22 نوفمبر، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

عجز الإستيزار وإنتهاء العرض الكوميدي !

عجز الإستيزار وإنتهاء العرض الكوميدي !

حتى الآن وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إنتهاء مهزلة الإنتخابات النيابية ، مازال الرجل المريض المسمى “كتل سياسية” عاجزاً عن إستكمال كابينة وزارية بسبب صراعات الحصول على المكاسب وحفلات التسقيط ولي الأذرع وكسر الإرادات وحسابات الربح والخسارة من ثروة العراق !
كلام لانقوله نحن ، هو فكر ورؤية المواطن الذي لايرى، حتى الآن، في هذه الصراعات مصلحة حقيقية له ، وهو مقتنع بأن المشهد الذي يتابعه في مسرحية من طراز الكوميديا السوداء ، ليس إلا صراعاً لتوسيع النفوذ ونهش اللقمة الأكبر والأدسم من الجسد العراقي المثخن بجروح هذه الطبقة السياسية الرثة والفاسدة ، التي تتصارع في ساحات مكشوفة رغم كل الكارثة التي حلّت في البلاد ، رغم كل الوضع الكارثي الذي يعيشه المواطن ، ورغم التحديات المقبلة التي ستحدد مصير البلاد والعباد !
التحديات المقبلة أكبر من قضية وزير يختلف ” الأعدقاء” على توزيره ، التحديات القادمة ، هي تحديات رسم مصير المنطقة والعراق من ضمنها برؤية جديدة وسيناريو جديد تقوده إدارة ترامب علناً ومن خلفها مباركات أوربية وإستعدادات داخلية لقوى محلية في العراق وغيره ، تستهدف في مجملها وتفاصيلها ليس تقليم أظافر الذئب الإيراني الناهش في جسد المنطقة فقط ، وإنما رسم خارطة ، ربما جيو سياسية ، جديدة للمنطقة ، أو صياغة مفهوم جديد لعلاقة اميركا مع دول المنطقة بما يؤمن بقوة المصالح الستراتيجية لأميركا وحلفاؤها في الشرق الأوسط ..
والسؤال :
هل الطبقة السياسية الحالية التي تتصدى لقيادة البلاد بصورة غير شرعية ” نسبة المشاركة في الانتخابات 19%” قادرة ، بغياب فكر ستراتيجي ، قادرة على مواجهة تحديات من هذا الطراز أو أن تكون فاعلاً في رسم الخارطة السياسية الجديدة ؟
من التجني عليها ، تحميلها أكثر من طاقتها ، ففكرها الستراتيجي قائم على ثقافة الفرصة والعمل بالنيابة والسير تحت مظلات مثقوبة في أجواء إعصار ممطر قادم لامحالة ، فقد وصلت درجة الإستعصاء في العراق والمنطقة إلى طريق مسدود ، كما إن هذه الطبقة الماكرة في الإستحواذ لاتعرف ماذا تريد في أجواء ملبدة للأزمة !!
لاأعرف أي وزير خارجية أميركي قال ” إذا كنت لاتعرف ماتريد فإن كل الطرق تودي إلى لاشيء “..
هذا هو حال طبقتنا السياسية الرثة التي، على مايبدو ، سيقتلعها الإعصار ، إما كيف ، فالجواب من عمق الإعصار القادم ودرجة قوته وحدوده الستراتيجية !
الولايات المتحدة الأميركية تحب في بعض الأحيان إخراج وإنتاج مسرحيات كوميدية رخيصة المحتوى والعرض ، لكنها لاتحب أن ترى العرض حتى نهايته ، فهي من كتب السيناريو ووضع النهايات ومن صلاحيتها تغيير النص أو إختصاره إذا أصبح ممللاً أكثر من اللازم ، أو إن الممثلين والكومبارس معاً لم يعد لديهما مايقدمونه لإضحاك الجمهور !
إنتظروا الإعصار ..!
إنتظروا العراض القادم ..!

أحدث المقالات