22 نوفمبر، 2024 7:58 م
Search
Close this search box.

عبر ودلالات مستخلصة من محاولة استقالة وزير الخارجية الايراني

عبر ودلالات مستخلصة من محاولة استقالة وزير الخارجية الايراني

عِبرْ و دلالات نستخلصها من محاولة استقالة السيد محمد جواد ظريف وزير خارجية ايران .
دقائق بعد نشر السيد الوزير خبر طلب استقالته ، رسى رأينا و توقعّنا على السبب الحقيقي وراء طلب السيد الوزير و أفصحتُ عن الرأي ،و بأقتضاب ، على بعض المواقع العراقية المعنيّة ( ملتقى الأخبار الوطني ، مركز الرافدين للحوار و غيرهما ) .
السيد الوزير أمتهنَ الدبلوماسية و عَرِفَ كيفية توظيفها كوسيلة لتحقيق اهداف سياسية ، هو ،في ذات الوقت ، سياسي و دبلوماسي و رجل علاقات عامة ، ونَدُرَ ما نجد ،في الوقت الحاضر ، وزيراً يمتلك هذه المقومات الثلاث ( دبلوماسية ، سياسة ، علاقات عامة ) .
أبتساماته و بشاشته و ظريف في أسمهِ صفات و سجايا لم تتغلبْ على صرامته في العمل و المتابعة و المثابرة ، بحكم عملي ، شاركته جلسة عمل عام ٢٠١٤ في اندنوسيا ، وكنت ممثلاً للعراق في المؤتمر ، وتبادلنا و إياه اطراف الحديث عن ماوردَ في جدول اعمال المؤتمر ، وبعدها ” دردشتُ ” قليلاً مع احد أعضاء الوفد المرافق للوزير ، قلت له ” وزيركم دائماً مبتسم و بشوش ” فرّدَ عليَّ قائلاً ” هكذا تراه في التلفزيون وفي اللقاءات ،لكنه صارم ومتابع ودقيق جداً في الوزارة “.
ثلاثة عوامل تجعل من ظريف وزيرا لا يطيق التجاوز على ساحة عمله الإدارية و الدبلوماسية :
شخصيتهِ ، نجاحاتهِ ، إيمانه بعمله و ثقته بعقلانية و منطقية توجيهات المرشد الأعلى السيد الخامئني .
ما حصلَ مِنْ ارباك سياسياً و شعبياً و اقتصادياً في ايران على أثر طلب الاستقالة دليل على نجاحات و شعبية الرجل ، و تعدت تداعيات الاستقالة ايران الى الاقليم و العالم .
ولم تتستّرْ ايران على أسباب الاستقالة ،حيث تداولها الاعلام . وصرّحَ السيد سليماني عن استقالة ظريف ، و اعترفَ بوقوع اخطاء بروتوكولية في التنسيق بين رئاسة الجمهورية و وزارة الخارجية ، سبّبتْ بعدم حضور السيد ظريف في اللقاء الرئاسي الذي جمع الاسد بروحاني . سارعت ايران بكشف أسباب الاستقالة تحاشياً منها لأي تأويل او تفسير مُغرضْ ، سيّما وظرفها الراهن و التربص الامريكي الاسرائيلي لشؤونها .
و عندما يصرحّ السيد سليماني ( الحرس الثوري ) ، عن أسباب استقالة ظريف ، يعني بأن الحرس الثوري كان معنياً بالامر ، لذا لم يبخل السيد سليماني بالاعتراف و بالإشادة بعمل ودور السيد ظريف و وزارة الخارجية بتحقيق اهداف الشعب الايراني .
الجميع انتفعَ من الحدث : طلب الاستقالة و رفضها من قبل رئيس الجمهورية و تصريحات سليماني و عدول الوزير عن استقالته ، جميعها إجراءات تمتْ في شفافية و علنيّة و ديمقراطية .كذلك السيد الوزير ، نجحَ في اختبار شعبيته و دوره و تعزيز مكانة و دور وزارته في الامن القومي الايراني .
غياب السيد الوزير عن مشاهد زيارة الرئيس الاسد و لقاءاته لم يكْ سبب طلب الاستقالة ، ربمازيارة الرئيس الاسد كانت المناسبة التي دفعت السيد الوزير للاعراب عن غيظه ، لطلب الاستقالة سوابق :
احدثها من حيث الزمن اتهامات ايران لباكستان في الانفجارات التي حدثت في ايران قبل اسبوعيّن ، و تعدد و تنوع التصريحات الايرانية و غياب دور لوزارة الخارجية الايرانية ،بالوقت الذي تتطلب طبيعة العلاقات الايرانية الباكستانية رَداً ايرانيا و بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها ، ومن قِبل الوزارة المعنيّة .
اهّم ما نستخلصهُ من الحدث هو ان ايران شعباً و برلماناً و حكومة تؤيد و تدعم السياسة الخارجية التي يقودها السيد محمد جواد ظريف . ردود فعل الشعب و البرلمان بأصلاحييه و بمحافظيه عزّزت من مكانة و دور الوزير و وزارته .
سفير سابق لجمهورية العراق.

أحدث المقالات