23 ديسمبر، 2024 9:25 م

عدالة وزير التربية..وظلم التعيينات !!

عدالة وزير التربية..وظلم التعيينات !!

لاشك ان السيد وزير التربية قد طمأن الالاف من خريجي معاهد المعلمين والمعلمات بأن المستقبل ينتظرهم هذه الايام، حيث ستكون التعيينات على الأبواب ، وستمنح للالاف منهم فرص التعيين ، ولكن لمن يجد له ( ظهرا قويا ) أو حزبا أو كتلة سياسية تمنحه تأييدها ومباركتها له، والا فلن يكون للخريجات من معاهد المعلمات ممن ليس لديهن ( واسطات) وهن بالالاف ويتقدمن منذ خمس سنوات ، وهن متميزات دون جدوى، على طريقة : لقد أسمعت لو ناديت حيا..!!
وعدالة السيد وزير التربية في ( التعيينات ) ليس فيها نقاش أو جدل ، وهي تستند الى خطة ستراتيجية، تعتمد على كم يدفع المتقدم للأفواه والارانب التي تتقلد الموقع الاداري القريب من السيد الوزير، ومن لديه الحظوة عنده، شرط ان لايقل الدفع عن مائة ورقة هذا العام، بعد ان كان قبل عامين يتراوح مابين ثمانين الى تسعين ورقة، ويبقى فقراء الحال ومن هم على هذه الشاكلة يبكون حظهم العاثر، لأن بناتهم تتقدم منذ خمس سنوات، دون ان تجد أحد يقلب فايلها أو استمارة تقديمها، ومن لديه ( فراشة ) في وزارة التربية تكون له ( الحظوة) في أن تدليه على ( البخت والحظ ) الذي ينزل عليه من السماء لو تم الاتفاق مع جماعتها ، يقبض المقسوم، وكل له حصته، إذ ان هناك سلسلة في قبض المقسوم، كل حسب علمه وشطارته، وهناك من يأخذ حصة الأسد طبعا، لكن السيد الوزير لا أحد يحيطه بكل هذه التفاصيل، أو أنه يعرف بها ويغمض عينه عليها، لأن لديه هو الاخر ( جماعة ) يريد تمشيتهم هو الآخر، فـ ( الواسطة ) و ( الدفع بالورق الأخضر)  هو الحل السحري لمن يريد ان يدخل حلبة الصراع في معركة التعيينات الرهيبة، التي لايعلم كنهها الا الراسخون في اخطبوط الفساد الاداري والمالي ومن دخل دهاليز اقامة العلاقات ( المادية ) طبعا، لان العلاقات ( الانسانية ) لاوجود لها في عالم اليوم ومن يدفع أكثر هو المرشح بالفوز ولتسقط ( العدالة ) و( الديمقراطية ) وليعش الفساد الاداري والمالي وسبل الاحتيال لتكون هي المسيطرة على ما يجري في بورصة التعيينات.
فقد اعلن وزير التربية محمد تميم عن ضوابط التعيينات الجديدة في قطاع التربية والتعليم في البلاد.ولتأكيد عدالته فقد أعلنت الوزارة انها ذهبت الى ابعد من هذا ، اذ انها راعت حصة كل قضاء وكل ناحية لتحقيق العدالة لابناء الاقضية والنواحي للحصول على الدرجات الوظيفية المخصصة.
 تمنيت لو أحصى السيد وزير التربية عدد المقالات التي كتبتها عن هذا الموضوع، وتمنيت لو كان هناك رد بحجم سطر واحد، على مقالات كثيرة عن وزارة التربية في موقع كتابات وجريدة الدستور ، منذ عام مضى ، تسرد بشكل لايقبل اللبس أو التأويل حجم الفساد المالي والاداري في وزارة التربية ومن المحيطين بحماية السيد الوزير شخصيا، لعرف كيف عانى الاف العراقيين من تعيين بناتهم الخريجات، اذ ان لدي ثلاث بنات تخرجن ولم يتم تعيينهن منذ أكثر من ثلاث سنوات ، رغم معدلاتهن العالية، وهن يتقدمن كل عام بلا جدوى، وعسى ان تدخلنا ( عدالة ) السيد الوزير هذا العام في ( رحمة السماء ) ويقبل واحدة منهن على الأقل، بدل بقائهن قابعات في البيوت، وعلى شاكلة آخرين ممن لم يتم تعيين بناتهم من سنوات عدة، وكان الله في عون العراقيين على بلواهم، وأعاننا على بلوى وزارة التربية مع بناتنا  ، إذ قتلت وزارة التربية تطلعاتهن، والمشكلة ان خريجات معاهد المعلمات لا أحد يقبلهن في دوائر الدولة الأخرى ويبقين للأسف الشديد ( عالة ) على أهاليهن) وعلى انفسهن ومستقبلهن الضائع رغم ان فيهن اختصاصات رياضيات وعلوم ولغة عربية واجتماعيات..وكلما اكتب مقالا عن وزارة التربية ، أتذكر أغنية فيروز.. كتبنا وما كتبنا وياخسارة ما كتبنا.. ولله في خلقه شؤون!!