23 ديسمبر، 2024 2:13 م

عبيد ايران .. عبيد السعودية .. عبيد تركيا

عبيد ايران .. عبيد السعودية .. عبيد تركيا

في العراق فقط، يحمد الولاء لغير الوطن ويقدس، وهناك طيف من العراقيين ايرانيون اكثر من الإيرانيين أنفسهم وهناك طيف من العراقيين سعوديون اكثر من السعوديين أنفسهم وهناك طيف من العراقيين اتراك من اكثر من الأتراك أنفسهم، ثمة صوت مخيف يعلو لهولاء مع كل ازمة لانهم ليسوا أناس عاديين بل في قلب الدولة وفِي صميم عقلها، فهم نواب ، وزراء ، وكلاء ، مدراء عامون ،ضباط أمنيون، سياسيون تغلي عندهم نسبة الولاء للبلدان المجاورة اكثر بكثير من نسبة الولاء الى العراق بصورة مذهلة ومخيفة.

يقابل ذلك هذا الخوف والانكسار والاحباط والعجز للمواطنين العراقيين الرافدين للولاء الطوعي الى ايران او تركيا او السعودية، الولاء الذي يفرض على العراق جيثوم الصراعات وتحول العراق الى ساحة الى التصفيات الإقليمية في المنطقة

العقل، والمنطق ، يقولان ان التعامل مع هذه البلدان لابد ان يتم على اساس المصالح المشتركة واقصد هنا بالضبط ان تكون نسبة التعامل على اساس المنفعة للعراق كم أستفيد من ايران للعراق اتعامل معها على هذا الأساس ونفس الحال يطبق على تركيا والسعودية الى ذلك ان انخفاض مستوى الخطاب الوطني في الكتل السياسية ونمو الخطاب الطائفي يُكثر نسبة العبيد والولاة والمتطوعين الى هذه البلدان.

لاقيمة الى اي مواطن يتخلى عن الثوب الوطني ويرتدي ثوب الولاء والطاعة والصنمية الى هذا البلد او ذاك، يحدث في العراق فقط ان الولاء الى الدول المجاورة مفخرة واعتزاز ولا يستعاب عليها من احد وتحول الولاء الطوعي الى الدول المجاورة من خانة الممذمومات الى خانة المحمودات.

لايحتاج معرفة الولاء الطوعي او اكتشاف ” عبيد الدول المجاورة ” الى مجهر او جهاز لكشف العبودية الاقليمية والارتماء الأعمى، كل مافي الامر يحتاج الى متابعة بعض التصريحات في الفضائيات والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي سنكتشف بالضبط ان نسبة كبيرة من العراقيين تحولوا الى ايرانيين وسعوديين وأتراك على الرغم من انهم يحملون الجنسية العراقية ويعيشون في العراق.

معالجة ” العبودية الإقليمية ” تبدأ من المدارس من خلال التلاميذ عبر تعزيز المواطنة كدرس اساس وواجب ورفض اي مظاهر ارتماء واحتضان وولاء غير معقول الى الدول المجاورة يقابل ذلك مواجهة عبيد الدول المجاورة عبر إزاحتهم انتخابيا من صدارة القرار في الدولة العراقية بل لابد ان يسن قانون يمنع هذا الطيف من الناس من الصدارة في الانتخابات او الوظائف العامة.

يمكن القول ان واحدة من ابرز المصائب السياسية في العراق وهو خلاف ولائي بين عبيد هذه الدولة وعبيد تلك الدولة ندفع ثمنه نحن وايمانا وأولادنا وأجيالنا بلا ذنب ولاخطئية ابعد الله عنكم الصنمية الإقليمية الى يوم يبعثون والعاقبة للوطنيين وسوء المصير لكل من خان العراق وركض وراء حفنة دولارات عند هذه الدولة وتلك.