ـ هذا الشعب العراقي .. صدك شغلته أتحير ..
ـ منذ أمس وأنا أريد أكتب دراسة مقارنة بين نوري السعيد وأحمد ألجلبي..
ـ الأول قتل في اليوم الثاني لثورة 14 تموز العام 1958.. ودفن من قبل الحكومة..
ـ في مقبرة الباب المعظم.. القريبة من دائرة الطب العدلي ..
ـ وفي اليوم التالي ذهبت الجماهير ونبشت قبره .. وأخرجت جثته وسحلتها :
ـ من المقبرة فباب المعظم ثم الى شارع الرشيد ثم الى الملك غازي.. وهي تسحل به..
ـ والمارة يتفرجون وبعضهم يشارك في السحل.. ثم الى ساحة الطيران فقصر الأبيض..
ـ واستدارت الجماهير بالجثة الى شارع الخلفي لوزارة التعليم العالي لتتوقف مقابل..
ـ محطة وقود الكيلاني.. وجاءوا بالبنزين واحرقوا الجثة ..
ـ وظلوا كلما هدأت النار صبوا عليها البنزين.. الى أن أصبحت الجثة رماداً أسوداً..
ـ سألناهم لماذا قمتم بهذا العمل ؟ قالوا يستحق أكثر من ذلك هذا عميل بريطاني !!
ـ كيف يمكننا أن نقارن بين عميلين :
ـ أحدهما يسحل ويمزق ويحرق حتى يصبح كومة رماد سوداء ..
ـ وآخر يجري له تشيع مهيب ويدفن في الصحن الحيدري ..
ـ الأول خدم العراق 38 سنة.. وقتل ولم يملك داراً. ولم يستغل منصبه ..
ـ والثاني: تاريخه معروف.. ويلقب زوراً ب (شمس لا تغيب ) ..
ـ أيهما الصحيح شعب العام 1958 أم شعب العام 2015 ؟ ..
أم المفاهيم والمصطلحات تغيرت ؟ أم ماذا ؟ أفتونا أثابكم الله ..
لنضع النقاط على الحروف .. ونعرف أيدنه من رجلينه ..