18 ديسمبر، 2024 11:52 م

عبرةٌ من التاريخ  !

عبرةٌ من التاريخ  !

قيمةُ العلمِ وتخليصُ الناس من الجهلِ شيءٌ ضروري ومهمٌ أشارَ له القرآنُ الكريم أولُ دفعةِ الأيات الكريمة حيث أنَّ أولَ خطاباتُ غار حِراء ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) !
ليحملَ هذا الخطابُ روحَ الحياةِ وسرَّ نجاحها ، بل ونوعَ سلاحٍ بيدِ الأنسان يكافحُ به ويدافعُ عن وجودِه وكَيانه  ..فالجهلُ هو ما كانتْ قريشٌ عليه قبلَ مجيء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، من ربى وزنا وخمرٍ وقذفِ المحصنات وأكلِ الميتةِ ودفنِ البنات أحياء خَشيةَ العارِ إلى كثيرِ جرائمٍ وجرائرٍ كان الجهلُ قائدها  ..
من هنا كان النبي الخاتم (المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم) يريدُ فتحَ العقول ، حتى يُرسي قواعدَ العلمِ الذي به أدواتُ رسالته السمحاء وتعاليمُ السماء ..
فعمَدَ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أكثرِ من طريق مركزاً على طلبِ العلمِ والتفقهِ المعرفي بكلِّ حركةٍ سنحتْ له !حتى رأيناه في معركة بدر وبعد النصرِ المؤزر على جيش المشركين ، كيف طلبَ من الأسرى طلباً لم يخطرْ ببال قائدٍ قبلهُ خاضَّ الحروب ، ومعروف دائما أنَّ الأسيرَ يُستفادُ منه في كشفِ أسرارِ العدو أو أستخدامه في المعركة بشكلٍ اوبأخر ..
ألا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان له رأيٌّ أخر وهو أنْ يجعلَ المسلمين علميين يقرأون ويكتبون وهذا سلاحٌ قد لا يضاهيه سلاح ..حتى قالَ طلبُ العلمِ فريضةٌ ..وكان عددُ الأسرى قليلاً جدا .. لكنه فتحَ بهم مدارسَ كثيرةً علمتْ المسلمين سلاحَ الوعي ..
وأقولُ نحن اليوم لو قسنا نسبةَ الأمية والجهل على المتعلمين ومَنُْ يقرأ ويكتبُ لوجدنا أنَّ هناك جيوشاً من المتعلمين يحسنون القراءةَ والكتابة ، فلو علّمَ كلُّ واحدٍ منّا أخرَ يراه لا يعرفُ كيف يفكرُ أو ينجو من مصائدِ الأعداءِ لقضينا على نسبةِ الجهل الذي يستخدمه ضدنا  السياسيون مستغلين البسطاءِ والقاصرين ، ولعمري أنها مهمةٌ كانتْ على عاتقِ الأنبياءِ والمرسلين بما وردَ ، ونحن اليوم نتشرفُ بها .
ولعله أنقذَ أنساناً من يدِّ برلماني أو حزبٍ أو مسؤولٍ فاسدٍ خيرٌ لنا من حُمرِ النعم !حتى نقصرُ ليلَ الثكالى ومسحَ دموعِ اليتامى  ..