جارتنا الشرقية ثارت عام 1979 , وانطلقت بثورتها ووضعت أسس حكمها , التي بالقياس إلى ما يجري في بلدان المنطقة تعد ديمقراطية , وتمكنت من الترسخ والتفاعل والنماء الوطني , وأوجدت آليات للتقدم والإنتاج والعطاء والتواصل.
فجارتنا الشرقية ديمقراطية وفقا لخصائصها ومفردات السلوك القائم في مجتمعها.
وقد حققت ثورتها تناميا وتفاعلا لأجيالها , وخاضت تجربتها بوعي فأدركت الكثير من القوانين والرؤى والتطورات الجديدة المعاصرة , وحافظت على كيانها الوطني ومصالحها وقوتها ودورها وتأثيرها وقدرتها على الحسم.
وهي تسعى لإمتلاك ما يؤهلها لكي تحسب من القوى المهمة في الأرض.
هذه الجارة حققت تقدما ونموا , واستثمارا في ثورتها ومصالحها , وما تعلمنا منها الحفاظ على مصالحنا.
ومفتاح الخجل الذي لا نعيه , ونحن نقارن أنظمة حكمنا بها , أنها قد إلتزمت بدستورها الوطني الذي يراعي مصالح البلاد والعباد , وأن الرئيس فيها يتم إنتخابه لدورتين فقط لا غير.
ومنذ عام 1979 ولحد الآن , تبدل رؤساء جمهوريتها سبعة مرات , ولم يطلب الواحد منهم أن يتحايل على الدستور ويكون رئيسا لدورة ثالثة.
بينما في أنظمة حكمنا الرغبة في الإحتيال على أي دستور ونظام قد نسميه ديمقراطيا , يمضي بإندفاعية هوجاء , فيتسبب في تطورات دامية وتفاعلات مرعبة.
ومن العجيب أن الكثيرين ممن يدّعون بأنهم “ساسة” لا يخجلون ولا ينظرون ولا يدرسون ولا يفكرون , وإنما يَأسرون أنفسهم بالكرسي , حتى ليتحول إلى غنيمة , و تترتب على التمسك الأبدي به , تداعيات مروعة ومُكلفة للأجيال.
فهل يؤدي الذي في الكرسي دوره بأمانة وإخلاص ونكران ذات , ويغادره لغيره ليساهم في تحقيق ما يراه صالحا لوطنه , أم يحسب أنه هو الأصلح والأوحد والملهم , وعلى الآخرين أن يقولوا له: نعم يا سيدي نعم , فنحن العبيد والغنم؟!!
أم أن الكرسي تابوت الأحزاب والسياسة والسياسين والناس أجمعين , على حد قول “الحلاق الثرثار” الذي لا يرحم الحاكمين ؟!!