الوقت يمر، مستنزفا معتصمي الرمادي، الذين يستغلهم النفعيون، من كل الاطراف.. المحلية والخارجية، في تمرير اغراض خاصة، فالشيعة والسنة.. معا، يراهنون على اعتصامات الرمادي،…
السياسي السني، انعطف بطلبات المعتصمين، من الخدمات وتعسف المفسدين في استغلال قانون (4 ارهاب) الى المناداة بما يخدم مصالحه، مجيدا ركوب الموجة.
بالمقابل، لفت السياسي الشيعي انتباه الطائفة الى فلتات لسان صدرت من متطرفين، على منابر الاعتصامات، تحث باتجاه اكمال المشروع الذي بدأه الطاغية المقبور صدام حسين، مستعينا بتنظيم (القاعدة) في ابادة الشيعة!
البراغماتيون من الساسة الشيعة، يتعمدون اشعار الناس بوجب الالتفاف حولهم، كي يحموهم من طوفان السنة الآتي يكتسح سهول الجنوب برمل الصحراء سافيا.
تأتي اليقظة متأخرة، خير من الا تأتي، وهي يقظة تشمل المحافظات الغربية، وعموم الشعب العراقي، وساسته.. أوتيتم ملكا فاحسنوا سياسته؛ والا فان الملك يخلعكم.. لا تتبادلوا الابتزازات فبئس العلاقات تلك التي تقوم على التوجس المستريب شكوكا لاتدع صاحبها يهدأ ولا هو يسمح لمن حوله بالهدوء.
ما يؤدي بالجميع الى الاسهام في التهديم، من حيث يريدون بناء انفسهم، فرادى، اقصاءً للآخرين.. اذن حب عدوك، ايثارا للعراق على الذات، ما دامت مصلحة العراق في محبة العدو.. احبوا لاجل العراق واكرهوا دفاعا عنه.. ادرأوا عنه خطر التفريط بناسه وماله وكرامته.
حبوا شركاءكم في الوطن؛ ولسوف يعطيكم الله حتى ترضون، فالشاعر يقول: “بلادك قدمها على كل ملة.. ومن اجلها افطر ومن اجلها صم”.
لو تعاطى السياسيون مع واجباتهم، بنكران ذات مخلصة للعراق، وادى الشعب فرائض الوطن، بوعي وانتماء حقيقيين؛ لما بقي بيننا ارهابيون ولا انبعثت التفجيرات من بين ايدينا ومن خلفنا ومن الجنبين، مارة على عشرات السيطرات، وصولا الى ما تشاء الوصول اليه من مناطق، لتنفجر، برغم اكتظاظ الشوارع بالجنود، مطلقي الصلاحيات بالتفتيش.
كل هذا التشاؤم، يستحيل تفاؤلا، لو ان الساسة تجردوا عن الطمع بمزيد من النفوذ، وتآخوا كل يميل على نفسه، كي يسمح لعجلة العراق بالدوران، وصافح أخاه، ولو على خلاف يمنعون تحوله الى عدوان.
ابتعدوا عن تسقيط بعضكم، واضعين العصي في عجلات التنمية؛ كي لا تحسب منجزات لسواكم، مستفزين الآخر للتضاد معكم، في سجال لا خاسر فيه سوى الشعب؛ فالثأر يحث على الثأر المقابل، حتى يتحول العراق الى ضرام من اقتتال وئيد، وربما صريحا على السطح.
اوقفوا نزيف الوقت الذي يمر، بينما العراق يتهرأ، ضعوا ايديكم بيد العراق، فهو يتشكل من مجموع الانتماءات الفرعية، افرادا وتيارات، لو ذابت الاحزاب في توجه واحد، نحو العراق، لاصبح الجميع تيار العراق، من دون عداوات صغرى، تاه في مغبتها الولاء الاعظم.