18 أكتوبر، 2024 5:09 ص
Search
Close this search box.

عتب على الأزهر الشريف من بلاد الرافدين

عتب على الأزهر الشريف من بلاد الرافدين

لكل جواد كبوة ” ، أتمنى أن يكون هذا هو حال أزهرنا الشريف ، وأن ينهض من كبوته ، وأتمنى أن لا يكون قد بدأ مرحلة السبات ، فهذا ليس وقتها قطعاً لأن الأمة تمزق شر تمزيق ، ما جعلني أقول هذا الكلام هو اطلاعي على استقبال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري وما صدر من الأخير بعد اللقاء بالإشادة بحزب الله والمليشيات في العراق ، وقد أصدر الأزهر الشريف بياناً بيّن فيه شجبه لتصريحات الجعفري ، وأنا هنا أود أن أتناول موقف الأزهر الشريف بكل ثقله الذي يتمثل أمام عيني وأنا أكتب كلماتي هذه ، ورغم ما ذكر في البيان من استنكار للتصريحات الداعمة للقتل وسفك الدماء ، فأنا أسجل استغرابي من موقف الأزهر الشريف الذي ما زال يتكلم على استحياء ويتصرف وكأنه بعيد جداً عن الأحداث وما يجري على أرض العروبة ، أستغرب كيف بعد هذه السنين الطويلة من القتل والخراب الذي حدث في العراق على أيدي ساسة الدبابة الأميركية ورافعي الراية الإيرانية ، كيف يستقبل الأزهر الشريف ساسة الطائفية والقتل والسرقة والفساد ؟ ألا يعتبر هذا الإستقبال قبولاً لهؤلاء وتواجدهم في سدة الحكم وشرعنة لأفعالهم البغيضة لله والبشر ؟ ألم ينظر الأزهر الشريف بطرف عينه إلى جراح أبناء العراق الذي تم تدميره بواسطة هؤلاء المرتزقة على السياسة والدين ؟ وإذا كان موقف الأزهر الشريف هو البقاء على مسافة واحدة من جميع المكونات كما أعلن في بيانه ، فهذا موقف يحسب له ، لكن هل يعني هذا أن الأزهر يساوي بين المجرم والضحية ؟ وبين الطائفي والوطني ؟ وبين أبناء الوطن ومن باع الوطن للأغراب ؟ وسؤال يطرح نفسه بقوة ما هو موقف الأزهر الشريف مما يجري على أرض العرب وخصوصاً العراق وسوريا ؟ وهل يكتفي بالبيانات والتصريحات واستقبال المسؤولين الحكوميين الذين هم سبب مأساة مجتمعاتنا العربية ؟ وهل تستطيع هذه البيانات أن تشفي جراحنا ؟ ومتى يضع الأزهر الشريف النقاط على الحروف ويتحرك بصورة سريعة وفعالة ليمارس دوره في الأمة وتبنيه لقضاياها بعيداً عن أهل السياسة ومرتزقة الدين ليكون الى جانب الناس ويعود إلى طريقه المعروف في مواجهة الباطل والإنتصار للحق والمستضعفين ؟ وإذا كان الأزهر لحد هذه اللحظات يستقبل أهل القتل والفساد من الساسة فكيف سيكون موقفه من رجال الدين المزيفين الذين يتحدثون بإسم الدين والدين منهم براء ؟ وهنا نذكر الأزهر الشريف بمسألة مهمة وهي أن هؤلاء الساسة الطائفيون الفاسدون خرجوا من رحم مرجعيات دينية طائفية تابعة لإيران ، لا تهتم للدين والأوطان والشعوب بقدر ما تهتم بمصالح دولها الأعجمية ، وندعو الأزهر الشريف إلى ضرورة التفرقة بين المرجعيات العربية التي تحمل هموم الوطن والناس وتعتبر حب الأوطان من الدين ، وبين مرجعيات تمثل مشاريع توسعية تهدف لإستعادة أمجاد إمبراطوريات قضى الله عليها بسواعد النشامى من أبناء العروبة ، وبدأ مشروع نهايتها عند ولادة رسول البشرية محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين عندما انشق بميلاده إيوان كسرى وانطفأت نار المجوس إلى غير رجعة . وإذ أسطر هذا العتب أستذكر مواقف الأزهر الشريف من الفرنسيين وكيف أغاضتهم مواقفه الوطنية الشجاعة حتى ركزوا على احتلال جامع الأزهر وقصفه بالمدافع وربط خيولهم فيه . وهنا أود أن أطرح لأزهرنا الشريف رأياً للمرجع العربي العراقي السيد الصرخي الحسني عندما سؤل هذا السؤال بتاريخ 31 / 1 / 2015 م : (صرّح شيخ الأزهر الشريف عن استعداده للتوسط والإصلاح في العراق وأنه مستعد للذهاب إلى العراق والمباشرة بمشروعه الإصلاحي من خلال اللقاء بالمراجع الشيعية العربية ، فما رأي سماحتكم وما هي نصائحكم ، وهل تتوقعون النجاح له في مسعاه الإسلامي الإنساني ؟ ) وأنقل لكم بعض فقرات إجابة المرجع الصرخي ( أولاً : اِنْ كانَ فِعلاً قد صدَرَ هذا الكلام عن فضيلة الشيخ ، فأنا أحيّيه إبتداءً على شجاعتِه وصراحتِه ووضعِ يدِه على الجرْحِ وتشخيصِه للخطوةِ الأولى الصحيحة التي تؤدي إلى الخطوات اللاحقة المؤسِّسة للحل الناجع والخلاص الحقيقي .ثانياً : أقصد في كلامي السابق بالخصوص قوله [ المراجع الشيعية العربية ] ومن هذه الحيثية ومادام فضيلته سيذهب بزيارة رسمية إلى العراق فأبشّره خيراً بأنَّ الله تعالى قد خفّفَ عنه ، حيثُ أنه في العراق لا الحكومة ولا مؤسسات الدولة ولا القانون ولا الدستور يعترف بمرجعية شيعية عربية فلا وجود لــ [ المراجع الشيعية العربية ] في العراق ، فالقضية من السالبة باِنتفاء موضوعِها !!! ) ويضيف المرجع في النقطة الرابعة ( رابعاً : كل وسيط ومصلح عليه أن يضع في بالِه أنَّ سلامةَ المجتمع والدين وأمْنِهِ واستقراره خاصة في العراق يماثل الجسد وما يصيبه من أمراضٍ وآفاتٍ خبيثةٍ ، فإن علاجَهُ وصحّتَهُ وسلامَتَه تعتمد وتتوقف على تشخيص الداء وأسبابه ثم تشخيص العلاج ، فلا يعقل أن يكون المسبِّبُ للمرض والآفة والفساد معالجاً وعلاجاً وداخلاً في العلاج ، فلابد من التشخيص الموضوعي الواقعي الصادق الشجاع وإلا فلا إصلاح ولا صلاح في الجسد و العقل والقلب والنَفْسِ والروح ولا في المجتمع والأوطان …. ) . وهنا نرغب ونتمنى ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قد وفق الأزهر الشريف لتشخيص الداء لأنه بدون هذا التشخيص فلن ينفع العلاج حتى لو كان صادراً من الأزهر ، لأنه يعني وضع الشيء في غير موضعه الصحيح ، ولن تنفعنا نحن أبناء الرافدين كل البيانات إذا لم تأخذ بنظر الإعتبار تشخيص الأسباب والمسببات بشجاعة وبدون مجاملة لهذا الطرف أو ذاك ، ومن ثم التحرك بقوة من أجل نصرة الشعوب المظلومة ، ومن أجل هذا سجلنا عتبنا نحن أبناء العراق على أزهرنا الشريف لأن لنا فيه أملاً كبيراً أن يكون عوناً وسنداً . 

أحدث المقالات