لقد شجعت الفوضى الامنيه والانفتاح غيرالمنضبط للحدود والاجواء العراقية ومارافق الاحتلال من انهيار وتسقيط كامل لمنظومات الامن الوطني الوقائي على دخول اجهزة مخابراتيه للعراق وتمكنها من العمل السري والعلني وتحت مسميات متعدده وتجنيدها لاعداد كبيره من العراقيين خصوصاً وان هذه الاجهزه المخابراتيه قد أعدت عدتها لأقامة طويله في العراق وانشأت مؤسسات ومنظمات وواجهات تجاريه وثقافيه وبدأت بممارسه نشاطاتها تحت مسميات متعدده.
واذ أشرنا في مقالات سابقه الى خطورة تغلغل المخابرات المركزية الامريكية في جميع دوائرومؤسسات الدوله العراقية الرسميه وشبه الرسميه بل وحتى الواجهات الدينيه/ وحذرنا من خطوره ذلك وتأثيراته على مجمل الامن الوطني العراقي خصوصاً وان المحتل الامريكي كان له قصب السبق في الدخول الى جميع مفاصل الدوله العراقية واستيعاب السفاره الامريكيه الاكبر في العالم لألأف العاملين من المستشارين كل حسب اختصاصه ومحللي المعلومات والمبرمجين ومجاميع العمل الميداني على جميع الأصعده وخصوصاً السياسي منها والأمني والاعلامي.
ورغم أن عمل المخابرات الاسرائيليه والامريكية بتداخل بشكل كبير وهما يشتركان بوحدة الهدف، الا ان الموساده الصهيوني اهتم بالتركيز على ثلاث ملفات رئيسيه، وهي الملف السياسي والملف العسكري والملف الاجتماعي، وكرس جهود عملائه ومنظماته العامله على اختراق الجهات المعنيه بهذه الملفات وأسس خلايا نشطه تعمل في وضح النهار ولاتحتاج الى اجهزة ارسال مخبئه او حبر سري، لان تكنلوجيا الاتصالات الحديثه وخدمات الشبكة العنكبوتيه قدمتا له وللاخرين فرصاً سهله لتبادل المعلومات والوثائق و تحقيق الاهداف التي رسمتها الادارة ألمركزية للموساد في تل ابيب الى عملائها وشبكاتها في العراق وبقدر مايتعلق الموضوع بالشأن السياسي ، فأن الموساد عمل على زرع بعض رجاله وعملائه ممن تم تجنيدهم سابقاً اثناء عمل المعارضه العراقيه في الخارج خصوصاً في لندن وسوريا ولبنان، في منظومة العمل السياسي العراقي ضمن احزاب دينيه وليبراليه وهذه الشخصيات تعمل على تنفيذ ماتمليه عليهم اسرائيل من أوامر وتوجيهات وبما يضمن تحقيق اهدافه الستراتيجيه فيما يخص مسيرة العمل السياسي في العراق وضمن آليه سريه لايمكن كشفها، ولكن المتتبع لمجل الحراك السياسي العراقي يكتشف بسهوله ان هناك ايد خفيه تعبث بالعمليه السياسيه وتجعلها تراوح في مكانها وتلصق بها تهم الفشل والفساد والرذيله والسطحيه وتجعل منها عمليه سياسيه ذات ضجيج ودوي قويين ولكن دون تأثير حقيقي في حياة الفرد العراقي.
اننا كمراقبين ومحللين لانسعى وراء نظريه المؤامره ونجعلها المبرر الوحيد لهذا الفشل، ولكنها الحقيقه المره لآنن تصارع الارادات السياسيه العراقيه وخصوصاً القوى الكبيره الثلاث المسيطره على الساحه، بهذا الشكل الفج والمفضوح واتباع اسلوب التسقيط وألتشهير وإنعدام الثقه والالتزام بالمواقف السلبيه والاحكام المسبقه على الاخر، والسعي لتحريك القواعد الشعبيه بالتلاعب بعواطفها الدينيه والمذهبيه والعرقيه، لاينم عن اي اخلاص لقضيه الوطن وبناء واعادة تأهيل منظمات البنى الاخلاقيه والوطنيه والتحتيه فيه.
فأذا كان الجميع (وطنيون) كما يدعون فلمذا هذا التنافر والتنافس والتنابز والقتل والتصفيات الجسديه والتسقيط والتشهير والتحشيد المتبادل والتلويح بالحرب الأهليه تحت دعاوي الدفاع عن طائفه مضطهده ازاء طائفه تتعرض هي الاخرى (لأباده) ممنهجه من قوى الارهاب التي ترتبط بشكل او بأخر بارادات سياسيه عالميه وقوى مخابراتيه معروفه.
الاستنتاج الوحيد هو ان هذا (الاختلاف) غير معقول وغير مقبول عقلاً وان ثمه (ارادات) تتحكم (بارادات) القوى المتصديه للعمل السياسي علمت هي به ام لم تعلم، وانها بحاجه الى مراجعه وطنيه صادقه لمواقفها جميعاً لتحديد مكامن الاختراق والتأثير الذي يمارسه جهاز المخابرات على بعض اعضاءها من صناع القرار السياسي والا فأننا لن نجد لهولاء عذراً مقبولاً فيما آل اليه وضع العراق بعد عشرة سنوات من الاحتلال واسقاط النظام الدكتاتوري الشمولي.
اما الجانب الآخر الذي عمل الموساد الصهيوني على التدخل بل والتحكم به بشكل مباشر فهو الجانب العسكري والآمني، وسنركز فيه على (قطاع الاتصالات) التي سعى الموساد الى اختراقه والسيطره عليه والتحكم به بشكل يشير الجدل خصوصاً بعد ماتم كشفه من وثائق تخص عمل هيئة الاتصالات بخصوص اطلاق القمر الصناعي العراقي بموجب العقد الموقع مع شركة(انتلسات)وتعمد تأخير تحويل القمر الصناعي الى المدار(65.05 شرقاً) الخاص بالعراق حتى قامت اسرائيل باطلاق قمرها (عاموس54) على المدار (65.00شرقاً) وهو ماجعل من غير المفيد اطلاق القمر الصناعي العراقي.
وهي قضيه تدلل بشكل واضح على نجاح الموساد في تحقيق هدف ستراتيجي لاسرائيل في منع العراق من ان يكون له قمراً مستقلاً واستغلاله لمداره الخاص وهو هدف يعتبر جزء من الخطه الصهيونية لتمزيق العراق واضعافه واخراجه من دائرة التأثير في الوضع الاقليمي والعالمي بل وحتى الداخلي.
وربما يحتاج جهاز المخابرات الوطني العراقي وليس هيئة النزاهه للتحقيق في هذه المعلومات وتشخيص الجهه التي أفشلت اطلاق القمر الصناعي العراقي (مدفوع الثمن) ومنحت اسرائيل العدو التقليدي للعراق وللآمه العربيه الاسلاميه تفوقاً اضافياً على الدول العربيه والاسلاميه ، وفي ذات الاطار فأن المؤشرات العامة تشير الى تمكن الاجهزه الفنيه ومحطات المراقبه والتنصت الاسرائيليه الى اختراق منظومات التخاطب الوطني العراقي سواء عبر شبكات الهاتف النقال او التخاطب اللاسلكي وأن عمليات التنصت تتم بتكنلوجيا متطورة للغايه بسبب هشاشه الانظمة الوقائية الفنيه وتكنلوجيا الرصد والتشويش للمحطات العراقية.
لقد حاولت الموساد مرارا استغلال شركات عراقية واجنبيه لتوريد اجهزه اتصال مصنوعه في اسرائيل ،كما قامت بالعمل على الحصول على عقد (عمل منظومة تجفير الاتصالات اللاسلكيه) لوزارة الداخليه وتم افشال العمليه من قبل احد المسؤولين في احدى وزارة الاعمار والاسكان بعد ان وصلت (شركة السلام العامة) المختصه بانظمة الاتصالات والتي كانت ترتبط بهذه الوزارة وفريق العمل في وزارة الداخلية حينها، الى مراحل متقدمه في التعاقد مع شركة ثبت بأنها (تسوق) لمنتجات اسرائيليه الصنع تدخل في عمل اجهزه التجفير وتم ابطال الصفقه واخبار الجهات ذات العلاقه بذلك، وتشير المعلومات الى ان اسرائيل لاتزال تتابع ايه خطوات تخص منظومات تجفير الاتصالات للجيش وقوى الامن الداخلي العراقيه وهي مستعده لاختراق ايه شركة سيتم التعامل معها مما يتطلب حذراً ودقه ووطنيه خالصه مع خبره فنيه لآيه مجموعه تكلف بهذه المهمه وربما يكون طريفاً ان ذكرنا ان اجهزة اللاسلكي التي يستخدمها منتسبوا احدى العتبات الدينيه من (صنع اسرائيلي) وللقارىْ ان يتخيل كم المعلومات المجاني الذي يدخل الى دوائر التنصت والتحليل والمراقبه الاسرائيليه خلال اربعه وعشرون ساعه من التخاطب في واحدة من أهم محافظات العراق.
ومن الامور التي يتفنن بها جهاز الموساد هو استغلال تكنلوجيا (امريكيه-اسرائيليه) في التنصت على الهواتف المحموله عن بعد وتسجيل المكالمات ،ويقيناً ان حصه (قاده العراق) هي الاكبر وخصوصاً من هم في واجهه الاحداث والتأثير على اصعده العمل السياسي والديني والوطني.
كما انها تستخدم المنظومات الملحقه بالاقمار الصناعية لتحديد حركة اهداف معينه بموجب معطيات الهاتف النقال حتى وان كان مغلقاً اضافه الى مراقبه البريد الالكتروني للاهداف المطلوبه،دون اي رادع فني او اي منظومات مضاده، وهنا يتطلب الامر قيام وزارة الاتصالات بالاستفاده من خبرة دول مثل روسيا والصين وايران في مجال الحرب الالكترونيه المضاده وتوظيف هذه الخبرات لشراء اجهزه ومعدات تؤمن قطاع الاتصالات الذي يشكل عنصراً اساساً في الامن الوطني العراقي سيما وان المنظمات الارهابيه تعمل على الاستفاده من هذه المعلومات التي تزودها بها الموساد والمخابرات الامريكيه كلما يتفق الامر مع مصالحهما، وان القاصي والداني يعلم حقيقه ارتباط القاعده وواجهاتها العسكريه والامنيه بالمخابرات الامريكيه والموساد بشكل مباشر او غير مباشر وان هذه التنظيمات مخترقه بالطول والعرض من قبل هذه الاجهزة ذات الخبره الهائله على الصعيد البشري او الفني.
وللتذكير فقط، نود ان نشير ان الحس الامني لاغلب قادة العراق الجديد متدني جداً وانهم لايبالون مطلقاً بمثل هذه الامور مادامت مصالهم الشخصيه لم تمس، متناسين ان الموساد ووفق هذه المعطيات وكما هو متوقع يمتلك ملفات كامله عنهم وتسجيلات مسموعه ومرئيه لهم داخل وخارج العراق وبما يجعلهم اهدافاً سهله يمكن تطويعها وابتزازها لتحقيق المأرب الصهيونيه بكل سهوله ويسر.
أين هم من سماحه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان وأين حكومتنا من حزب الله الذي أولى قطاع الاتصالات اهميه استثنائيه وسعى لتاسيس شبكة اتصالات خاصه به لايمكن اختراقها، وهو حزب صغير بأمكانيات محدوده ونحن دوله تمتلك من المعلومات الماديه والفنيه والبشريه ارقاماً مهوله.
ربما أنه الاخلاص فقط..
نحن فقراء جداً بالـ…) اغنياء جداً بالـ( )
اترك للقارى الكريم ان يضع الكلمه المناسبه في الفراغ
[email protected]