15 نوفمبر، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

عثرة خيانة : سيجتازها العراق ..

عثرة خيانة : سيجتازها العراق ..

ما يحدث الآن في الموصل , مصاب مدينة ومحنة وطن, يجب الا يجعل منه البعض مياه عكرة يتصيد فيها المتطرف الطائفي والمتعصب القومي , كما يجب ان تكون ردة الفعل وطنية بعيدة عن نزعات الوقيعة ونوايا القسمة والأقتسام , او السماح لمليشيات طائفية ان تدس انفها في واجبات الدولة .
الشك في الحالة العراقية الراهنة ليس اثماً , انه فضيلة شعب , داعش لم تعد مجاميع ارهابية تسربت خلسة عبر الحدود العراقية لتحتل مدناً واقضية وقصبات وتسرق اموالاً وتفرض شريعة , ناقص عقل من يصدق , انها قوى الردة بكل ابعادها التاريخية خارجياً وداخلياً , ظاهرة عراقية ولدت مع الأحتلال , تحتضنها محافظات عراقية , ادواتها كتل وتحالفات سياسية نافذة من داخل حكومة الشراكة , لها حدود مفتوحة مع تركيا واخواتها ـ تبدأ من حيث المتنازع عليها , وخلفها لا يوجد عراق ولا سيادة وطن , مثلما لا يوجد للدولة موقع قدم , الجندي العراقي هناك غريب , البيئة السياسية والجغرافية والنفسية غير متصالحة معه , يتحرك فوق الغام من الكراهية والأستفزاز والغدر .
عراقيو الموصل والأنبار ومحافظات اخرى غربية , رهائن او نازحون مغتصبي الكرامة والأمن والعرض كذلك , يساوم عليهم ويرخص تراب محافظاتهم ويستلم عمولات مصائرهم جنرالات التبعية والفساد من الـ ( النجيفي ) ومغامري الزمن البعثي والأدوات التاريخية لمشروع الردة .
بالأمس صرح السيد عمار الحكيم ” ان لم ترضيه نتائج الأنتخابات بفوز مبين .. سيكون رده حاسماً ” , بعده صرح السيد اياد علاوي ” اذا حصل المالكي على ولاية ثالثة .. سيتقسم العراق ” السيد مسعود البرزاني هدد ” اذا حصل المالكي على ولاية ثالثة سيعلن الأنفصال”  مضافاً الى كل ذلك الزيارات المفاجئة للسيد اسامه النجيفي الى انقرة وعواصم اقليمية اخرى ولقاءاته المشبوهة, التي ابلغ بها السيدين عمار الحكيم ومسعود البرزاني حال عودته, ولا نستبعد افتعال ازمة  الباخرة التي ابحرت بالنفط العراقي , تلك التقاسيم تذكرنا بذات الحراك الداخلي الأقليمي الدولي الذي سبق المؤامرة الدموية في 08 / شباط / 1963 , حيث اسقاط ثورة 14 / تموز الوطنية وتصفية قادتها ومشروعها العراقي .
نفس الأولاد والأحفاد , بذات الوجوه والأرتباطات والتحركات وخيانات داخلية عسكرية وسياسية تلعب ادوارها الآن من اجل تصفية الحساب مع العراق شعباً ووطناً , ثم ( فرهدته ) دويلات وامارات واقاليم , السيد المالكي تناسا كل ذلك وحضر اجتماع لتلك المجاميع في بيت المجاهد ابراهيم الجعفري تحت مسمى ” اجتماع اطراف الحركة الوطنية ” ليبخرهم بعطر البراءة  .
ابناء الجنوب والوسط العراقي , سيستبسلوا بالتأكيد في الدفاع عن انفسهم واهلهم ومدنهم وثروات جغرافيتهم وعاصمتهم بغداد و يمدوا جسور التضالمن والدعم والتضحية من اجل انقاذ مدن وجغرافية اشقائهم في المحافظات الغربية , فالمصاب الذي الم بهم , مصاب عراقي , والعراق لا يتعافا الا بوحدة الأشقاء وقوة الأرادة والمشتركات  .
امريكا ومن حولها ومعها , ستحسب حسابها لأرادة العراقيين , تتفهم الواقع بجدية وحرص لا يخلو من الحذر والأحترام , ليس لديها خيار افضل من ان تتعامل مع المجتمع العراقي
العريق بحضاراته والغني بخيراته وطاقات مكوناته كما تعاملت مع شعوب احترمت نفسها كالمانيا واليابان , طريق مصالحها يجب ان تمر عبر احترام المصالح والحقوق الحيوية للعراقيين وحقهم في انتاج رفاهيتهم وحماية وطنهم واعادة بناء دولتهم , نموذجاً يحترمه اهله وجواره والعالم .
ـــ هل سيعود البعث كما يراهن البعض من قصيري النظر .. ؟؟؟ .
لا : مستحيل , انه فطائس تجاوزه الواقع , قد تصلح للتخريب لا اكثر .
ــــ هل سيحقق الأكراد دولتهم والـ النجيفي امارتهم والـ الحكيم جنوبستانهم , على اضلاع الدولة العراقية , وكسر ارادة المكونات المتآخية عبر التاريخ  ؟؟؟؟ .
لا : والف مستحيل … انه كمن يدس يده بنار الغضب العراقي , ليخرجها بلا اصابع  .
ــــ هل ستتحقق احلام بعض القيادات الشيعية والسنية والكوردية , في ان يتحاصصوا العراق ( كعكة ) عبر شراكة الفرهود الى ما لا نهاية , ويلغوا كينونته دولة ومجتمعاً وتاريخ حضاري ومستقبل انساني … ؟؟؟؟ .
لا ابداً .. انه كمن يعيد كتابة تاريخ مأساته مع سبق الأصرار , ولصبر العراقيين نهاية وردة فعلهم سيكون لها منطق آخر  .
ستعود الموصل كما الأنبار والفلوجة لأهلها ويعودون اليها , ومن يحاول ابتلاع شبراً من جغرافية العراق , سيتقيأ كامل مشروعه الخبيث , انها مجرد غمامة , سيتكفل العراق شعباً وجيشاً بأزالة اثارها , وآن الأوان للعراق ان ينظف داخله ويقطع اوردة القذارات التي قد تتسلل اليه من خارجه .
سؤال اخير : هل سيتحلى السيد المالكي بالجرأة والشفافية ليصارح اهل العراق عن حجم مسؤوليته عما حدث ويحدث , ام يصرعلى مداواة الوجع العراقي بـداء فساد وخيانة شركاء الفرهود الشامل .. ؟؟؟ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات