20 ديسمبر، 2024 3:04 م

عبير ، الاسم المبتلى في بلاد الرافدين

عبير ، الاسم المبتلى في بلاد الرافدين

حقا انه اسم مبتلى في بلاد الرافدين، فبعد الشهيدة بأذن الله تعالى عبير الجنابي التي اغتصبتها وقتلتها واحرقتها قوات الاحتلال الامريكي البغيض جاءت الطفلة الشهيدة بأذن الله تعالى ايضا(عبير البصراوية) لتكون ضحية اخرى في سجل ضحايا العراق الجريح الذي لا ينتهي، ولكن وللأسف، وأقولها بكل مرارة وأسى، أُغتيلت الطفلة عبير بأيد عراقية هذه المرة ، أيد آثمة دنست عرض وجسد هذه الطفلة البريئة.
  في الامس صحت مدينة البصرة الحبيبة على مصيبة جديدة، مصيبة اخرى تُضم الى سلسلة المصائب الاخرى التي تعرضت لها بدءا من الحرب العراقية الايرانية التي ذاق اثناءها ابناء البصرة البواسل الويلات تلو الويلات فضلا عن  الويلات التي ذاقتها مدينة البصرة الباسلة اثناء حرب الخليج الثانية بعد احتلال القوات العراقية للكويت عام 1990 وما تلا ذلك من قصف شديد من القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها واستخدامها مختلف انواع الاسلحة الفتاكة خلفت الخراب والدمار في مدينة البصرة خصوصا والمحافظات الجنوبية عموما وما تركه ذلك القصف من اثار صحية وامراض سرطانية ما زال يعاني منها ابناء البصرة مثلما يعاني منها ابناء ميسان والانبار وغيرهم.
  وهاهي اليوم تصحو البصرة على مصيبة اخرى من تلك المصائب التي توالت عليها الا وهي جريمة اغتصاب وقتل ليس لانسانة بالغة بل لطفلة بعمر خمسة سنوات، طفلة بعمر الزهور، طفلة ملائكية لا تعرف من هذه الحياة شيئا ، جريمة ارتكبها من لا يعرف من الانسانية سوى الاسم، جريمة ارتكبها من تجرد من صفاته الانسانية وتحول الى وحش كاسر انقض بأنيابه ومخالبه فأغتصب ومزق جسدا غضا طاهرا بريئا الا وهو جسد الطفلة عبير بلا رحمة وبلا عطف وبلا شفقة، فلم تشفع لها صرخاتها ودموعها ولم تؤثر بهذا الوحش الكاسر تلك الصرخات وتلك الدموع، ويا لها من صرخات ودموع؟
   وقبل عبير كانت الطفلة،البصراوية ايضا، بنين التي ذهبت ضحية لاولئك الوحوش الكواسر الذين اعملوا غرائزهم وتكالبوا على اغتصاب هذه الطفلة البريئة وقتلها بطريقة بشعة تثير الخوف والرعب والاشمئزاز بعد اختطافها من حضن امها، ويضاف الى الجريمتين المذكورتين جريمة اغتصاب وقتل طفل برئ في محافظة الانبار. فأي جريمة اكبر من هذه الجرائم؟ واي جريمة اكبر من جريمة خطف واغتصاب وقتل طفل بعمر بنين وعبير؟
واذا اردنا ان ننسى فلا ننسى عبير الجنابي، تلك الفتاة التي ستخلد في ذاكرة العراقيين الشرفاء كون ان مقتلها شكل محطة أليمة أخرى من محطات الاحتلال الامريكي البغيض للعراق،  تلك الفتاة البريئة التي اغتصبها الجنود الامريكيون وقتلوها واحرقوها مع اهلها بدم بارد ، اولئك الجنود (محرري البلدان ودعاة الديمقراطية ومصدريها)؟ فأي محررين وأي دعاة ديمقراطية أولئك الدعاة؟.
واذا لم يكن للقضاء العراقي ولاية لمحاكمة الجنود الامريكيون مرتكبي جريمة الاغتصاب والقتل بحق الفتاة البريئة(عبير الجنابي) المذكورة كون ان الجانب الامريكي لم يسمح بذلك ، فأن للقضاء العراقي كامل الولاية لمحاكمة مرتكبي جريمتي اغتصاب وقتل الطفلتين عبير وبنين البصراويتين  وكذلك مرتكبي جريمة اغتصاب وقتل الطفل البرئ في محافظة الانبار، وبأسرع وقت ممكن، وبأشد واقسى العقوبات والتي اعتقد انها في الحالات المذكورة لا بد ان تكون هي الاعدام لانها ستكون اقل ما يكون بحق اولئك الجناة من الذئاب البشرية الذين ارتكبوا جرائمهم المذكورة بلا رادع ديني او اخلاقي او انساني .
دعونا نداوي جراح الآباء  ، دعونا نقلل من آلام الامهات الثكالى والعوائل المنكوبة، دعونا نضع حدا لمثل هذه الجرائم البشعة التي لم نسمع بحصولها في اي دولة من دول العالم المتحضر وغير المتحضر، دعونا نصنع الامل في العائلة العراقية والمجتمع العراقي من جديد من ان هناك قانونا يحميها وهناك عدالة تقتص وتجتث مرتكبي الجرائم بشتى انواعها ، دعونا نجدد ثقة الانسان العراقي والعائلة العراقية بدولتهم وبمؤسساتها القضائية والعدلية، فلا رأفة ولا رحمة بمن اغتصب نفسا بريئة وقتلها ولا رحمة ولا رأفة بمن سولت له نفسه المريضة بأن تمتد يده القذرة الى أجساد اطفال ابرياء مثل بنين وعبير فمن قصّر اهله في تربيته فيجب ان لا تقصّر الدولة عن ردعه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات