إذ للتوّ عادَت اطلالة شبكة الإنترنيت ” التي كانت محجّبة ومنقّبة ” الى العراقيين , بعدما تكرَّم رئيس الوزراء ووافق على اعادتها بعد أن سلبها من حرية وحقوق المواطنين , وإذ ايضاً من الممكن جداً أن يقطع عبد المهدي النت في ايّ لحظة , وكما فعلها من قبل , وربما قبل إكمالنا لهذه الأسطر ,
فنؤشّر ونُسجّل : –
1 \ إنّ الأثر والجرح النفسي والفكري لدى المواطنين إثر حجب ومنع الأنترنيت , وما تركهُ من فراغٍ قاتل , فأنّ التعويض لهذا الإفتقاد يقود الكثيرين لترك منازلهم والتوجّه الى ساحة التحرير والإنهماك والتفاعل مع الكرنفال التراجيدي المعزز بالأناشيد والقذائف المسيلة للأدمع , ومع الأضواء والرسوم وقنابل الدخان وصنوف الفن الأخرى , فماذا استفاد عبد المهدي .؟
2 \ لا ريب أنّ نسبة واعداد المتظاهرين في العاصمة وفي المحافظات لا تشكّل إلاّ الجزء الأقل من مجموع سكّان العراق , فعلامَ معاقبة كلّ الشعب العراقي بحرمانه من الأنترنيت مقابل هذا الجزء النوعي الضئيل , ثمّ ومع تكررّ واستمرار قطع الشبكة , فماذا تغيّر بالنسبة الى التظاهرات سوى ازدياد حجمها وارتفاع اعداد المتظاهرين , والأهم ما نرى من توسيع مساحات الأحتجاج التي إمتدّت الى الجسور والى ميناء أم قصر وحقول النفط ودونما نت .!
3 \ إنّ رئاسة الوزراء < وبصمتٍ مطبق من البرلمان ورئاسة الجمهورية > هي التي تتجاوز على حقوق الشعب بهذا الشأن , وطالما هي المتجاوزة فلا يجوز منطقياً أن تطلب من المتظاهرين او الجمهور بعدم التجاوز .!