23 ديسمبر، 2024 1:51 م

عجلوا بإصلاحاتكم 

عجلوا بإصلاحاتكم 

قبلَ أن تحِلَّ عليكُمْ لعائن الله والشعب و التاريخ!ما اشبه المخادعین المنافقین ببعضهم. فما اِن خرجت الحشودُ الملیونیة و هزَّت ارکان جبابرة العراق الجدید، حتی بدأت حملاتُ التنکیلِ و التسقیطِ و التشویهِ ضدَّها، ذلك من قبل السیاسیین الفاسدین و المستفیدین الإنتهازیین و المنظرین الفاشلین . هؤلاء -کلُّهُم- سقطوا من اعیُن الشعب الفقیر المسکین. صدَّقهم لبساطته و طیبته، لكنه اكتشف خطأه بل خطیئته بعد صبر طويل . 
ساسةُ الخضراء ببغداد، نموذجٌ فریدٌ في عالم السیاسة، نکثتهم مرجعیتهم في النجف -هذا مایخصُّ الشیعة- و مراجعهم في عمّان و الریاض و انقرة -بالنسبة للسُنة-. حتی جماهیرهم المخدوعة، الصبورة، و تلك اللا ابالیة منها، لم تَعد تُطیقهم. و مع هذا لایبدو علی ملامح وُجوههم آثار التأثُّر قید شعرة.
و في محاولة لتشویه الحقائق و تشویش الأفکار و حَرْفِ الأنظار، يحاول هؤلاء الساسة تصوير هَبَّة الجماهیر العظیمة، علی انها لطرفٍ دون آخر، لا تبحث إلّا عن تأمین مصالح فئویة حزبیة ضیِّقة.. لا هي لیست کذلك !!.
صرخةُ الشعب الأخیرة، جاءت تلبیة لنداءٍ صدريٍ -هذا صحیح- لکنها خلقت متنفَّسا لکلِّ مَن ضاق صدره من جیفة قاذورات اصحاب السلطة علی مدی اعوام. و کثیرٌ ممَّن نزلوا الشوارع في الجمعتین الماضیتین، لاتربطهم صلةٌ بالصدر، لا بل من معارضیه.
تفلسُفِ المتفلسفین بأنَّ المرحلة تتطلب صبرا، و حذرا من مغبة الإنجرار وراء مخططٍ غربيٍ عبريٍ عربيٍ خطیرٍ یُحاك ضد العملیة السیاسیة في العراق برمتها، لیس ولید الیوم. انها خدیعة کبری اطلقتها السلطة الظالمة منذ سنین وابواقها و تکررها کل عام، و صدَّقها الشعب المقهور حتی الماضي القریب، لکنها لم تعد تنطلي علیه. المؤامرات کانت و ماتزال و ستبقی تحاك ضد العراق من کل صوبٍ و حدب -لا انکار لذلك ابدا- لکنها لاتُضاهي خطورة فساد القابضین علی مقالید الحکم داخل البلد و عنجهیتهم و تماديهم في استهتارهم.
رغم اشکالنا علی تذبذُبِ مواقف التیار الصدري و جملة من سیاساته المتسرعة غیر الناضجة و هيَ لیست ببعیدة عن نهج باقي الکتل، إلّا اننا لابد من الإعتراف بحجمه الجماهیري، -لذا- فإن اي مخرج للمأزق الراهن من شأنه تلبیة جانبا من رغبات هذا التیار، کجزءٍ اصیلٍ من المجتمع. هذا إن اردنا ابعاد العراق عن تخوم حروب داخلیة ستقضي علی مستقبله و اهله بلاهوادة.
إن لم یَعي المتقاتلونَ السیاسیونَ زُعماءُ الأحزاب، و لم یستوعبوا الغضب الجماهیري المتصاعد، لا استبعدُ انهیارا مدویا للدولة العراقیة لاسامح اللّه في الأمد المنظور، سوف لن تستقیم مجدَّداً إلّا بعد ان تغرق بأنهرٍ من الدماء. انه لیس بسیناریو ظلامي من نسج الخیال، خاصة اذا ما اخذنا بنظر الإعتبار ماتواجههُ الحکومةُ المرکزیةُ من ازمةٍ مالیةٍ خطيرة يُتوقع لها أن تتفاقم خلال اشهرٍ -لامحال- حسبَ تقاریر رسمیة. أضِف الی ذلك، تردَّي الخدمات في کلِّ القطاعات تقریبا بعد ثلاثة عشر عاما من سقوط صدام، وهو ما ضاعف الیأس و الإحباط الشعبي العام.
نقول لصُناع القرار في العراق و بعیداً عن الشعارات و المجاملات و محاولة البعض تبسيط الوضع الحالي حدَّ استغباء الآخرين، سیروا في اصلاحاتکم الموعودة و بعُجالة وجدية، فأيِّ إضاعة للوقت -الآن- يعني تجنیا، علی انفسکم و الملایینَ من ابناء جلدتکم .عندها سیلعَنُکُمُ اللهُ و یلعَنُکُمُ اللاعنونْ.
albahranipress@yahoo