23 ديسمبر، 2024 5:30 م

عجائبنا السياسية وجارتنا الشرقية ؟!

عجائبنا السياسية وجارتنا الشرقية ؟!

جارتنا الشرقية ثارت عام 1979 , وانطلقت بثورتها ووضعت أسس حكمها , التي بالقياس  إلى ما يجري  في بلدان المنطقة تعد ديمقراطية  , وتمكنت من الترسخ والتفاعل والنماء الوطني , وأوجدت آليات للتقدم والإنتاج والعطاء والتواصل.

فجارتنا الشرقية ديمقراطية وفقا لخصائصها ومفردات السلوك القائم في مجتمعها.
وقد حققت ثورتها تناميا وتفاعلا لأجيالها , وخاضت تجربتها بوعي فأدركت الكثير من القوانين والرؤى والتطورات الجديدة المعاصرة , وحافظت على كيانها الوطني ومصالحها وقوتها ودورها وتأثيرها وقدرتها على الحسم.

وهي تسعى لإمتلاك ما يؤهلها لكي تحسب من القوى المهمة في الأرض.

هذه الجارة حققت تقدما ونموا  , واستثمارا في ثورتها ومصالحها , وما تعلمنا منها الحفاظ على مصالحنا.

ومفتاح الخجل الذي لا نعيه  , ونحن نقارن أنظمة حكمنا  بها  , أنها قد إلتزمت بدستورها الوطني الذي يراعي مصالح البلاد والعباد , وأن الرئيس فيها يتم إنتخابه لدورتين فقط لا غير.

ومنذ عام 1979 ولحد الآن , تبدل رؤساء جمهوريتها  سبعة  مرات , ولم يطلب الواحد منهم أن يتحايل على الدستور ويكون رئيسا لدورة ثالثة.

بينما في أنظمة حكمنا الرغبة في الإحتيال على أي دستور ونظام قد نسميه ديمقراطيا , يمضي بإندفاعية هوجاء , فيتسبب في تطورات دامية وتفاعلات مرعبة.

ومن العجيب أن الكثيرين ممن يدّعون بأنهم “ساسة” لا يخجلون ولا ينظرون ولا يدرسون ولا يفكرون , وإنما يَأسرون أنفسهم بالكرسي ,  حتى ليتحول إلى غنيمة , و تترتب على التمسك الأبدي به , تداعيات مروعة ومُكلفة للأجيال.

فهل يؤدي الذي في الكرسي دوره بأمانة وإخلاص ونكران ذات , ويغادره لغيره ليساهم في تحقيق ما يراه صالحا لوطنه , أم يحسب أنه هو الأصلح والأوحد والملهم , وعلى الآخرين أن يقولوا له:  نعم يا سيدي نعم , فنحن العبيد والغنم؟!!

أم أن الكرسي تابوت الأحزاب والسياسة والسياسين والناس أجمعين , على حد قول “الحلاق الثرثار” الذي لا يرحم الحاكمين ؟!!