ليس من السهل على بعض السياسيين العراقيين التقدم باتجاه تفكيك حقل الألغام الكردي المزمن خاصة مع حالة الانتقائية في التعامل من قبل طيف واسع من الجمهور العراقي وقوى سياسية أخرى حاولت وعملت على مدار سنوات متعددة عرقلة اي تقارب بين بغداد والإقليم من اجل دوافع انتخابية او حزبية او بسبب عدم النضج السياسي وعدم الشعور بالمسؤولية.
امر التوجس والتخوين لم يكن مصدره تعامل بعض القوى السياسية او تشكيك طيف واسع من الجمهور لمجرد ان من يتم التعامل معهم هم الكرد انما يعود ايضا الى ردود افعال وتصرفات الكرد انفسهم والتي تنطلق من دوافع عنصرية وحزبية وشخصية ضيقة يصعب في اوقات كثيرة تفسيرها او محاولة الدفاع عنها من قبل الكتل والشخصيات التي تحاول راب الصدع او لملمة الوضع العراقي بأية صورة.
ان استمرار القطيعة بين بغداد واربيل وتزايد حدة الخلافات السياسية والمالية والامنية وتصاعد لغة الخطاب امر غير صحيح خاصة وان الظرف الراهن الذي يعيشه العراق من الشمال الى الجنوب يتطلب من الجميع الشعور بالمسؤولية وتغليب مصلحة البلاد على جميع المصالح الحزبية والفئوية والشخصية.
ولان الواقع العراقي الحالي يختلف كليا عما كانت عليه الاوضاع في زمن الحكومة المنتهية ولايتها والتي كان يتراسها نوري المالكي لذا فقد حان الوقت لمغادرة كل ارهاصات المرحلة الماضية والتعايش مع واقع المرحلة الحالية الذي فرضته استحقاقات تشكيل حكومة وحدة وطنية مدعومة بدعم دولي منقطع النظير وافرازات تحديات الواقع العراقي الذي املته الظروف الامنية والتي جعلت العراق كله تحت تهديد الجماعات الارهابية الداعشية.
ان زيارة الدكتور عادل عبد المهدي الى اقليم كردستان باعتباره مبعوثا لرئيس الوزراء ولكونه وزيرا للنفط جاءت في وقتها وحققت نتائج كبيرة وفي زمن قياسي لم يكن احد يتوقعه على اساس فرضيات الاتفاقات السابقة والمدد التي استغرقتها المحادثات السابقة والتي لم تصمد طويلا او تحقق النتائج المرجوة.
وحسنا فعل الدكتور عبد المهدي عندما قدم توضيحا وشرحا كافيا لكل ما دار من حديث والتزامات وتفاصيل تتعلق بحق الحكومة المركزية وحق الاقليم في هذه المرحلة وفي المستقبل المنظور دون ان يبدي مخاوف احتمالات عدم استمرار الاتفاق لا سامح الله.
ان النجاح الذي حققه عبد المهدي في كسر جمود الخلاف بين الاقليم والمركز سيواجه بالف تشكيك وتشكيك وسيخلف الاف الالغام والمصائد التي طالما وضعت في طريق هذا الرجل المتميز في عطائه وطرحه وعلميته،لكن هذا التشكيك والطعن امر متوقع ،انما الامر الاهم هو النجاح الذي حققه الدكتور عبد المهدي في تفكيك حلقات الخلاف مع الاقليم والبدء بصفحة جديدة من شانها ان تحقق الاستقرار السياسي وترفد الخزينة بمليارات الدولارات.
ان افضل ما يجيده الدكتور عبد المهدي هو رفد خزينة العراق بمليارات الدولارات ولنا في نادي باريس وديون العراق ذكرى وعظة،اما مناوئيه والحاقدين على نجاحه فاضل ما يجيدون التسقيط والزيف والتهم الباطلة وشتان بين عطائه وسقوطهم.