18 ديسمبر، 2024 9:42 ص

عبد المهدي شيعي يغرد خارج السرب!

عبد المهدي شيعي يغرد خارج السرب!

(يغرد خارج السرب) عبارة تطلق على الإنسان الذي يقول شيء مخالف لأمر الواقع, كأنه يعيش في عالم غير العالم الذي من حوله, أما أنه أذكى منهم أو أنه يعيش في أحلام وردية!.
حكومة جديدة ولدت من رحم المأساة بعد مباركة مرجع الشيعة (علي السيستاني) كما يدعون, المباركة لم تأـي حباً لحكومة العبادي, بل بسبب فشل الحكومة الشيعية التي سبقتها.
أنتهى زمن المالكي وجاء زمن العبادي, سؤال يفرض بقوة مالذي أختلف, ذهب شيعي وجاء شيعي؟!, ولكن بدأنا نشعر ولو بشيء قليل أن هناك فرق بين من زرع الفتنة وقتل كثير من شباب السنة والشيعة, بسبب الكرسي الملعون, وبين من نجده يتكلم بعقلانية وتأني متسلحاً بوزراء بعضهم يختلف إختلافا جذرياً, وبعضهم أصبح (كوبي بيست) عن سابقه!.
لم نتلكم عن الوزراء الذين أستنسخوا أنفسهم وساروا على نفس النهج, الذي ساره عليه الوزراء السابقين, فهولاء لا خوف منهم علينا لأننا على يقين أنهم جاءوا لملئوا جيوبهم, ولدعم حزبهم على حساب الشعب وهذا لا يختلف عليه عاقل,  ولكن ما يخيفنا هم الوزراء الذين جاءوا وهم يحملون مبادئهم فوق ظهورهم, ليثبتوا أحقيتهم بالمناصب, وهذا يعني تسويق مذهبه ومن ثم دعم حكم الشيعة, والسيطرة الأبدية على العراق وهذه طامة كبرى.
أمثلة كثيرة سأذكرها ولكني ليس بالشخص المهلهل لهولاء, أو سعيد لوجود مثل هذه النماذج في حكومة العبادي, لأنها في الحقيقة ستضرب أكثر من عصفورين بحجر واحد, بدأً من طارق الخيكاني وجبر صولاغ, وعبد عبطان عادل عبد المهدي, والأخير هو مربط الفرس في رهان حكومة العبادي, لشغله منصب وزارة النفط وهي الشريان الرئيسي لنجاح حكومة العبادي وأستمرارها.
الأزمة الإقتصادية التي تمر على حكومة العبادي, ستكون القشة التي تقصم ظهرها, وبنفس الوقت إذا يتم إستغلالها ستجعل منها قوية لا تقهر, إذن هي سيف ذو حدين ولكن بيضة القبان, في هذه المعادلة هو عادل عبد المهدي, فهو داهية ويملك الحلول التي تجعل الكفة تميل للحكومة, فمقترحاته غريبة ومخيفة لأنها تمس كيان الدولة العراقية, وليس الحكومة فقط!, فمشروعه (ملكية الشعب للنفط) لم يتطرق له أي وزير سابق, جعلت منه يغرد خارج السرب, لأن من حوله لا يملكون الجرئة أو الحكمة لتطبيقه أو الخوص به, رغم أنه وضع الخطوط العريضة لهذا المشروع.
الحكومة تأخذ ميزانيتها من الشعب, والشعب هو المتحكم بالسلطة, والفساد سيكون في خبر كان, وسيقضي مشروعه سيطرت الناس على الحكومة, ويستطيع إستبدالها متى ما يشاء, أقول لك بكل صراحة رغم عبقريتك, إلا أنها أحلام وردية يا عبد المهدي, وها أنت أمسيت بلبل يغرد بين مجموعة من الغربان, لهذا نحن نشعر بالأمان من عدم إنتشار إمبراطورية الشيعة, فأنت أخطر من المالكي علينا, ويقيناً لو كان في حكومة العبادي ثلاثة بمثل دهائك, لكان العراق مقراً لامبراطورية الشيعة.