مرة أخرى – بعد الألف- يحاول عبيد أميركا والانكليز وإسرائيل تضليل البسطاء والجهلة والمنحرفين! بأن تطبيعهم مع الصهاينة القتلة ومغتصبو الأرض وتدنيس المقدسات؛ هُم من اليهود الذين كان النبي محمد ص يتعامل معهم أو يعاملهم كأقلية ضمن الدولة الإسلامية! المحمدية؛ وشتان بين يهود خيبر! وعصابة الصهاينة المعتدون ونوايا الغرب وأميركا في احتلال دول المنطقة مرة بفعل هذه العصابات وأخرى بعصابات الدواعش الأميركية تحت عنوان “الدولة اليهودية”! حيث خدعوا حتى اليهود وأوهموهم بأن فلسطين هي أرض أجدادهم وأرضها هي أرض الميعاد! بصحبة الهدف المعروف “إسرائيل من الفرات إلى النيل” وما بعدهما!! باستغلال اليهود لتمرير مشاريعهم بمؤامرتهم وبمعاونة العملاء والمرتزقة من بعض المسلمين والعرب وحتى بعض قادة العرب والمسلمين!! وهم ماضون بهذا التضليل ويتبعهم أشباه الرجال في محميات الخليج “الغربي”!؛ بقبوله علناً بعد أن كانوا يقبلون به بالسر والخفاء وعلى أحر من الجمر!! والآن جاءت حاجة “ترامب” و “نتن ياهو” وأصدروا أوامرهم لعبيدهم بأن يعلنوا التطبيع ويطبلوا له حتى من منبر الصلاة في “مكة المكرمة”؛ بأن هؤلاء الصهاينة هم امتداد ليهود خيبر الذين كان يتعامل معهم النبي محمد ص وعلينا إتباع “سنة” رسولنا “وكنا معهم من الظالمين”!!؟
وكبادرة سلام أميركية في المنطقة لحمامة السلام “ترامب” لغرض استثمارها في الانتخابات الخائبة المقبلة له ولـ “نتن ياهو” .. لا أكثر ولا أقل! السلام المبني على موافقة أميركا على أن الجولان أرض إسرائيلية وإن القدس عاصمة لإسرائيل وعلى السفارات الانتقال إليها! وإن المسجد الأقصى لا يدخله الفلسطينيون إلا بإذن من إسرائيل وصفقة القرن هبة من “ترامب” إلى “نتن ياهو” وموافقة “ترامب” على ضم الضفة الغربية واستكمال الاحتلال الصهيوني لكل الأرض الفلسطينية لتطوى صفحة “فلسطين عربية فالتسقط الصهيونية”!! ” ولتبدأ صفحة “احتلالات” جديدة وفي بدايتها استكمال احتلال الأردن وتعيين واحد من السلالة الهاشمية!! محافظ يمثل الدولة اليهودية الباقية وتتمدد.! غصباً على الذي يرضى أو لا يرضى ويبقى يصرخ في واد سحيق.
ولكن … هذا التهريج والضجيج لهذه المشاريع والمبادرات الخبيثة لا يغير من المصير الذي ينتظرهم بالهزيمة والفشل وتلاشي كل جهودهم المبنية على الرمال؛ ليبدأ فصل جديد من الصراع على التحكم بالمنطقة تَبْيَضُّ فيه وجوه المقاومين الشرفاء؛ وتُسْوَدُّ فيه وجوه المحتلين القتلة وعملائهم؛ وهكذا فإن الصراع والحروب المناطقية –أو غيرها- التي تشعلها وتهيئ لها قوى الشر والعدوان وعملاءهم لضمان المصالح والمنافع؛ لا تنتهي إلى الأبد!! ومَنْ يحلم بالسلام عليه أن يستعد للحرب ويكيِّف حياته وفقاً لما تتطلبه هذه المعادلة في المرحلة القادمة.
إن محور المقاومة قوي وحاسم حول إسرائيل بؤرة الشر والقاعدة الأميركية الرئيسية في المنطقة؛ لكن لخطورة المواجهة الواسعة والشاملة فإن كلا الطرفين يتوخى الحذر من إشعال مواجهة مصيرية مدمرة لإسرائيل و مواقع المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو سوريا إلى حد ما! ونتيجة هذه المعركة الحاسمة إذا حصلت فالفرض أن إسرائيل سوف تدمر وبالمقابل فإن إسرائيل سوف تدمر لبنان وما تبقى من فلسطين! .. إسرائيل سوف تعيدها أميركا والغرب كما كانت وأقوى وأوسع!! أما ما تبقى من فلسطين ولبنان فسيبقى صحراء قاحلة لا تصلح لحياة الإنسان ولا الحيوان!!؟ لذلك تفضل إسرائيل مسيرة القضم والضم بهدوء والقتل والاعتقال وهدم البيوت وتهجير أهلها!! مستعملة سياسة ما يسمى بـ “العصا والجزرة” إلى تكمل مهمتها ويقضى على المقاومة ورجالها لتبدأ مرحلة جديدة من المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض! من جديد وعلى ارض جديدة وشعوب أخرى!!!؟