23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

عبور الازمة.. عبور الازمة..

عبور الازمة.. عبور الازمة..

مليار دولار هو حجم المساعدات التي استطاع رئيس البرلمان سليم الجبوري تأمينها خلال جولته الاخيرة التي زار خلالها عددا من الدول الأوروبية وأميركا، بالرغم من ان المبلغ ضئيل قياساً بحجم مأساة النازحين الذين تعدى عديدهم الثلاثة ملايين نازح في اكبر موجة نزوح داخلية شهدها العراق، فإن محاولات الجبوري الحثيثة تصب في مصلحة الجمهور السني الذي فقد الأمل بمن يمثلونه.

قد يقول قائل ان القادة السنة استنفذوا خياراتهم بحل أزمة نازحي مدنهم التي تعيش أزمة منذ حزيران 2014، وايضاً قد توجه لهم أصابع الاتهام بأنهم استغلوا معاناة جماهيرهم من اجل الكسب السياسي الذي اذا أمعنا النظر جيداً لوجدنا ان غالبتهم خسر الكثير خاصة بعد ضياع اغلب مدنهم لصالح تنظيم داعش.

لكن بالمقابل لا يمكن التقليل من حجم ما يقدمه البعض بالرغم من بعض الملاحظات التي تشوب طريقة أدائهم في إدارة الأزمة سواء من قبل النجيفي او المطلك وصولا الى الجبوري الذي يمكن استثناءه من هذه المعادلة، رحلته الاخيرة وبالرغم من الانتقادات التي جوبه بها الا انها أتت بثمارها بكسب تأييد المجتمع الدولي، خاصة ان المشكلة لا تتعلق بأزمة نازحين او تسليح عشائر فقط وإنما تتعلق بمسألة وجود على الارض.

وهنا لا يمكن استبعاد ان تمارس ضغوط على الرجل ويتهم بالمزايدة والكيل بمكيالين، ولم لا فالأزمة تحتاج تضحية والضغط على الجرح بقوة، خصوصاً ان الوضع الراهن لن يحل الا من خلال قادته، فكما يقال ما حك جلدك مثل ظفرك وهذا حال العراق الان او اذا صح التعبير حال مكوناته التي تتسابق في استرضاء جماهيرها، وهنا يجب ان نسال الا يحق للسنة ان يكون لهم دور كما للاخرين؟!

مدنهم مدمرة وجمهورهم غالبيته بين نازح ومحاصر، فالتحذيرات العديدة التي تطلقها منظمات دولية ومحلية من مغبة تنامي ازمة النزوح في العراق، تضع الجميع امام اختبار أخلاقي مسؤول وبالتالي لا يمكن الا ان ندع الرجل ان يضطلع بمهمة المبادرة من اجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في زمن قد نندم جميعا فيه، فيما اذا ساءت الأمور خاصة اذا استمر الوضع دون حسم على الارض.

التجربة المريرة تجعل الجميع امام خيارات عديدة أحلاها مر، وهذا حال الجبوري يريد عبور الأزمة بأقل الخسائر له وللجمهور السني ان صح التعبير.