22 نوفمبر، 2024 1:53 ص
Search
Close this search box.

عدنان القيسي يكول

عدنان القيسي يكول

لم نسمع نعياً رسمياً، أو حتى اولمبياً أو رياضياً بوفاة المصارع العراقي العالمي عدنان القيسي، فضلا على إرسال طائرة الى الولايات المتحدة لنقل جثمانه حتى يرقد بسلام في أرض آبائه واجداده .
في السبعينات، كان القيسي، محبوب العراقيين، ولو قدر أن تُجرى انتخابات حرة، لفاز بها بلا منازع، من أقصى البلاد الى أقصاها.
كان ملعب الشعب الدولي، يغص بالجماهيرعند كل نزال، ولا اعتقد انه بإستثناء كرة القدم يحتشد لها هذا العدد من المشجعين، وعدنان القيسي، حصراً.
رعاية الإتحاد الدولي للمصارعة الحرة، لحلبة القيسي مع ابطال العالم، اعطى شرعية لمنازلاته، غير أن الشكوك ظلت تحوم حول طبيعة النزال، ولاسيما بوجود مؤشرات عن صفقات واتفاقات مسبقة لوضع سيناريو اللعبة وتحديد الفائز، ولعل مانشاهده اليوم من نمط هذه المنازلات يزيد الى حد اليقين اننا بإزاء دور تمثيلي على غرار افلام الأكشن.
بيد أن فكرة البطل الخارق، أثرت فينا كثيراً في سبعينات القرن الماضي، حتى أن شوارع بغداد كانت تخلو عند بث النزال على قناة 9.
اذكر اني كنت اتحرك مع كل جولة يخوضها القيسي، وامسك بالمخدة لاطرحها أرضاً تماشياً مع مجريات النزال، فيما تحتبس الأنفاس داخل الأسرة، أمام شاشة التلفاز الأسود والأبيض، كلما حصلت انتكاسة للقيسي، أو طرحه الاسكتلندي ” كامبل”، أرضاً، أو لطمه الفرنسي” فريري” بشكل مباغت، حتى يسكن كل شيء في البيت، في حين تراني اتلوى يمنة ويسرة بانتظار انتفاضة البطل، ليقلب موازين اللعبة لصالحه.
واذكر أن فريري “طويل التيلة”، كان متمرداً على حكم المباراة، ويتجاوز على اصول النزال، حتى انه ضرب القيسي في وقت الإستراحة، فصاح والدي رحمه الله : ” لو هسة موجود عوس الأعظمي جان لعب بي زورخانه “.
وفي يوم أخذني والدي الى الإسكان حيث يحضر القيسي ” قراية الإمام الحسين” في إحدى الحسينيات، في العاشر من محرم الحرام، حاولت جاهداً أن اراه من بين الجموع المكتظة، فلم افلح، حتى عندما رفعني ابي لم استطع ان اشاهده، فالعدد كبير، والمكان يضيق بالناس.
ومثلما حرصنا على مشاهدة منازلاته، حرصنا على اللقاءات التي كان يجريها معه الإعلامي إبراهيم الزبيدي، أو المعلق الراحل مؤيد البدري، قبل يوم من النزال.
اشتهر القيسي بعكسيته، التي لطلما انهى بها النزال بالفوز، او لف الساق مرات ومرات لتكسير خصمه.
كان الإعلام الرسمي مع القيسي، والناس يهزجون له : عدنان القيسي يكول طولوا شعركم سوو ذيل حصان وآني بطلكم.

أحدث المقالات