من إعتاد على حياة البداوة، عادة ما يكون حاملا كل أمتعته، التي يعتاش عليها فقط ليستمر في الحياة، ولهذا لا يهتم إذا ما كانت الأرض التي يحط رحاله فيها جرداء أم معمرة، أو دائمة الخضرة، لانه سيتركها عاجلا أم آجلا .
البناء الرصين يعتمد على صاحب المشروع، فإذا كان جاداً في البناء الصحيح، من المؤكد سيكون بناءه متكاملاً، ولسنين قادمة، حتى وإن كان سيتركه مستقبلاً لان فيه لذة التكامل، وهذا من طبع الإنسان المثالي، الذي يسعى أن يترك لصفحته في الحياة ومضة ضوء ؟
الأستاذ عبد الحسين عبطان، الشاب المملوء نشاطا، إستلم مهام وزارة الرياضة والشباب المتهالكة، لإهمال سنين طوال، نتيجة عدم المبالاة، وفساد طال جميع مفاصلها، ومن المفروض أن تكون وزارة مثالية، لأنها تستقطب شريحة الشباب، وكون هذه الشريحة تمثل العراق في المحافل الدولية، فيجب ان تكون المرآة العاكسة، والإهتمام بها واجب وطني مقدس، لهذا شَمّرَ عن ذراعيه، من أول يوم إستلم مهام العمل الموكل اليه، للنهوض بواقع الرياضة، التي عانت الإهمال المتعمد في بعض الفواصل المهمة، ولمدة ليست بالقصيرة، فكانت الثورة الإصلاحية التي قام بها تستحق الإشادة، وإنفتاحه على الإستشاريين وأغلبهم من النجوم في مجال الرياضة، كان هو أول الطريق بتطبيق النظرية على أرض الواقع .
السعي في ملف رفع الحظر عن الكرة العراقية، وطرحها في كل المحافل، برنامج لم يعمل به من سبقوه، في تولي مهام وزارة الرياضة والشباب، ومطالبته المستمرة والملحّة لإتحاد الفيفا برفع الحضر أيقض النيام .
إنفتاحه على دول الخليج، أثبت جدارته، مما جعل دولة الكويت، تقف في صف العراق، سياسة جديدة لم نألفها من قبل، وهذا أثار العجب في وقته، عندما صرّح وزير الشباب الكويتي تأييده الإنفتاح على العراق، ومساندتهم تصل لحد إقامة المباريات في العراق، بمباركة الكويت ومشاركتها!