أجمل ما في الفقر أنه لايجلب لك أصدقاء المصلحة, أما أصحاب الكراسي الطارئة, والكروش التي ملئت بالسحت, فلا يدركون أن حياة أحدهم قد تتوقف على توقيع منه, ويؤكدون للمواطن المسكين أن هناك بعض الأبواب خلقت لنغلقها, وفي نهاية الدوام الرسمي يقتنع العبد الفقير, إن إنجاب الحياة يقوم على السلب والإيجاب.
العقل المملوك لغير صاحبه, جمود لا ينفع المستقبل في شيء.
أغلب ساستنا لا تجدهم في حال وسط معتدل, فأما أن تسمع نقاط نظام غير مهمة توحي للمستمع أو المتفرج, بأنهم مجرد دمى, أو تكتشف في لحظة متأخرة جداً أنك أقحمت نفسك في عالم عنيف, بمجرد تحول الحديث الى مشادة كلامية بين هذا أو ذاك, حول مصلحة ما, وبهذه المشاهد يتأخر إقرار القوانين, وتتعطل الحياة, وتتلاطم أزمان الجوع والحصار, والحرب والقتل والنزوح, إنها أزمنة غير منطقية.
أدركنا أن الفاسدين كالصراصير, يعودون لأصلهم القذر, ومسكنهم العفن ولا يدلون بفضيلة تذكر, ولا يعبأون بما يعاني المواطن, ولا يلتفتون الى الألوان التي تطرز غرفهم الدافئة, ولا يوجد بقربهم من يجرؤ على القول لهم: إن للألوان مفعول عجيب على علاج بعض الأمراض النفسية, ولكن دون جدى, فالأمر في حياتهم متروك على علاته لا حسيب ولا رقيب.
خلال إستقبال ضيف مهم في زيارة رسمية لمكتبهم, يصبح المواطن نكرة وهو واقف على جمر الأنتظار, صورة مؤلمة وحزينة مزجت بين ألم الماضي وأمل المستقبل, عندها أمسى العراق مثل مَنْ يقف على شجرة, ويقطع إغصانها بنفسه شيئا فشيئا, فما يشهده العراق لا يمكن أن يتحمله وحده.
من الخطأ الإعتقاد بأن الخديعة قد تنطلي على المواطن, فقد ولت عقود الزمن الغابرة, وهذا ما لن يرضاه أبداً, فلا يفهم من صبرنا وهدوئنا ضعفاً!.
سؤال مهم تبادر الى ذهني, لمَ بدأ المسؤول ينظر الى ديننا الحنيف وكأنه لم يفلح في لم شملنا ويقضي حوائجنا؟, رغم أنه يضع خلف كراسيه عبارات عظيمة المغزى والدلالة, مثل (نجاحك مبني على طريقة كلامك اليوم, فكن حريصاً عند إختيارها, فربما تقضي على طموحات الآخرين الى الأبد, بإختيارك لبعض الكلمات)!, إذن لا بد من وضع إصبعنا على الجرح, لأن الشجاعة تعريف واقعي يستحق التأمل.