لدي عتاب معك، وربما هو عتاب لأبناء شعب وصل تعداده إلى خمسة وأربعين مليون شخص. عتاب يبكيه الفقراء ويقولونه بحسرة ودموع تخفيها عيونهم.
أيها الرئيس،
لا عتب لي مع الطبقات السياسية الموجودة حولك، فقد أوصلتهم السلطة إلى حيتان لا يقنعون ولا يشبعون بالكثير والقليل. لقد استحوذوا على الاخضر واليابس..
أيها الرئيس،
أصبحت السيارات الفارهة التي تصل أسعارها إلى مئات الملايين هدايا لصديقاتهم بمناسبة عيد الحب وعيد الميلاد، في حين أن أبناء الطبقات الأخرى يعانون من الحرمان والجوع وينتظرون شهر رمضان المبارك حتى يتسلموا حصتهم من وزارة التجارة والتي تكرمتم بزيادتها بنصف كيلو من العدس ونصف كيلو من الماش. ماذا دهانا، أيها الرئيس؟
ألم تكن بالأمس القريب مثلنا وتذهب إلى أقرب وكيل للمواد الغذائية لتستلم حصتك من المواد نفسها؟ أم أن هذا الكرسي اللعين قد غيّر النفوس؟ وأنا أقول قد غيّر البشر بأكمله.
أيها الرئيس،
لقد مسنا الضر ونحن نسمع تصريحاتكم الإعلامية بين تستطيعون أو لا تستطيعون توفير الراتب المعاشي للموظف الفقير أو المتقاعد المحروم، وبعدها تطلق مؤسساتكم ووزاراتكم وكأنها قرارات فرح او انجاز لهذا الشعب وليس استحقاقات مواطن. أين تذهب أموال النفط، أيها الرئيس؟ وأين تذهب أموال السياحة؟ وأين تذهب الضرائب؟ وأين تذهب واردات الدوائر الأخرى كالمرور والجمارك والمنافذ الحدودية وغيرها من الصادرات التي تبيعها الدولة؟
أيها الرئيس،
لقد أعيانا الانتظار وما زلنا ننتظر ساعة الفرج. ذهب الملوك وجاء الرؤساء وما زلنا نراوح في نفس محطات زماننا، لا نستطيع أن نصل بعوائلنا إلى مرحلة الترفيه التي يستحقونها…
أيها الرئيس،
إذا كانت ثروات البلاد هي من نصيب الطبقات السياسية وحاشيتهم فقط، فإننا ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يجففها وتذهب إلى غير رجعة. فنحن الفقراء نستطيع أن نعود ونزرع أراضينا لنأكل، ولكن أحفادكم سوف يعيشون متسولين في الشوارع، فالمال مهما كانت كثرته سوف ينفذ والمنصب سوف يزول.
أيها الرئيس،
بدلاً من أن تفرحوا الموظف البسيط والمتقاعد بمكافأة رمضانية يسد بها احتياجات هذا الشهر المبارك، يخرج وزراؤك بتصريحات لا يصدقها العقل ولا يعترف بها حتى المجنون. فالدولة التي تبيع أكثر من أربعة ملايين برميل من النفط يومياً، هل يعقل أنها لا تستطيع توفير الرواتب لموظفيها؟
أيها الرئيس،
اتقوا الله فينا، فقد طفح الكيل ونحن نشاهد فئة من الغير مستحقين في المجتمع وهم يعيشون مترفين بثرواتنا التي منحها الله لنا.
أيها الرئيس، أخاطبك وأنا أعرف أنك عانيت مثلي في زمن الحصار الجائر وقد تذوقت من الطحين غير الصالح لطعام البشر، ولابد أنك أيضاً قد قمت ببيع الثلاجة أو شاشة التلفزيون في حينها حتى تعيش عائلتك.
أيها الرئيس، أخاطبك لأنك ابن الداخل كما يسمونك اليوم، ولم تكن تعيش في شوارع لندن أو بون أو طهران أو دمشق، وإنما كنت تعيش مثلنا في شوارع مدينة العمارة وتشتم هواءها النقي يومياً وتعيش مع حالات المجتمع وتعرف كل صغيرة وكبيرة. فإياك إياك أن تصاب مثل غيرك بداء العظمة وأن يكون الكرسي هو أكبر هم لك….
ننتظر مع قدوم رمضان المبارك خبراً تفرح به أبناء شعبك، أبناء الطبقات المظلومة الذين يعيشون الحرمان، لا يحلمون بسيارة التاهو أو الجكسارة، وإنما يحلمون بأكياس شربت الزبيب فوق موائدهم الرمضانية.
تحياتي لكم، أيها الرئيس.