23 ديسمبر، 2024 5:45 ص

عبد المهدي في مواجهة عاصفة النفط

عبد المهدي في مواجهة عاصفة النفط

تحتاج البلدان ذات المستوى المالي الضعيف, الى عقول تفكر كيفية استثمار ما موجد لديها من ثروات, بينما في العراق, ثروات كثيرة لم يتم استثمارها, لذا اصبح الاعتماد على النفط, اعتمادا كليا في سد الفراغات التي تنتج عن غياب استثمار السياحة والزراعة والصناعة وغيرها.
كثرة الطلب, يعزز مبدأ قلة العرض, وهو الذي كنا نعاني منه تماما, في بداية كل موسم شتائي, بلحاظ الشحة التي يتعرض لها البلد في المنتوجات النفطية.
بالمناسبة هذه الشحة ليست صفة لازمة للعراق, بل ان السعودية بكامل احتياطيها وحجم صادراتها الى الان تعاني من شحة غاز الطبخ في الأسواق, وعملت جادة للحد من هذه الشحة بالتقنين.
قبل بدء موسم الشتاء, كانت متوقعاً وكما هو معتاد في السنوات السابقة ان تطفو للسطح ازمة توفير المشتقات النفطية من النفط والغاز, عادل عبد المهدي, وزير النفط, وفور استلامه مهمة هذه الوزارة المهمة, واجه عاصفة قوية بلحاظ ان جميع المؤشرات تدل على حصول ذلك الشح في المشتقات, فمخزون الوزارة كان قليلاً, في قبالة وجود مئات الاف من الاسر النازحة, وتوقف مصافي تكرير النفط في بيجي, وبعض المنشآت الأخرى, مما ولّد ضغطاً على الوزارة.
الاندفاع المعتاد لخزن أكبر كميات من النفط والغاز, وسوء إدارة التعامل مع هكذا أزمات كاد ان يوفر أرضية خصبة لازمة تدوم شهور, كانت هناك ازمة, لكنها انتهت بعد أيام بفعل الإجراءات الصحيحة لوزير لم تمر على مدة جلوسه على كرسي الوزارة سوى أيام معدودات.
إجراءات سريعة سيطرت على الازمة وحالت دون استفحالها, بعد ان وضع الوزير وفريق قوي منسجم, مختار للتعامل مع هكذا ظروف, وضعوا حلولا استراتيجية للمواجهة.
المواجهة خير من الوقوف على التل للتفرج, والمواجهة خير من تغطية راسك بالرمال.