صدق قيصر روسيا نيكولاي الأول حينما أطلق على الدولة العثمانية آنذاك بالرجل المريض،عام 1853 بسبب الضعف الذي انهك الدولة،حينها دعا نيكولاي برطانيا إلى أن تشترك معه لأقتسام أملاك الرجل المريض!،كما وقد شارك جميع الدول الأوربية لإنهاء الرجل المريض وموته نهائياً.
كان أهم أسباب انكسار الرجل المريض هو انشغالهم بأمور أخرى غير القيادة،اشتغلوا بالفساد الخلقي والانحطاط و بنوا أساس إلى الفساد الإداري،وتقريب القريب وإبعاد المخلص،رغم أنهم كانوا يرفعون شعار الدولة الإسلامية،إلا أنهم كانوا سبب أساسي في نقل مفاهيم خاطئة عن المنظور الأسلامي.
العراق أحد أهم البلدان العربية التي تحد تركيا،حيث تربطنا مع الأتراك علاقة حسن الجوار طيلة الفترة الماضية،إلا أنهم بفعل سياستهم الخاطئة يحاولون الإساءة لهذه العلاقة،شعب العراق واعي مطيع يمتلك الإرادة والعزيمة،اتخذ من مرجعيته وقيادته منهج للثورة ضد الظالم والمعتدي،الأتراك نسوا أو تناسوا التاريخ المشرف للعراق،ألم يعوا معنى فتوى الجهاد الكفائي تلك الفتوى التي أطلقها زعيم الشيعة في العالم،كيف حررنا أراضينا من دنس داعش الفكر والضلال،ألم يعودوا الأتراك إلى تاريخهم المملوء بإلهزائم،لنذكرهم بحربهم مع روسيا عام 1768_1774،كيف انتصرت روسيا واضطروا إلى عقد معاهدة للخروج من العار الذي لحق بهم.
سياسة تركيا تعيش التخبط وعدم الوعي التام لأنها عادت من جديد لكي تصبح الرجل المريض من جديد،لم يعوا ولم يدركوا أن لصبر العراقيين حدود كما قالها السيد عمار الحكيم “أن لصبرنا حدود”،نعم إن رجال بلد الحسين وفي أيامه لن يناموا على انتهاك حرمة أراضيهم.
ألم يدرك أردوغان انه غير مرحب به محليا،وما الانقلاب الذي حصل في 15يوليو2016،إلا نتاج شعب أدرك أن أردوغان يقود تركيا إلى الهلاك والهاوية،و ها هو عندما هرب كالجرذ متختلآ في بين الخدم والحاشية،و نحن نقول لصبرنا حدود ،ونقول كما قال رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي،”سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب”.
لازال الأتراك لم يعرفوا العراقيون جيدا،وهم يعيشون ذكرى عاشوراء الحسين(ع)،تلك الثورة التي رسمت في نفوس الأوفياء من الرجال الأحرار أن لا يسكتوا ولا يتهاونوا على الظلم مهما كان،فتراب الوطن غالي والاغلى يرخص من أجل الوطن،سنذود ونحامي عن تراب العراق بعزم الرجال ومن وحي عاشوراء .