ترددت هذه العبارة كثيراً على لسان شخصية ( عبد الله السلمان ) والذي قام بأداء دورها الفنان الراحل جعفر السعدي في مسلسل (النسر وعيون المدينة) ذلك المسلسل الذي حقق شعبية كبيرة كونها تناولت قضية من الواقع تحت إطار الدرامة الاجتماعية في تلك الفترة لتكون واحده من اهم الاعمال الدرامية آنذاك، والتي اشترك في أداء أدوارها العديد من الفنانين الرواد وأعمدة الدراما العراقية وكانت هذه العبارة بمثابة أيقونة حوارية تميزت بها هذه الشخصية اذا ما كانت حاضرة في المشهد، وانعكست على الواقع ليرددها أفراد المجتمع في تلك الفترة وفي حياتهم اليومية لشدة تأثرهم بهذه الشخصية، حيث جاءت هذه العبارة تعبيراً لشدة التعجب لأمرٍ ما ضمن احداث تلك الدراما الاجتماعية آنذاك .
وبما ان الفن هو انعكاس للواقع الاجتماعي في كثير من الأحيان فلذلك يمكننا استعارة هذه الأيقونة الحوارية ( عجيب أمور غريب قضية ) لنتعجب بها وبدهشة كبيرة في يومنا هذا على حال السياسي والمسؤول العراقي الذي اختار لنفسه هذا الامر فبدلاً أن يكون ممثلاً للشعب في حل قضاياه وتسير أموره اصبح يمثل على الشعب وبشخصيات وادوار عديده بغية تحقيق مقاصده السياسية، حيث نلاحظ ذلك جلياً بعد غيابه اليوم لتغيب صورته عنا تماماً من احداث المشهد اليومي مثيراً بذلك عدة تساؤلات وإستفهامات، حيث يعلم الجميع وقد مرت علينا هذه الايام ذكرى استشهاد راهب بني هاشم الامام موسى بن جعفر (عليه السلام ) لنجد أنفسنا هنا فعلاً في شَيْءٍ غريب وأمرٍ عجيب في القضية حيث كان وعلى مدار السنوات الثلاث عشر الماضية وفي مثل هذه المناسبات الدينية المسؤول والسياسي العراقي يهرول مسرعاً تاركاً عمله الذي وكل به وهو يتقاضى عليه اجوراً عالية ولأيامٍ عديده يخرج علينا بلباس التقوى والورع والزهد والتواضع وما إلى ذلك من الخصال الحميدة، ولسان حاله يخبرنا عن شخصية الخادم الورع لهذا الدين والمذهب و بصورة المتطوع للخدمة حيث يقدم المأكل والمشرب لزوار الإمام عليه السلام لنشاهده حاضراً هنا وهناك في السيطرات وعلى الجسور وفي الأزقة والمواكب وفي تلك الشوارع التي يستقلها الزوار بذريعة تقديم التعازي للإمام (عليه السلام)، ليثير هذا الامر شدة من التعجب وغرابة في الأمر ليس فقط على شخصية (عبد الله السلمان ) الشخصية البغدادية هذه المرة ولكن ليستغرب منها المجتمع العراقي بأسره ان لم يكن هناك أستغراب من المجتمع الإقليمي بل وحتى الدولي الذي بات يعرف كل خفايانا هذه الايام، بغياب هذه الصفة التي باتت ملازمة للمسؤول لتثير في خاطرنا وخاطر المتابعين بذلك تساؤلات عدة ومن بينها ؟؟؟ هل ان المسؤول انحرف عن الطريق الحق لأنشغاله بالامور التي طالما اعتبرها الكثيرون منهم في تصريحاتهم النارية على انها دنيوية؟؟؟ او ان الامام (عليه السلام )لايرغب لان يكون في صفوف خدامه هذه المرة من السياسيين الذي تلطخت أيديهم بالفساد ودماء ابناءهم بعد أن جاؤا الى شعوبهم بكثير من الويلات والفتن والتي اثقلوا بها على كاهل الناس ؟؟؟ أم ان الهلع والثبور قد اصابهم من جراء الاحداث الاخير ليقصيهم الى أماكن هي اكثر أماناً لهم ليمارسوا خدمتهم للإمام وبزهدٍ عَالِي متخفين عن الأنظار معبرين عن ولائهم بعيداً عن آلة التصوير ( الكاميرا) هذه المرة ويكون أحيائهم لهذه الذكرى في هذه السنة بدون توثيق ولاحتى ب (سيلفي) ، انه حقاً لأمرٌ عجيب وغريبةٌ هي القضية ولو كان ( عبد الله السلمان ) بيننا لبالغ بتعجبه من هذا الامر كونه يملك الحرص الشديد لأن يكون المشهد اكثر واقعية ليقنع به جمهوره . فعظم الله أجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل، وعظم الله اجور السياسي العراقي ان كان زاهداً هذا العام