من مساوئ العملية السياسية إنها تحرق الأخضر واليابس و تطغي العناصر الفاسدة على الثلة الخيرة والنزيهة و ان كانوا جميعا تحت قبة واحدة في وقت ينظر اغلبهم للمشهد العراقي بنصف عين كما ينظر الجيران لبيت جار لهم احد ابنائه خارج عن الطريق وفاسد أفاق على انه بيت سيء السمعة ويسبب مشاكل للمنطقة بالرغم ان اغلب اصحاب البيت من الطهرة و الشرفاء والمخلصين ، فالحال ذاته في المشهد السياسي وأكذوبة الاصلاحات المزعومة حين تستهدف هذه الجملة الواهنة الشرفاء من المسؤولين التنفيذيين وتضعهم في نفس خانة الفاسدين والمتعالين على ابناء شعبهم، و لعل وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان هو احد الأبناء البررة لوطنه وشعبه حين عمل بنكرات الذات و وضع إستقالته على طاولة زعيم كتلته ، تلبية لنداء المرجعية العليا التي تنادي مراراً بضرورة عمل اصلاحات كبيرة في الحكومة العراقية برغم ان العملية ليست اكثر من مماطلة وضحكا على الذقون ، في وقت لا ارى اي داعٍ لتغيير السيد الوزير ، لكون عبطان قدم في فترة وجيزة ولا زال يقدم في حقل رياضي واسع جداً وبذل كل الجهود للنهوض بالواقع الرياضي من مخلفات الماضي القريب، بمحاربته الفساد المتجذر وكسر حلقاته الطويلة وبتذر ذيوله ، وإنصاف موظفي الوزارة بالترفيعات والعلاوات و تثمين دور الكفاءات واصحاب الشهادات العليا ووضعهم في المكان المناسب ، وصرف مستحقات الابطال والرياضيين الرواد وتسهيل هذه المهمة بعمل بطاقة فيزا كارد لكل واحد منهم ، ولعل تحريكه الماء الراكد في ملف رفع الحظر من ابرز الخطوات المهمة التي خطاها الوزير بإصرار وعزيمة وثقة كبيرة و دبلوماسية مميزة دون يأس واحباط ما جعله يسحب البساط من تحت من يتبجحون بالتاريخ الرياضي الكبير او الذين يتحدثون عن علاقاتهم الدولية العميقة، فضلاً عن دعمه للكثير من الاتحادات المركزية مادياً ومعنوياً وصرف المنحة المالية لأغلب الاندية الرياضية برغم الازمة المالية و حالة التقشف ، وفتحه ابواب المنشآت الرياضية سواء كانت ملاعب أو قاعات امام الفرق والمنتخبات بمختلف ألعابها الرياضية ، بالإضافة الى محاولاته الجادة للقضاء على الجهل والتخلف في أغلب إدارات الأندية وهدم الممالك الموروثة ، وشجاعته في التصدي لعملية إلغاء القوانين البعثية واستبدالها بقوانين تتماشى على العهد الجديد و التطورات التي يشهدها العالم الرياضي ، وتفعيل عملية الاستثمار بصورة جادة وبصيغ قانونية لتمويل عديد من انشطة الوزارة بصورة ذاتية ، ولا ننسى حركته الميدانية الدؤوبة في متابعة المشاريع الرياضية قيد الانجاز وتأكيده على افتتاح ملعب كربلاء الاولمبي ، كل هذا واكثر جعلت عبطان امام مرمى سهام وحجارة الجهلة والمفسدين والادوات المخربة للكتل السياسية ، لكون الشجرة المثمرة ترمى بحجر، برغم انه لم يمض عامين على استيزاره لوزارة الشباب والرياضة وكانت نتاجاته واضحة لكل متتبع يقف على جادة الحياد ومعني بالشأن الرياضي فهذه حقائق لا يمكن انكارها او استغفالها من الاخرين ، لكون كلمة الحق يجب ان تقال بكل شجاعة دون محاباة و اصطفاف حزبي وتكتل سياسي وهذا ما تعودنا عليه في مهنة المتاعب[email protected]