19 أبريل، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

عتــاب على دور الشيوعيين العراقيين بعد خراب البصرة!! (2-3)

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان الحزب الشيوعي العراقي من اعرق الاحزاب الشيوعية في المنطقة، اسسه مناضلين مخلصين لدعوة (وطن حر وشعب سعيد)، وكانت التوجه الماركسي والدعوة للتنظم الشيوعي عند المناضلين اليسار كرد العراق سبق ذلك في الوسط وجنوب العراق حيث هناك وثائق تؤكد ان القائد المؤسس للشيوعية في العراق (فهد) اتصل بالمناضلين اليساريين الكرد الذين اسسوا الحزب (شؤرش) الماركسي ودعاهم للانضمام الى الحزب الشيوعي العراقي واستجابوا للدعوة، وكان الخط النضالي لذلك الحزب يجذب ابناء الشعب العراقي بشكل متميز بعكس الكثير من المنظمات والاحزاب كانت متواجده في الثلاثينات لان شعارات الدعوة للتغير لصالح القاعدة الشعبية اكثر نضجا من الناحية الانسانية والدعوة الى الحرية وتثبيت برنامج منظم لصالح عامة الشعب يفهم افراده بوعي معنى الحقوق والواجبات ضمن مسيرة بناء البلد، وكان افكار الحزب يجذب الاقليات الدينية والعرقية في العراق اكثر من المنتميين الى الاكثرية ذلك لانهم وبوضوح كانوا يتخوفون من الدعوات القومية المنغلقة التي بدات بالظهور في نهايات الثلاثينيات، وبقدر التعلق بجيلنا كنا متوجهين الى اليسار بشغف وكاتب هذه الكلمات من ضمن الذين فتحت عيني على

ابجديات السياسة بحب الشيوعية واليسار وبدانا نحلم ان السير على هذا النهج هوطريق الوصول الى وطن نكون فيه احرار ونعيش سعداء … ولكن ومع الاسف ان التغيير الذي حصل في تموز1958 وماحصل من بعد شهور من التغيير، مافعله الشيوعيون احبط كل احلامنا بل ان ما فجره ذلك الحزب من اندفاع في الدفاع عن العسكر دون مبرر موضوعي ينسجم مع نهج الحزب الذي احببناه، فتح الباب لكل المأسي الاخرى التي حصلت في العراق الى ان وصل ان الحزب لم يعود الى الطريق الصحيح ، واستمر في اخطائه وتوجه الى اختيار الخنادق المتنوعة من تحالف الى اخر وحصلت انشقاقات ….ألخ، وليس الشيوعية فشل فقط في العراق، بل لم يستطيع جميع الاحزاب الشيوعية في طول وعرض البلدان العربية والشرق عموما ان يقدم نموذجا يحتذى به لافي الحكم ولا في ساحات النضال غير تضحية بالشباب المتحمسين وتحول القادة الى اختيارين: يا اما الجلوس على الاطلال وبعد فترة كتابة المذكرات او تحول بعضهم الى اتجاهات سياسية اخرى والنموذج الوحيد في حكمهم كان في اليمن الجنوبي الذي انتهى بتصفية فيما بين قادتهم وبعد ذلك قدموا كل تضحيات اليمنيين لحكم العريف علي عبدالله صالح.

ونتيجة نضالهم في بلدنا معروف الى ان وصل الى اشتراك سكرتيره العام في مجلس البريمري ممثلا لطائفتة والان يعتز افراد الحزب ان هذا السكرتير عندما اصبح عضو لبرلمان المحاصصة لم يغيب يوماً عن اي اجتماع لمجلس البرلمان، دون ان يقولون لنا: (وماذا قدم غير بعض تعليقات ضحك علية ممثلي المحصاصة؟) .

ومن هنا يجب ان نكون واقعيين أنه الالاف من الشهداء من شباب العراق حامل فكر الشيوعية وحلم بوطن حر وشعب سعيد لم يبقى مايعتز به من قيادة هذا الحزب العريق الا عدم غياب سكرتيره العام من اجتماعات البرلمان ويدفع اولاد الخائبة للتظاهر مطالبا بالحكم

المدني بعد ان تحول الكثير من قادتهم السابقين من المناضلين الى مستشارين للاحزاب الدينية، ولم يبقى عتاب على ذلك الحزب الا انه يساعد القيادات الكردية او ساكت عن اطماع الكرد ….!! الايعني ايها الناس اننا نعيش في عصر غريب … وغريب جداً ….؟؟!!

نتوقف هنا وقفه استذكار ماكان بين العرب والكرد وماكان المطلوب ان يكون حتى لانصل الى هذا الوضع وهنا، نقرأ فقرة من عتاب الاستاذ صائب الذي يسال: (دعونا نسأل: ما هي العلاقة “القوية” و”المتينة” بين أي شعبين، بل بين أي كائنين؟ إنها علاقة “المصلحة المتبادلة” و”التعاطف”، الإحساس بأن قوة الآخر، قوة لي، وبأن ضعفه يهددني، وبأني أأنس الى وجوده. وأن تبنى تلك العلاقة على إحساس عميق من العدالة والاحترام والمحبة)، عظيم، هنا، أنا لاأتحدث عن القاعدة الشعبية للعراقيين كردا وعرباً، لان واقع العلاقة التأريخية بينهم لاشائبة عليها خالية عن كل العدوانية التي يتحدث عنها نهج السياسين …!! وانا كتبت في اكثر من مناسبة ان حظ القومية الكردية في جزء من وطنه الذي اصبح ضمن الدولة العراقية احسن بكثير من الجزئين الشرقي والشمالي كوردستان ارتبطوا بايران وتركيا ضمن التقسيم السيء كلنا نعرف تفاصيله، ولو لم يقوم (ضباط الاحرار) بالتغيرمن خلال قوة انقلابية لكان في العراق مشاركة الكرد وصل الان الى اكثر من الحكم الذاتي ودون سفك الدماء، لانه كان من الواضح سير الكرد في الاشتراك الفعلي في بناء العراق بتوجهات وطنية من الدولة، ولكن ما حدث بعد ذلك؟ ان ذلك الانقلاب العسكري وتسرع الشيوعيين في التأييد الواسع للعسكر دون اي ضمانه على الارض بان العسكر يصبح ديمقراطي ويكمل بناء الامة العراقية، شجع العسكر من جانب التمسك بالحكم، منذ تلك الايام فتح باب التهديد على مستقبل العراق ووحدتة ارضاً وشعباً، حيث ان اول انحراف من الانقلابين ظهر عندما رفضوا تطبيق الماده الثالثة من الدستور (الثورة) واعتراف بمشاركة الكرد كما نص الدستور، ليس هذا فقط بل

لجأت تلك السلطة وبتأييد الشيوعيين وكذلك (وبحماس اكثر) كل الاتجاهات الحزبية القومية في العراق، عندما اختار سلطة العسكر رد على مطالب الحركة القومية الكردية بتطبيق الدستور عن طريق القوة، استمر الى 2003 مع توقفات وقتية … واول تهمة وجة الى الحركة الكردية نتيجة لموقفه الدفاعي انه اتهم بانه ثار من اجل بناء (اسرائيل) اخر في قلب الوطن العربي، واتذكر اول مناقشتي مع احد الشباب في بغداد عندما قراءت مقالا في احد صحف القوميين حول هذا الاتهام الموجه للثورة الكردية فقلت له: هل اطلاق هذا التهمة هو دعوة للصهاينة: تعالوا استفادوا من الثغرة في العراق ..؟! فتعجب من قولي ..! قلت له: ياصديقي ان تنظيم الذي تبنى المطالبة بتنفيذ الدستور يضمن الحق للقومية الكردية من اوائل التنظيمات العراقية الذي دعم التغيير وكان ضمن الضباط الاحرار ضباط كرد وطنيين، فلماذا كان رد فعل الحكم تجيش الجيش ضد هذا الطلب المشروع؟ وقيادات العسكر متحمسين لتحرير فلسطين كما هو معلن ويخطط لتأسيس جيش التحرير، فلماذا توفرون فرصة للصهاينة للتدخل من خلال هذه التهمة ضد الكرد؟ وبقية الاحداث معروفة للجميع … وللحديث صلة باذن الله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب