أهلنا المُهجَّرين ،
أهلنا النْازِحين،
أهلنا المَنْكوبين،
هَلْ تَهجرتم ونزحتم مُكرهين أم بَطراً؟
هَلْ تهجرتم ونزحتم بأوامر من رئيس مجلس الوزراء أو من الوزراء؟
هَلْ تهجرتم ونزحتم بأوامر من المحافظين؟
هَلْ تهجرتم ونزحتم بأوامر من النواب ومجالس المحافظات وشيوخ العشائر؟
أنا أُجيب عنكم….
كلا وألف كلا … لا وألف لا…لقد هُجِرتُمْ ونزحتم وتركتم دياركم وبيوتكم وأملاكهم للنجاة من الموت بفعل الأرهاب والعمليات العسكرية ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
نَزحتُم بموجاتٍ بشريةٍ هائلةٍ وفي ظروف قاسيةٍ ، مشياً على الأقدام ، النوم في الديان، الجوع والعطش، والأهم من كل ذلك الإذلال والمهانة والتدافع على الجسور والمعابر البدائية ( بزيبز الشهير) الذي سيكتب عنه التاريخ أكثر مما كتب عن جسر (ريماجن).
الآن وقد تَحررتْ بعض مُدنكم ودياركم في مناطق من صلاح الدين والانبار وبابل وديالى، ماالذي تنتظرون؟
هَلْ تَنتظرون مَكرُمةً من رئيس مجلس الوزراء أو الوزراء أو النواب أو المحافظين أو شيوخ العشائر أو التجار والمقاولين؟ألا ترونَ كما نرى أنّ هُناك مَنْ تاجر ويُتاجر بمأساتكم ومُعاناتكم لتحقيق أهدافْ ومطامعْ سياسيةْ أو حزبيةْ رخيصة أو استفادةْ ماديةْ من سرقة مبالغ مُخصصة لكم من هُنَا وهُناك؟
ألا ترونَ كما نرى أنّ هُناك تنافساً( غير شريف) بين هذا الطرف أو ذاك الطرف وهذا الشخص أو ذاك الشخص لتحقيق أهدافاً شخصيةً؟
مَناطقكم تَحررتْ ( برغم التدمير الهائل الذي لا مثيل له حتى في الحروب العالمية ، على الأقل ماحدث لمدينة الرمادي المركز ومدينة بيجي)، أقول مناطقكم تحررت حيث لا قتال، وأنا أعلم بأن أهلنا المُهجَّرين مستعدين للعودة الى ديارهم والسكن في بيوت الشعر أو الخيم أو ( الصريفة والعِشةْ ) نتيجة لما لاقوه من عذابٍ وإذلالٍ.
لذلك أهلنا النازحين والمُهجرين أتوجه لكم بالقول:
لا تنتظروا مَكرُمةً من أحدٍ ولا تسمعوا لأوامرهم ولا تلفتوا لتواريخهم ، توكلوا على الله وعودوا فوراً (بهجرةٍ معاكسةٍ) وارحلوا ألوفاً ألوفاً بالسيارات ومشياً على الأقدام ، ازحفوا ألوفاً الى مناطقكم ودياركم وبيوتكم المُدمّرة ، ازحفوا الى تكريت وبيجي وديالى وجرف الصخر والرمادي ، ولا تسمعوا للذين يُتاجرون بأسمكم ومعاناتكم.ألا لعنةُ الله على الذين كانوا السبب في نكبتكم هذه ، ولكن يقيناً أنّ الله سيعوضكم عن ذلك من رحمته الواسعة ورزقه الكريم.
خارج النص
سينبري بعض ( الجَهلة) -حشاكم- للقول لماذا أنتم جالسين في الخارج وتكتبون؟ فنقول له / لهم ( إگعد عدل واحچي عدل)، فإننا لسنا وزراءاً ولا نواباً ولا محافظين ولا موظفين ولا رجال أعمال ومقاولين، فإن الذي لحق بِنَا وبأمثالنا لا يقل مأساةً من مأساة اهلنا، خرجنا بسبب امتلاك ( السفلة وسياسيو الغفلة) سلاحاً فتاكاً مسموماً أشد فضاعةً من أسلحة الدمار الشامل ذلك هو سلاح ( الاجتثاث )الذي طُبقَ على رجال العراق منذ أيار/مايس ٢٠٠٣،لعنَ الله الذي جاء به وصوتَ عليه، والف لعنةٍ على الذين يرفضون إلغاءه وهم نفسهم الذين يتاجرون في قضية اهلنا المُهجَّرين والنازحين.