10 أبريل، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

“عدالة التوزيع”… والضحك على الذقون

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو أن فصول مسرحية العملية السياسية “الهزلية” لن يكتب لها الخاتمة حتى الان، على الرغم من غياب مجلس النواب ودخول الحكومة في مرحلة تصريف الاعمال منذ نهاية شهر تموز، لنجبر على سماع تصريحات السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي، من خلال لقاءاته بممثلي المحافظات المحتجة على نقص الخدمات، بعد ان ادمنا على حديث الثلاثاء، ليخرج لنا هذه المرة بتصريح “لا يمكن تجاهله” حين اخبرنا بأن “بلدنا فيه خيرات كثيرة وعدالة في التوزيع”.

تصريح السيد العبادي يثير الكثير من علامات الاستغراب عن حقيقة الوعود التي تطلقها الحكومة لتلبية مطالب المتظاهرين وطريقة تعاملها مع الازمات، ومحاولة أداء دور “القاضي العادل” الذي يسعى لانصاف المظلوم، لكنه تناسى أن ذاكرتنا مازالت تحتفظ بالتصريحات التي يطلقها سيادته منذ “صولة محاربة الفساد” التي اعلنها بعد اشهر على وصوله لمنصب رئيس الوزراء بـ”الصدفة”، حينما وعدنا بان “محاربة الفساد وكشف المفسدين” ستكون من اولويات حكومة “الاصلاحات” لكنها في النهاية وبعد سلسلة المؤتمرات الاسبوعية اختتمت بثلاثة وزراء ومديرين عامين يتجاوزن اصابع العشرة بثلاثة، في حين أن اسماؤهم لمن تعلن لاسباب لايعلمها غير العبادي و “الراسخين في السياسة” وقد تكون لتسويات سياسية او رفع اليد لتأييد ولاية ثانية، كمساومة ستطرح خلال المرحلة المقبلة.

قرارات السيد العبادي جاءت متاخرة “جدا” فورقة المرجعية الدينية التي كان يعتمد عليها سقطت في خطبة الجمعة المؤيدة للتظاهرات والاحتجاجات السلمية والتحذيرات من تصاعد المطالَب الشعبية في حال الاستمرار بعدم الاستجابة للحقوق، واصبح الامر اكثر وضوحا حينما وصفت المرجعية رئيس الوزراء المقبل بـ”الحازم والقوي”، وهي صفات لا تتوافر لديكم سيادة رئيس الوزراء والشواهد كثيرة، لامجال لحصرها في كلمات معدودات، صحيح أن التركة التي ورثها العبادي عن سلفه السيد المالكي كانت كبيرة جدا، لكن التأييد الجماهيري الذي حصل عليه خلال العام 2015، لم يحصل عليها احد من ساسة مابعد 2003، وكانت فرصة تاريخية لضرب الفاسدين في حينها، لكن سفينة الاصلاح جرت بما تشتهي رياح “التكنوقراط” المغلفة بالمحاصصة.

قد ينتقدني الكثير او اتهم بـ”استهداف” السيد العبادي، او قد يراني اخرون مدفوع الثمن، جميع هذه الاتهامات واردة، لكن ياسادة.. كيف يمكن ان يتحمل “عُبَّاد الله” المزيد من الفشل والوعود “الفارغة” التي لا تسمن ولا تغني من جوع، في حين يتحدث السيد عدنان الاسدي عن صعوبة العيش في العراق، حتى ان ابنه لم يتحمل مايجري لنا فعاد مهرولاً الى دولة أوروبية بعد حصوله على تعيين في دائرة المخابرات، فيما يصر السيد اثيل النجيفي ان يطل علينا من على صفحات التواصل الاجتماعي بين فترة واخرى، ليذكرنا بما حصل في مدينة الموصل وكيف سلمت محافظة كاملة باهلها ومواردها خلال ساعات لتنظيم ( داعش)، لكن هذه المرة اخبرنا وهو يغرد على “تويتر” بانه معجب بشجاعة احد المتظاهرين من أهالي البصرة حينما تحدث عن اسباب “الماساة” التي نعيشها، وكان النجيفي يريد ان يبرئ نفسه، ويظهر بصورة “المظلوم” المدافع عن الحقوق.

الخلاصة.. يا سادة ان جميع فرص عودة العبادي بولاية ثانية انتهت فشروط السيد مقتدى الصدر لن توفر له جواز المرور، وفيتو المرجعية الدينية لا يمكن التراجع عنه، ولَم يبقى أمامه سوى “الورقة الاميركية” والتي غازلها في اول فرصة حينما اعلن موقفه من العقوبات ضد ايران… اخيرا.. السؤال الذي لابد منه، متى ستنتهي مسرحية “الضحك على الذقون”؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب