9 أبريل، 2024 12:51 م
Search
Close this search box.

عدالة

Facebook
Twitter
LinkedIn

استيقظ بعدما تسللت اشعة الشمس للغرفة وفتح عينيه محاولا استذكار حفلة الليلة الماضية الصاخبة بكل ما يعطي الصخب من معنى وحاول النهوض لكن الجروح والكدمات والم الضرب المبرح منعه من ذلك ومد يده متحسسا جروحه الطرية واثار الهراوات المرتسمة على رقبته وبقايا جسده فأحس بعطش شديد ورغبة بالقيء وسمع صوت دوران المفتاح في قفل الباب فتزاحم في صدره الالم والامل والخوف وبعد لحظات دخل شرطي ضخم الجثة قاسي الملامح غليظ الكفين وكان اول عمل قام به عند دخوله توجيه عدة ركلات على انحاء جسده المنهك ثم سحبه من يده الى خارج الغرفة وسار به مسحولا في الممر الطويل مع معزوفة شتائم وكلام بذيء حتى اوصله الى غرفة المحقق ثم ادى التحية وحاول الخروج لكن المحقق طلب منه اجلاسه على الكرسي المقابل له . قدم له المحقق قدح ماء وسجارة وشبه اعتذار عن ماحصل ليلة امس .
. طلب منه المحقق ان يستجمع ذاكرته ويستعيد شريط احداث الليلة التي سبقت الهجوم على الفرقة الحزبية ومع ان الم الفكين يكاد يحول دون قدرته على الكلام الا انه تسائل عن الفرقة الحوبية المذكورة ومن هجم عليها ومتى وما علاقته هو بكل ذلك ؟
. استشاط المحقق غضبا فقام على الفور وسحب السجارة من بين يديه واطفأها في جرح اسفل الرقبة مع شتيمة واستغراب من اصراره على الانكار واستعدادة لتحمل كل هذا الضرب والالم وهدده معلنا ان السكوت ليس في صالحه وان عاجلا او اجلا سيعترف تحت الم الهروات والركلات ووجه كلامه قائلا : لسنا على عجلة من امرنا ان لم تعترف اليوم فغدا او بعد شهر سنقيم لك حفلة كل يوم حتى لاندع في جسمك عظما لم يصاب باكثر من كسر . رد بصعوبة بالغة : لست ممن يحملون سلاحا او يهاجمون مقرات وكل مافي الامر اني كنت امر قريبا من المكان المقصود الى مكان اخر لغاية بعيدة كل البعد عن الحرائق والتفجيرات والاسلحة وقبل ان يكمل كلامه عاجله المحقق بركلة على انفه وفمه ونادى على الشرطي طالبا اعادته للزنزانة مشددا على استخدام اقصى درجات العنف وصولا لقبوله بالاعتراف .
. توالت الليالي وحفلاتها الصاخبة خد تخدر جسمه وفقدان الوعي ولم يرضخ لرغبتهم مماجعلهم يتشاورون في طريقة للخلاص منه ودفنه في احد المقابر السرية لكن موضوع عدم كشف من قاموا بمهاجمة الفرقة الحزبية ومسائلة الجهات العلياء جعلهم يتراجعون عن فكرتهم وانتظروا ان يلفظ انفاسه تحت التعذيب .
. في الصباح جاء المحقق للزنزانة وايقظه برش الماء على وجهه وسأله :
بعد ورود هذا الكتاب واعلان جهة معادية للحزب والثورة مسؤوليتها عن التفجير اصبحت الان على يقين انك لم تخطط او تهاجم الفرقة لكن اريد منك فقط ان تخبرني ما سبب مرورك في تلك الساعة قريبا من الفرقة الحزبية ؟ فسأله بثقة اليائس وبماذا يهمك سبب مروري بعد ان تاكدت من عدم مشاركتي بالتفجير ؟
نظر له المحقق بحنق ثم نهض وامرهم بعدم تعذيبه بعد اليوم وخلال ايام تم اكمال ملف ( جرم ) له وسيق للمحكمة فقرر الحاكم حكمه بالمؤبد تحت ذريعة تضليله العدالة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب