23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

عجبا الغدر شيمتنا

عجبا الغدر شيمتنا

أزمة الحاكمية غداة وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله افرزت صفة لم يعهدها المجتمع العربي الا وهي صفة الغدر ونقض العهود… ولا اريد مما اسرده تصعيد  روائح نكهة طائفية امقتها لكنه التاريخ علينا قرائته كما هو وبتجرد ونترك للقاريء اللبيب  استحصال  النتائج حسب المزاج او العقلانية.. فاول النكوث بدات في التغاضي عن بيعة الغدير  لتتلوها مصائب تتبعها نوائب …فاخذت بعدها القبائل والطوائف تنكث بيعتها للخليفة ايا  كان لان من جرئها على نقض اول عهد سهل عليها نقض ما تلاه من العهود .. فهذا مالك بن نويرة المتهم باسلامه يخرج عن الخليفة الاول.. والثاني يعاني مايعاني من المرتدين حتى يدفع عمره ضحية ذلك كما دفعها الثالث لتألب الامصار عليه بسبب  فساد ولاته من ابناء عشيرته وعلي الامير الذي اوكلت له ولاية الامة بقرآن صريح يخرج عليه من ولاة عثمان كمعاويه وغيره ويخرج من بيعته من هم اهل رحمه الزبير وطلحة وكذا من بيت رسول الله في وقعة الجمل,,,ثم ياتي التحكيم ليستدرج المغفل ابا موسى الاشعري الى خلع صاحبه الامير علي  في حين يثبت اللعوب عمرو بن العاص على صاحبه معاوية في حركة غدر لم يشهد لها تاريخ التحكيم سابقة مثلها..وتتوالى سلسلة الخيانات والغدر في تاريخنا العربي الاسلامي الذي نتبجح بالفخر به.. فهنا معاويه يعود لنقض اتفاقه مع الحسن عليه السلام… وهؤلاء اهل الكوفة يتحللون من  عهودهم ومراسيلهم للحسين عليه السلام ليبيعوه دما رخيصا لسيوف الامويين.. العباسيون رفاق  النضال مع العلويين في تقويض دولة اميه  ما ان استلموا الحكم  حتى انقلبوا على آل البيت اي  انقلاب فامعنوا التعسف والتقتيل في آل محمد واشياعهم وما غدر  المامون بالرضا الا اوضح مثالا لذلك
هكذا جرت سنة المواثيق والعهود في تاريخنا الطويل  فما عدا مما بدا في تاريخنا المعاصر ودولتنا الديموقراطية الاتحادية الفدرالية  التعددية  في حفظ المواثيق والتحالفات..فالتحالف الوطني التأم شمله وبارادات خارجية كي لا يفرط بالسلطة واتفقوا فيما بينهم على التآلف والوحدة كي يزدادوا قوة  واعطوا مواثيقهم للاخرين كي يسلموهم السلطة..فلا اوفوا عهودهم للشركاء ,,, ولا حافظوا على لحمتهم فيما بينهم وتفرقوا كل حزب بما لديهم فرحون.. الكل ينحر في سمعة الآخر وايا منهم يحفر الارض تحت رفيقه ليدفنه حيا… وترى سفنهم مواخر بين هذا وذاك تحركها الاهواء لاميناء لها ترسوا وتستقر فيه………والعراقية الغراء ذات المشروع الوطني المتسامي على العرقية والطائفية عندما فشلت باستحصال ثمار فوزها انقلبت على ذاتها فتفتت الى متحدون واصحاب حل وبيضاء تاركين صاحبهم الذي تنادوا معه كوم بيها وعلزلم خليها وحيدا فريدا لايملك الا صولاته الدونكيشوتية على صهوة الفضائيات اما هم فكانت لهم الحظوة من البرلمان ونيابة مجلس الوزراء تاركين رفيق دربهم ليصعد القطار التالي هذا ان كان حقيقا هناك قطار ثان,, وبعد وحتى الاخوة الكرد ودون التدخل بشؤونهم كما يرغبون دخلوا اللعبة متآلفين ويكادوا يغادرونها مختلفين ولا ازيد
 
عجبا ان يصبح الغدر ونبذ الوعود  مورثا من شيمنا التي نعتد بها بدلا من الوفاء ونكران الذات فالفارس الشهم البطل  يسقط من لسانه ولايسقط من فرسه عند اي وعد يقطعه على نفسه
 
اذن ونحن على اعتاب عهد جديد كيف سنأمنكم يااصحاب الحل  والربط على عهودنا وثقتنا التي سنمنحها لكم في قادم الانتخابات وانتم نقضتكم كل المواثيق  والعهود بينكم كيف لنا ان نترك ساحة العراق لكم  لتجعلوها من جديد ساحة صراع ودمار لخلافاتكم بدل من ان تكون ساحة ود ولقاء وتقارب  ساحة بناء واعمار… والله لن  امنحكم صوتي  بل  سابحث عن  صاحب لا يخلع صاحبه … لاني  تعلمت من عمرو بن العاص الدرس البليغ  ان لا اخلع صاحبي