس ليً:
ـ “ماذا تعتقد أنت بعدنان.. هل تعتقد أنه يصلح لحكم العراق”.. قالها بشيء من الانفعال.. ثم قال: “شوف برزان هل تدري لماذا تعاطف الناس مع ما حصل لعدنان؟”.. وأضاف: “سبب تعاطف الناس معه لأنه إنسان لا يقول لمن يضرب الشمس بالقمر لماذا فعلت ذلك”.. وأضاف: “إذا عدنان يستلم رئاسة العراق سوف يأخذوها منه بعد ثلاثة أشهر”!.
ـ قلتُ له: أنني لا أناقشك عن هذه المسألة.. لكن الذي أريد قوله هو ضرورة الانتباه والاحتراز.. فرد عليّ بسرعة وبعصبية مِن مَن احترس؟.
ـ فوجدتُ نفسي في وضع يجب أن استمر للأمام.. لأنها أكثر فائدة وربما تجنبني تفسيرات الرئيس المبنية على الشكوك وعلى نظرية المؤامرة.. فقلتُ له وبحزم أن حسين كامل وعلي حسن (المجيد) يستطيعون اعتقالك أو قتلك.
قال باستغراب واستنكار وعصبية: كيف؟
ـ قلتُ له: إن الحرس الجمهوري والحرس الخاص والأمن الخاص يؤتمر بأمر حسين كامل.
ـ وعلي حسن مسؤول التنظيم العسكري.. ولأنهم يتكلمون باسمك وينقلون أوامرك للجيش وبقية المؤسسات الحزبية والرسمية.. لذلك سوف تنفذ الدولة والجيش ما يطلبوه منها.
ـ نظرً ليً الرئيس نظرة تخترقني.. لكنه لم يعقب بشيء عن ما قلتُ.. إنما قال لي: لماذا تكره حسين كامل هل تعلم بحقيقة لولا حسين كامل لهزم العراق أمام إيران؟!
ـ عندما سمعتُ كلامه هذا صدمتُ.. فقلتُ له والله إذا كانت هذه هي الحقيقة فحسين كامل يستحق أكثر مما هو عليه.. وأضفت قائلاً: سيادة الرئيس أين أنت إذن؟
ـ “أن حسين كامل يذبح بسيفك.. ولولاك لما كان يساوي شيئاً.. إن كل قوته ووجوده لأنه محسوب عليك”.. أصبح الجو متشنجاً جداً.. فقال نلتقي غداً.
ـ وفعلاً تم استدعائي مع الإخوة سبعاوي ووطبان الى مكتب الرئيس فوجدناه رئيس دولة بكل معنى الكلمة.. يعني انه رسمي جداً وبدرجة رئيس دولة.. دخلنا وسلمنا عليه ولم يصافحنا.. كان جافاً جداً.. أشار علينا أن نجلس لم يقل لنا (الله بالخير).. ولم يرسل لنا على ماء أو شاي.
ـ جلس على رأس الطاولة مبتدئاً بالحديث قائلاً: أنني طلبتكم أنتم الثلاثة لأجل استكمال ما بدأنا به نهار أمس.. وقال متوجها نحوي أنت يا برزان تكره حسين وأنني بصراحة أخاف منك على بناتي لأنك تنوي شر لأزواجهن.
ـ قلتُ له أنني لا اكره أحداً.. لكنني اشعر إن حسين كامل وأقرباءه يمثلون خطراً عليك وعلينا وعلى نظام حزب البعث.. لأن هؤلاء ليسوا بعثيين بالمعنى الصحيح.. وأنهم يتسللون للوصول الى أهداف خاصة بهم.. إنهم طماعون ومستعجلون.. قال كيف.. قلتُ سوف اكرر ما قلته لك نهار أمس.. لكنني سوف أقول لك إن حسين كامل وعلي حسن غير مخلصين لك.. قال كيف.. قلتُ لأنهم يدفعونك لذبح المزيد من الناس.. وحتى من عشيرتك وعائلتك.
قال كيف؟
ـ قلتُ له كل محاولاتهم والتزويرات التي نسجوها ضدي وأفشلها الله كان هدفها دفعك لذبحي.. والأساليب التي استعملوها ودفعوك لذبح عمر الهزاع وأولاده خير دليل.
ـ قلتُ له: لو كنتُ التقي معك في ذلك الوقت لبذلتُ قصارى جهدي لمنعك من إعدامهم ليس حباً بهم.. بل حباً لك وتحسباً للمستقبل الذي لا احد يعرف ماذا يخفي لك ولنا جميعاً.
ـ المهم كانت الجلسة عاصفة جداً.. والرئيس كان بوضع غير طبيعي.. ولا اعرف لماذا.. ربما بسبب انعكاس عملية قتل عدنان خير الله عليه مما جعله يشعر بألم مما يجعله ينفعل.. إنه نوع من أنواع تأنيب الضمير.. إنني اعرف انه يتظاهر بالانفعال لكي يغطي على موضوع معين.. ولأجل أن يرهب المقابل.. لكنني لحد الآن لا استطيع أن أخمن سبب انفعاله ذاك.