عندما كنا في سبعينيات القرن الماضي شبابا يافعين .. نصلّي في المسجد .. لنا أصدقاء شيوعيّون في الثانوية ، لم نكن نسمعهم كلمة نابية واحدة ، كنا نعرف بولائهم للمنظومة الإشتراكية الشيوعية العالمية .. كنا نعرف و نرى كتب ماركس و ستالين و لينين في أيديهم .. كنا نرى بروج ماركس و لينين و ستالين و خروشيف على ياخات سترهم و معاطفهم .. كنا نرى حتى العلم البلشفي يرفرف على مقار حزبهم أيام الجبهة البعثية الشيوعية آنذاك ، لكننا لم نسمعهم يوماً كلمة جارحة تؤذيهم .. لم نقل لهم أنتم موالين لروسيا.. لم نقل لهم أنتم ذيول للإتحاد السوفيتي ، لأننا كنا نحترم عقيدة الآخر المختلف ، وكنا نعرف بأن الإتحاد السوفيتي دولة مناصرة لقضايانا العربية بفلسطين ، و ترتبط مع بلادنا بمعاهدة صداقة ..
و الحالة تلك تتكرر اليوم في علاقتنا مع الجمهورية الإسلامية في إيران .. ونحن نراها تنزل علم إسـ????????ـرائيل و ترفع محله علم فلسـ ????????ـطين .. نراها تمدنا بالسلاح دون مقابل في حربنا ضد د١عش .. بل يتطوع أبناؤها و جنرالاتها نصرة لفلسطين و سوريا و العراق و يستشهدون على غير أرض إيران التي تنأى بآلاف الكيلومترات عن سوح التضحيات النبيلة..
والحالة هذه ؛ أقول : لماذا تتحسسون من زيارة قاAAAني المسلم المجاهد المناصر الثوري للعراق و العروبة و لا تتحسسون من هذه الجيوش الغازية المحتلة التي ملأت قواعدها بلادكم في عين الأسد و التاجي و هي تجوب الحدود شرقا و غربا.. شمالا و جنوبا!؟..
القوات التركية التي تلاحق الـ PKK أمام مرأى ومسمع الجميع.. في عمق أراضيكم الوطنية ..
د١عش الذي يخترق الحدود و يدلّه و يؤيه عراقيون عرب مسلمون هنا وهناك ….
عصابات المخدرات التي تصول وتجول و تقتل شبابكم بهذا الأفيون المدمّر ..
الفساد الذي أزكم أنوف العراقيين الشرفاء و ضرب مفاصل الدولة و المجتمع ..
السماسرة و تجّار البشر و المجرمون القتلة الذين نراهم في القنوات الفضائية يمسَكون كل يوم ..
كل هذه المفاسد التي ملأت الحاضر و البادي لا تتحسسون منها ، بينما أنتم تتحسسون من زائر إيراني موالٍ محب عاشق للإمام الحسين(ع).. جاء مشياً على قدميه كي يتبرك بأبي الشهداء ..
أما و ﷲ العزيز الحكيم ؛ مالم تعوا أنفسكم سينزل علينا جميعاً سخط ﷲ و عذابه عاجلاً ليس آجلا..
حتى تراجعوا أنفسكم و تراعوا حرمة ضيوف الحسين(ع) ، و حتى تغلقوا بؤرة الحقد و الكراهية التي كوّنها صدّام على جيرانكم المسالمين في الشرق!