7 أبريل، 2024 7:04 ص
Search
Close this search box.

عبد المهدي .. و نظرية (بعد ما ننطيها) !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثيرون كانوا يتوقعون أن يقدم السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي على تقديم إستقالته من رئاسة الحكومة، بعد أيام من تسنمه المنصب، ولكن الرجل طمأن الجميع قبل أيام، أنه لم يعد يفكر بمبدأ ( الإستقالة) ، وهو الان يستلهم دروس مقولة من سبقوه : ” بعد ما ننطيها” !!

ونظرية ” بعد ما ننطيها ” تعني ان مغريات السلطة وهوس كرسيها وما تدره عليهم من امتيازات وسلطات وعلاقات مع دول العالم، تجعل من (الحاكم بأمر الله) ، لايفكر الا بالبقاء لفترة أطول، في خدمة الطائفة، وان الإستقالة مشروع (وهمي) كان في فترة مرتبكة، والان هو من يسيطر على مقدرات الأمور وله القدح المعلى ، والأمور عال العال، والشعب وصل الى التخمة من الشبع ، والخدمات في اوجها والكهرباء لاترمش ، والنافورات في الطرقات ترش الماء على وجوه المارة لتخلصهم من معاناة حرارة الجو اللاهبة، والامور (بمبي بمبي) ، والدنيا ربيع والجو بديع!!

لاتصدقوا أن السيد عادل عبد المهدي يقدم إستقالته في يوم من الايام ، حتى لو تقطع العراق الى اربع دول وكانتونات طائفية، وامل من يجلس على هذا الكرسي أن يبقى هو (القائد الأوحد) ، وهي النظرية التي كرسها كل حكام العراق منذ عقود، وبقي هذا الحلم يراود كل من يجثم على كرسي السلطة في هذا البلد، وتبقى الاستقالة وكانها من قبيل (المحرمات) و (الخطوط الحمر)، التي لن يقترب منها حاكم في هذا البلد في يوم ما حتى ولو إنقلبت الدنيا على رؤوس العباد!!

أجل من حق رئيس الوزراء أن يقول ” ما ننطيها” لأن من أوكلوه أمر كرسي السلطة، كانوا يتوقعون أن يبقى الرجل لأيام، ومن ثم يقدم الرجل استقالته ويصفى لهم الجو، ويعودوا هم ينصبون آخر بدلا عنه، وكانه (البديل المنظر) الذي يحل مشاكل العراق ، برمشة عين!!

ويدرك السيد عادل عبد المهدي أنه وان كان (الحاكم الأوحد) ويرفض (الإخلاء) ويبقى متمسكا بالكرسي حتى آخر لحظة من حياته، فهو لأن الكتل السياسية هي من وافقت عليه، وهي من رشحته، وهي تتحمل وزراء هذا الترشيح، والرجل أراد أن يغير ويجري تعديلات على الكثير من انماط السلطة واسلوب التعامل معها، ولو بخطوات بطيئة لكن بعضها جريء ، وهو في كل مرة يصطدم بمطالب الكتل السياسية التي تحاول الاحاطة به من كل جانب، وهي تضيق عليه الخناق وتحبس عليه أنفاسه، ومع هذا يسعى لأن يخرج من ضغوطها ومطالبها، وهو سالما معافى ، دون أن يمسه الأذى!!

ولهذا فأن السيد عادل عبد المهدي، مطمئن أكثر من أي وقت مضى، من ان عهده لن يكون قصيرا، وهو وأن أرغم على الاستقالة تحت ضغوطات الكتل في قادم الأيام ، ، فهو لن يسلمها لهم، الا بعد ان يجرعهم كؤوس الحنظل، لكي لايعيدوا إختياره مرة أخرى ..فهم من اختاروه وعليهم تحمل أوزاء اخطاء الحكم شاءوا أم أبوا..والعاقل يفهم!!

السيد عبد المهدي لايؤمن بعد اليوم بمنطق الاستقالة، وهو يدرك ان تحقيق تلك الخطوة ، لتلبية رغبات بعض الكتل السياسية تعد من قبيل الأمنيات المستحيلة، لكنه يبقى يؤمن بنظرية ” بعد ما ننطيها” للدلالة على ان (حكم الطائفة) مشروع أبدي لن يتزحزح عنه أي من يحكم هذا البلد في قادم الأيام..كونه مشروع حياة أو موت، بالنسبة لمن يعدون أنفسهم (الأغلبية السياسية) وهم من لهم كلمة القول والفصل في حكم العراق!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب