23 ديسمبر، 2024 8:18 ص

عدالة سيد شاكر وحنان الفتلاوي

عدالة سيد شاكر وحنان الفتلاوي

دولة القانون لها ( عين ) غريبة وعجيبة فهي حادة كعين الذئب امام قضايا الفساد الصغيرة ولكنها تعمى وتصاب( بالعشو الليلي) امام قضايا الفساد الكبيرة … فاذا سرق موظف صغير عشرة دنانير تطاله يد ( العدالة ) وينال عقوبة قاسية ، اما اذا كان اللص من ( الحبربشية ) وسرق مئات ملايين الدولارات فان عدالة دولة القانون تغض النظر عنه وتهاجم من يحاول فضح امره وتتهمه ( بتشوية سمعة الرموز الوطنية )..
 هيئة النزاهة  ، التي يعوزها الكثير من النزاهة ( عاضّه ثوبها وتركض ) وراء  الفاسدين الصغار وتقوم باخفاء ملفات الفساد الكبرى، وخير دليل على ذلك قضية  رئيس  المفوضية العامة للانتخابات فرج الحيدري وزميلاه اسامه العاني وكريم التميمي ، في قضية هؤلاء لم يذهب رئيس هيئة النزاهة الى بيته الا بعد ان( راصف) الثلاثة امام محكمة النزاهة . ثم هل تنسون دور دولة القانون في هذه القضية ؟ عضوة البرلمان عن دولة القانون حنان الفتلاوي( توزرت) بعباءتها و( قعدت  ركبه ونص ) للحيدري ورفيقاه الى ان تمكنت من اصدار حكم بسجنهم لمدة سنة مع وقف التنفيذ ، علما ان( جريمة ) الحيدري لاتساوي ثمن وقود المولد الذي اشتغل اثناء فترة المرافعة التي صدر فيها الحكم ضد ( زمرة الثلاثة )، ثم ان الحيدري ليس متهم بسرقة فلس واحد، وتهمته التي ذاع صيتها هي انه امر  بتوزيع 100 الف دينار على خمسة موظفين كمكافأة على جهودهم ،  ومع هذا استحق البهذلة والتشهير وصدر حكم بحقه .. انها العدالة العوراء التي  تطارد شخص  لانه امر بصرف 100 الف دينار فقط  على موظفين كمكافأة وتصاب بالعمى ازاء ناهبي ثروات العراق الفلكية .ان هذه العدالة تثير السخرية حقا. السيدة حنان الفتلاوي النائبة عن دولة القانون تغمض عينيها  عن  قضايا ( ام المليارات ) كقضية  سرقة مصرف (الزويه ) وقضية السيد السوداني وزير التجارة السابق وزمرته ووو.. ولكنها تشد مازر حرصها في قضية ( ام الفلسين ) كقضية الحيدري ؟ لماذا اذا سرق موظف صغير تتوالى عليه ( كفخات ) القانون في حين يُغض النظر عن سُراق ملايين الدولارات ويُسمح لهم بالهرب ولايطاردهم الانتربول .. هذه القضية تذكرني بعدالة (سيد شاكر) وخوفه من الله ..
اراد سيد شاكر تزويج احد ابنائه فذهب الى تاجر في السوق اسمه حاج منحوش وطلب منه ان يبيعه (مسواق) العرس على ان يسدده من واردات العرس .. فرح التاجر وتمت الصفقة .. اشترى سيد شاكر في اليوم الاول كيس سكر  وعلبة ملح، وفي اليوم الثاني اشترى عشرة كيلوات شاي ودرزن شخّاط ، وفي اليوم الثالث اشترى  خمس كيلوات قهوة وربع ( عطّاري ) هيل ، ثم اشترى في اليوم الرابع عشرة اكياس تمن وربع (عطّاري) بهارات .ودع سيد شاكر التاجر قائلا 🙁 ان شاء الله بس يخلص العرس انه يمك ).. ولما انتهى العرس ذهب سيد شاكر الى التاجر قائلا : (يله خوية حجي منحوش شوف احسابك .. ترى انه الدين يحكني .. ماارتاح الا اوفي ديني … جاشلون ؟! … ابنادم وين يروح من الله … جاهو بنادم ماوراه موت وحساب .. والله ياحجي منحوش ، وانت مامحلّفني ، دينك ياكل ويشرب وياي ) فرح الحاج منحوش بهذه المقدمة ( الايمانية ) وسارع الى دفتر حساباته وفتحه وصار يقرا بقائمة المشتريات قائلا : مولانا.. باليوم الاول اخذت جيس شكر .. فقاطعه سيد شاكر زاعقا ( اشلون ….) فقال التاجر: سيد، انت اخذت جيس شكر .. وبالشهادة انت اخذت وياه قوطية ملح .. تتذكر..
فقال السيد شاكر :الملح صحيح لكن الشكر لا .
احتج التاجر قائلا : اشمعنه تتذكر قوطي الملح وماتتذكرجيس الشكر ؟
صرخ سيد شاكر منفعلا ( ولك جا انه بُطلي .. لو آنه بُطلي وماخاف الله واخليه بين عيوني جانكرت الملح .. فنّك اتكول انه نكرت قوطي  الملح …أريد اسألك سؤال : انت ودّيت علي وطالبتني بدينك لو آنه اجيت من وحّدي ؟! انت اشتكيت عليه عد الشرطة لو انه وحدي اجيتك برجليّه حتى اوفيك ؟! ولك خاف من الله ولا تتبله على الناس .. ولك خاف انت ماتعرفني ؟ ولك انه سيد شاكر، الناس تسولف بأمانتي وخوفي من الله وتحلف ابراسي ،وانت هسه ، ياهافي البخت ، جاي اتجذبني … استغفر الله ..اي نعم انه اكولهه وبعالي حسي واشهّد الناس على نفسي ..( صرخ السيد ) ياناس ياعالم انه اتقرضت من حجي منحوش قوطية ملح وماناكرهه ..( ثم بهدوء مصطنع ) حجي منحوش ، غيرك مشتبه، انه مااخذت ولاحبة شكر منك  لان خويدمك  ابني جاب الشكر وياه من نزل بالاجازة )
اصفرّ وجه التاجر وقال ( هم كول مااخذت ثاني يوم عشر كيلوات جاي ، وبالشاهد وياهن درزن شخاط ) نبط العرق الهاشمي في جبين سيد شاكر وصاح ( شخاط .. نعم اشتريت منك شخاط.. قابل انه مفتري وانكر الشخاط ..بس عشر كيلوات جاي مااخذت .. خويدمك جاب النه جاي  من نزل بالاجازة ) جمع التاجر شجاعته وقال ( والكهوة والتمن  والبهارات والهيل هم راح تنكرهن  ) فصاح سيد شاكر ( ولك اتخبلت . . ولك اتسودنت … ولك عقلك انشرك .. ولك انه مااشتريت منك بس قوطي ملح ودرزن شخاط وربع عطاري هيل وربع عطاري بهارات .. لو انه بُطلي وما اخاف الله جا مااجيتك برجلي .. جاما اعترفتلك بالملح والشخاخيط والخوية ( البهارات ) والهيل  ..
عندها قدم التاجر دفتر حساباته  الى السيد بيد مرتعشه قائلا : مولاي باوع.. اذا انا أشتبه الدفتر مايشتبه ..دفع سيد شاكر الدفتر بقوه وابعده عنه ونظر الى التاجر نظرة يتطاير الشرر  منها قائلا : ولك انت صدك عقل بشّه .. اتريدني اصدّك بدفترك واجذب نفسي .. عمي احنه ساده معروفين، نبيع ونشتري على الثقة .. الدفتر بيش حكّه ؟! ..انه هم اكدر اشتريلي دفتر بخمس فلوس واسجل بيه الف دينار عليك .. اشلون بالله ؟ شراح تكول ؟ .. عمي دينك معروف وماانكره .. بيني وبينك الله وجدي رسول الله .. انت الك عندي مية وسبعين فلس ..( ثم اخرج ربع دينار من محفظته السمينه ) ومد يده للتاجر بعصبية : تفضل هذا ربع دينار اخذ حسابك ورجّع الباقي وبعد لاتجّذب على السادة .. عمي احنه  ساده نخاف من الله ، والدًين ياكل ويشرب ويانه ..لاتصير مكّار وحيّال لان الله بكتابه المحكم ايكول : انتم تمكرون ، والله هم يمكر .. والله جبير المكّارة ( يقصد الاية : (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
عدالة دولة القانون لاتختلف كثيرا عن عدالة سيد شاكر ومكره
[email protected]