23 ديسمبر، 2024 8:37 ص

” \u0639\u0628\u0640\u0627\u0633 “

” \u0639\u0628\u0640\u0627\u0633 “

بصراحة ، لا يمكن ان نحلم بحكومة تحترم او تعترف بالشعب ما لم يكن الشعب نفسه يعترف بنفسه ويحترم نفسه .
طالما حير العراقيون السؤال التالي : ما الذي يجعل رؤوساء الدول (المرضي عنها) يسارعون بتقديم استقالاتهم واعتذاراتهم للشعوب بعد انتشار اخبار تبدو مضحكة للوهلة الاولى ، فما الذي يعني لك ان رأس الدولة يتلقى تمويلاً مصرفياً مميزاً ؟
او يضاجع سكرتيرته ؟
او يسرق قلماً ؟
او يتقدم قريب له في وظيفته لمجرد انه من اقرباء الريـّس ؟
وصراحة ان الاجابة التقليدية عادة ما تقارب العبارة المحلية العراقية الاشهر ( عمـي أوادم !) .
فما الذي يجعل من شعوب بعينها (اوادم) وشعوب أخرى لا تستحق الحياة ؟
ولماذا يصل شعور العراقي الى الدرجة التي لا يكترث للموتى ؟
هل هو نتيجة كثرة الموتى ؟ ام كثرة طرق الموت ؟ ام اعتياد الموت ؟
ام هو موت الشعور بالموت وبفداحة الموت ؟
ذهب رئيس الحكومة الى روسيا ليعقد صفقاته المشبوهة دون ادنى اكتراث بالبؤس الذي اصاب عائلة محمد عباس ، تعرفون لماذا ؟
لانه وحاشيته ومجموعة حوارييه يدركون ان المسألة لا تتعدى العائلة الضيقة لمحمد عباس ، واي حديث عن تضامن شعبي مع الضحية سيذوب مع الايام وفي اقرب فرصة سواء بتفجير دموي او بفضيحة لمطرب او بتسجيل هدف في مرمى الخصم !!
هؤلاء الطبقة قضوا معظم شبابهم في خارج الوطن ، وهم اكيداً يعرفون ما يعنيه التساهل بدماء الناس الى هذه الدرجة القبيحة والمقززة …لكنهم يوقنون ايضا بأن هذا المجتمع –في اغلبه- ليس له حيلة ولا يريد ان يكون له حيلة ولا يعقل كيف يمكن ان تكون له اليد الطولى في رسم مصيره ، يعلمون جيدا ان الجماهير كان يمكن ان تعيش راضية لو بقي حكم البعث الى هذا اليوم ، ويعلمون ان الايادي التي تصفق لهم وتشتم من اجلهم كانت ستصنع نفس الفعل لو لم تسعف الظروف رئيس الحكومة الحالي وفاز غريمه في آخر انتخابات برلمانية ……..
المالكي مطمئن الى سياساته في تسيير البلد ، فهو يصرف اموالا طائلة على عوائل شهداء البعث ،دون ان يشغل باله بأن احداً منهم قد يتعاطف مع دماء محمد عباس وبقية شهداء الغباء والعنف الحكومي.
وهو سعيد بالحناجر التي هتفت للاتفاقية الامنية دون ان تسأله عن ماهية وجود سفارة بخمسة آلاف موظف تستقر في قلب العراق..
وهو منتشي بانه اخرج العراق من البند السابع دون ان يعكّر مزاجه سؤال : ماذا اعطيت للجار الودود مقابل هذا ؟
نحن ايضا سعداء ، سعداء بأن سعر الامبير قد ينخفض قليلا في الصيف دون ان نناقش ، واين ذهبت اموال الكهرباء ذات الارقام الفلكية ؟
وسعداء بان بغداد عاصمة للثقافة العربية ، دون ان يخبرنا احد لماذا تعرّت الراقصة الالمانية في قلب بغداد الاسلام والسلام ، في ظل حزب الدعوة الاسلامية !