23 ديسمبر، 2024 5:01 ص

عدم تصويت مجلس الامن على مشروع امريكي لتمديد حظر الاسلحه

عدم تصويت مجلس الامن على مشروع امريكي لتمديد حظر الاسلحه

لم يصوت مجلس الأمن على مشروع مقترح قرار امريكي لتمديد القرار ٢٢٣١ الخاص بحظر توريد الأسلحة والتقنيات والمواد المرتبطة بها الى ايران وهو القرار المرافق للاتفاق النووي الدولي – الايراني وبذلك سينتقل الموضوع الى مرحلة أخرى بقيادة الولايات المتحده الامريكية لفرض عقوبات أخرى على ايران .
مجلس الامن الدولي كمنظمة دولية مسؤولة عن الامن العالمي وإرساء السلام يتألف من خمسة أعضاء دائميين هما أمريكا ، فرنسا ، روسيا ، بريطانيا ، الصين و١٥ عضو غير دائمي ينتدب لمدة سنتين فقط وبهذا التأليف يمكننا ان نعي ببساطة ان أمريكا هي ركن الأساس في المجلس واذا خرجت منه أمريكا سيصبح بلا قيمة لانها الدولة الوحيده التي باستطاعتها بما تملك من إمكانيات القوة الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية فرض السلام في أي بقعة بالعالم .
هذا التصويت سيضع مجلس الامن في وضع حرج لعدم تمكنه من القيام بمهمته الاساسيه فايران تشكل تهديداً للسلم العالمي وصواريخها تستخدم لمهاجمة اهداف خارج أراضيها فهي استهدفت السعودية مرات عديده وهاجمت فرقاطات بحرية في الخليج واسقطت طائرة اوكرانية واستهدفت قواعد في العراق وذلك كله موثق دولياً وذكر في التقرير الأمريكي المرافق للقرار وان دول الاتحاد الأوربي فرنسا وألمانيا مع بريطانيا قد أجمعت على عدم التزام ايران بقرارات مجلس الامن وتحديها للمجتمع الدولي في التمادي بتصنيع الصواريخ وبذلك اقرت هذه الدول بان ايران تهدد السلام والامن الدوليين .
ماذا بعد عدم التصويت ؟ ان عدم التصويت سينقل القضية الى العودة لمراقبة تطبيق القرارات قبل ٢٠٠٧ وهي ( ١٦٩٦،١٧٣٧،١٧٤٧،١٨٠٣،١٨٣٥،١٩٢٩،٢٢٢٤ ) وهي جميعها قرارات حظر لتوريد وتبادل وبيع الأسلحة الى ايران ومنع وصول التقنيات والخبرات والسبائك وبرامجيات الصواريخ ومئات الملاحق التي تمنع ايران من امتلاك أي سلاح متطور او حتى تقليدي كالدبابات والسفن والطائرات والصواريخ .
ايران بحاجة الى التقنيات والسبائك والبرامجيات وما حصلت عليه نتيجة الانهيار السوفيتي من خبرات لتصنيع الصواريخ شهاب ٣ القديمة التقنيات يجب ان لا يتكرر لانها استخدمتها في ضرب اهداف ونقلتها الى ميليشيات وأحزاب وحركات إرهابية .
ختاماً أقول من السذاجة ان نصدق بان امن وسلام العالم يرتبط بتصويت حر لعشرين دولة ثلاثة ارباعها خارج الصندوق وربعها الفعال متوافق على خطط ورؤيا موحده حول هندسة السلام والامن العالمي والأكثر سذاجةً من يتصور ان دولة كأمريكا تتربع على عرش القوة بكل اقتدار قد تفاجأت بالتصويت واصيبت بخيبة امل كبيرة كونها لم تضع في حساباتها هذا الإخفاق وان ايران قد حققت نصراً دبلوماسياً بعد الفيتو الروسي والصيني ضد مشروع القرار .
الذي يعتقد ان السلام العالمي يحدده تصويت دول كتونس واستونيا وسانت فينسنت غرينادا والدومنيكان والنيجر وفيتنام وهم الدول التي صوتت ضد القرار عدا الدومنيكان فيجب ان يعيد حساباته ويفكر للحظه واحده فقط ماذا سيحدث لو انسحبت أمريكا من مجلس الامن الدولي ؟ وهل سيبقى له قيمة ولو حتى اعتباريه ؟
أمريكا احرجت مجلس الأمن وستحمله كامل المسؤلية عن مساعدته لدولة راعية للارهاب وفق التصنيف الدولي لزيادة نشاطها الإرهابي مع ان حظر الأسلحة وتقنياتها سيستمر وربما سيشتد على ايران .